عَطْبَرِيَّات
"14"
مُدَارَاةُ الناسِ
المعنى : مُلايَنَتُهُم وحُسنُ صُحْبَتِهِم واحْتِمالُهُم لئَلاَّ يَنْفِرو
عَنْكَ.
عاش دهراً من الطفولة إلى نهاية الدراسة الجامعية يجوب الحدود.
من قطاع غزة إلى أقصى حدود مصر الجنوبية.
بحكم عمل الوالد في سلاح الحدود.
تفوق في الدخول للجامعة دارساً العلوم السياسية فكان النبوغ.
ولأن الفكر لا يُصَارَع فاتخذه علماُ صافياً من معين علماء بسطوا له
ليستزيد.
قدمت له إدارة الجامعة جائزة رفيعة ووظيفة المعيد.
آثر أن ينتقل لأرض الوطن يسهم فيه .
كان علماء مصر في شك وتمنوا له التوفيق.
ولكن الجامعة الوطنية الشامخة من يعتلي قسم السياسة فيها قدم قسمة ضيزى.
ونعت العلم بالكفر.
قبل عام من ذلك زار مدينة عطبرة لأن له فيها قرابة.
فعاد به الحنين إلى عاصمة الحديد والنار عسى ولعل وظيفة إدارية تحفظ ماء
الوجه.
وأقول يا ليته عاد إلى هيئة التدريس في الجامعة الأم.
كان له مقاماُ في بداية السلم الإداري بالسكة الحديد.
وصعد النجم إلى وظيفة نائب المدير العام يرسي كل مبتكر.
وجاب العالم ولم تتوقف أمامه محطة عالمية.
فاللغة الفرنسية والإنجليزية تفتح ابواب النماء.
حينما جارت سنوات الإحباط بالبلاد كانت خصماً على تبخر وظيفة نائب المدير
العام في أعرق المؤسسات.
آثر البطل الملاينة مع قوم هم للشر عنوان.
في لبوس الهندسة شهادة بلا ضمير.
ومن ثم وجد ملاذاً في كوة صغيرة بها خط تجاري عالمي.
ولكن الاستثمار بمقدرات وطن يرشح منها شباب تمت (عسكرتهم) لجمع معلومات
التخوين.
وكان عصياً بعلمه.
فكان يتقدمهم وتسيل دهشتهم في كل مرة.
فوضع المعاش حائلاً.
ليعود ادراجه استاذاَ جامعياً.
في ركن قصي يقضي زمان التحضير والتدريس.
إلى أن بدات معارك الخرطوم.
التاريخ الحافل حضارة.
والعلم في العقول ثمرة.
لله درك صديقي الفاضل.
صلاح عثمان
الاسكندرية 6 ابريل 2024م