جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

بقلم: سيد علي رأس العين

ذات صباح..



تتفتح الأزهار..

و يأتي الإعصار..

و تنقف كل البيض

كل شيء استحال رمادا باردا..

و يصير كل شيء كمدينة أصابها وابل من الدمار !

و تخبو الأماني ..

و ينتشي الرماد في هجعته!

و كل ما نقف في الصباح نفق في المساء !

ليصير كل ما حولنا ذاويا..

و تخلد مدينة الزهور إلى براثن الموت ..

و تتدفق الأحزان..

و تقرع أجراس السكون !

و يعلن الحداد لتلك الأجساد الهامدة..

و يعم السواد في كامل البلاد!

ثم تعصف ريح اللعنة..

فتصعق الأرواح..

و تفزع في الغسق الأشباح..

فتروم الانتقام بلا رحمة !

يا للقسوة !

اضطجعت كل الأزهار ..

لتنمو بدلها الأشواك !

و تخنق الأفراح

لتهطل مكانها الدموع

و تنتحر الآمال..

لتتوطن مكانها توابيت ملعونة !

أبادوا الزهور

و أفنوا مهجة الكيان

و قبضوا روح الأحلام

زرعوا اليأس في موسم الربيع

و جنوا القطاف في شتاء قارس !

و ملأوا السلال بغلال مرّة

و هلكوا الحقول بنيران رمضاء أوقدوها

وأثاروا النقع بحوافر خيول شامسة

و امتزجت النار و النقع و الدخان !

و ابتسم الخراب في ذهول

و احترقت الأكباد و الأفئدة

و هلل الحقد..

و سبح ظلام الأوغاد..

و تراكمت الإحن في كأس مثلومة

و زفت النعوش في مواكب مهيبة

و غير بعيد تعالت جلبة أشبه بالنحيب

و همهمة أشبه بعويل النسوة !

و أطبق الأسى على الوجوه

و ارتسم سواد عليه غبرة

الكل يندب الزهور الراقدة

و يجود بدموع ساخنة

هناك التحف الربيع بأكفان وردية

و استسلم للغدر

و تقهقر بلا رجعة

و غار في سرداب من الثرى المبلل

ثم  أخلد إلى الراحة الكبرى


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *