يا أخـتَ هـارونَ ...
سميرة الزّغدودي
كلّما
تعرّضَتْ للانتقاد التّافه، اشتدَّت وأحسَّت بالثّقة في نفسها؛ لأنّها ترى بعين
الحقّ ...
وكلّما
ذكَّرْتُها بالرّؤيا المباركة، أدركَتْ ما يجول بخاطري وافترَّت عن ابتسامةٍ
هادئةٍ وردَّت بلهجةِ الواثقة الصّادقة :« لن أتغيَّرَ يا أمّي ...»
يا أخـتَ هـارونَ ...
شالَ
العَفافِ مِنَ البتولِ لبِستِ
يا أختَ
هارونَ العفيفةَ أنتِ ...
يا مريميّةَ
طُهرِها ونقائها
خيرَ
الخِصالِ مِن الطّهورِ مَلَكتِ
كوني كما
العذراءِ لمَّا أخلصَتْ
في طاعةِ
المولىٰ كما أخلصتِ
هيَ بنتُ
عِمرانَ الّتي بصِراطِها
سلكَتْ سَواءَ
سبيلِها وسلكتِ
هيَ بنتُ
عِمرانَ الّتي مِن ربِّها
رُزِقَتْ
ونِعمَ الطُّهرُ أنتِ رُزِقتِ
ما السِّرُّ
في نورٍ من العينينِ يا
شمسًا
بمعراجِ الهُدىٰ أشرقتِ
اللّيلُ
يخطِفُ منهما كحلاً فلاَ
منجى له من ظلمةٍ فأنرتِ
عينانِ
أرْهقتا مدى شفقٍ وفي
سحرِ الغروبِ
من الدّماء سكبتِ
هُو سِرُّ
جوهرةٍ تفرَّدَ وصفُها ...
بين البناتِ
فَيا لَها مِن بنـتِ !
هُزّي إليكِ
بجذع عاطفتي لكيْ
تتساقطَ
الأرطابُ أينَ حللتِ
بُشرىٰ مِن
الرّؤيا يَفوحُ أريجُها
والمصطفىٰ
مِن راحتَيْهِ شَذَوتِ
أبصرتِ
بالضّوءِ الّذي مِن كفِّهِ
غَمَرَ
الوجيبَ وبالرَّشادِ بَصُرتِ
فخُذي مِن
العطرِ الّذي وشَّىٰ بهِ
نبضَ الفؤادِ
ومِن شذاهُ شَمَمْتِ
وخُذي مِن
الشُّهُبِ الّتي ألقَتْ بها
يدُهُ ومِن
نورِ الرَّسولِ قَبَسْتِ
وخذي المآثر
من سَنَا أوصافه
أنتِ اكتمالُ
البَدر حين سَطَعتِ
وخُذي
المآثرَ منهُ مِن أوصافِهِ
إنَّ
اكتمالَكِ زادَ حينَ أخذتِ
أحْرَمتِ
بالخفّاقِ في حَرَمِ الرُّؤىٰ
لبَّيْتِ
بالتّكبيرِ ثُمَّ سَجْدتِ
أحرمتِ
للحَرَمِ المُقَدَّسِ بالرُّؤىٰ
لبَّيْتِ
قَادِمَةً وفيهِ حَجَجْتِ
باللّهِ لا
تُصغي للَومةِ جاهلٍ
كوني
مُمَيَّــزَةً كما أحببتِ
هذي جِنانُ
قصيدتي يا زهرةً
فاضَ
النّعيمُ بعَرفِها فنَعِمتِ
وعلى صَدَى
محرابِ مَريَمَ خفْقَتي
يا أخْـتَ
هَـارُونَ الكـريمـةَ دُمْـتِ
وترقّ في
محرابِ مريمَ خفقتي
يا أخـتَ
هـارونَ النّقيّــةَ أنـتِ ...
#فتاةالقيروان
سميرة
الزّغدودي
تونس 🇹🇳
شكرا للشّقيق
المبدع : محمد عربد على التّصميم المميّز 🌹