اقرأ ايضاً

جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

 

مناقشة المسرحية بعض العرض

العقيد بن دحو

.com/img/a/

لا أتخيل عرضا مسرحيا ناجحا دون أن يُعرض المناقشة الدرامية الثفافية
Le debat théâtral . تلك الجادة الواعية ، التي تبعث على ما يجب أن يكون و ليس كما هو كائن ما يكون.

فمناقشة المسرحية تتمة لها...غير أنها كما دأبت العادة عندنا : لا شيئ يبقى بعد اسدال الستارة. غير ان العمل الجيد هو ما يبقى بعد ان نخسر كل شيئ او ما يبقى و ما يجب أن نتعلمه بعد ان نتعلم مل شيئ. فالفن و الادب عموما يدل على الخسارة أكثر منه يدل على الكسب.

 المفروض نهاية العرض و اسدال الستارة هو بداية العرض ورفع الستارة في فضاء آخر ، عند الحدائق الخلفية للجمهور او كما سماها برتولد بريخت " الجدار الرابع". حيث تندلع معارك اخرى و صراعات أخرى و خسائر أخرى و مكاسب أخرى... !

دعنا نقرها صراحة العديد من المخرجين من أولئك الذين نفخوا في اوداجهم العديد من النقاد العالميين الغرور و التكبر و العنجهية : ووصفوهم "الدكتاتوريين" ما هم إلا دمى منتكسة ؛ منكفئة تخشى مواجهة اسئلة الجمهور و الصحافة و النقاد و المهتمين بالدراما بصفة عامة.

كل شيىء يحسبونه "قهوة موح كول وروح "!.

كان من الواجب المقدس بعد العرض المسرحي ،  يُنزع الديكور و سائر الإكسِسْوارات و الملاحق ، و تُنصب طاولة للنقاش ، يتوسطها المخرج و ممثلا او اثنين ورئيس الجلسة أو من يدير النقاش و مقررا.

بمعنى آخر أن يُعرض العرض المسرحي برمته الى (المحاكمة) على اعتبار الجمهور القاضي الأول للعرض المسرحي، منذ اتاقلت اليه السلطة القضائية ، و تاقل كرسي القاضي الى الجمهور.

و حتى يكون العمل الدرامي الفني نزيها مكتملا ،  ذو كفاءة و اخلاص ، عادلا ووازنا ، لابد أن يُحقق احد أقوى و أسمى قواعد السمو و الرفعة و الرقي و الإزدهار و كدا النمو الحضاري ألا و هي الذائقة الفنية وتحقيق أهم مبادئ العدالة الشعرية.

- الجريمة لا تفيد

- القانون لا يجب ان يكون مناهضا للعدالة الشعرية.

اذ لا يمكن محاكمة و محاسبة و مقاضاة العمل المسرحي المنجز فنيا وتقنيا ، دون الرسالة النبيلة الأنساتية ، و الحوار المنشود التي جاءت من اجلها المسرحية بأكملها منذ عهد الإغريق الى اليوم.

ان لم (نقاضِ) المسرحية المعروضة أمامنا ، حول حديقتها الخلفية ، أي مرجعيتها الثقافية السيكولوجية السوسيولوجية و خلفيتها السياسية الثقافية الإجتماعية و حتى الإقتصادية ، و إن لم نناقش المخرج حول تصوراته الذهنية ومرتكزاته الفلسفية فهو مجرد عرض منه و عن طريقه واليه ! لم يصل الى ما كان يصبوا اليه المفكرين من غايات و اهداف. ما كان يراهن عليه ارسطو الى بريخت من تكفير و تطهير الى تفكير و تغيير ، الى ما ضحى عليه مختلف قوافل شهداء أجيال  المدارس و المذاهب المسرحية في مجرى الزمن و في مجرى التاريخ ، من الكلاسيكية التقليدية الاخلاقية مذهب القيود الى مذهب الاغراب الملحمي.

راهنوا وأجدوا و اجتهدوا على تغيير المحيط ، بل  على تغيير العالم.

من خلال ممارستي الفنية الأدبية  لاحظت بأن العديد من المخرجين و الممثلين و مسؤولي العرض الفني يهربون من مناقشة عروضهم الفنية  وكأن لسان حالهم يطلب من الجمهور ان يصفق و كفى ، أن يحضر و كفى سعيا مشكورا و ذنبا مغفورا و كفى !!... و حتى ان لم يحضر يكون أحسن لتسجل و تعلق ضد مجهول ثم يطالها التقادم و تفتى و تندثر !.

حتى أني سألت ذات يوم (عارضا) عن غياب الجمهور الا ما هو يعد على أصابع اليد الواحدة ، و بعض مما لا يعنيهم في الأمر شيئا ، فقال لي :  لا يهم ، انما ما يهم (النخبة) !

أين هذه (النُخبة) !؟ ياصاحبي و الا ما وصلنا الى هذه الأزمة الفنية الثقافية على جميع الأصعدة و المستويات !؟

المسرحية هي فكرة و حلم و متعة أو فرجة قبل أن تكون مجرد حوار سردي لا رجاء فيه ، مجرد كلام من اجل كلام ، و حوار من اجل حوار....'!

ثم ما الفكرة التي جاءت من أجلها مسرحياتنا ؟

 ما التغيير الذي كان مرجو منه بالمحيط و المجتمع؟

الاوضاع لا تزال كما هي ، بل أكثر تأزما ! 

 ليس المُخرج وحده من تنازل عن (ديكتاتوريته) التقليدية المتعاهد عليها ، صار مجرد ظلا حسيرا... خلفية.... ، هاربا من المساءلة ، من المُحاكمة ، من التقاضي (....) !   هاربا من نفسه أولا بعد ان انهارت امبراطوريته الفنية. هرب الممثل ، و هرب المؤلف وأغترب بدوره الجمهور.

بالمسرح سواء كان تقليديا او حديثا او حتى انصار ما بعد الحداثة . الجميع ، ممثلين و مخرج و جمهور (مُتهما) (.....) ؛ خاضع للتقاضي بعد العرض .  المُتهم أيضا في عدالة المسرح برئ حتى تثبت اِدانته !

أن أحسن تقييم و تقويم يُقيٌم من خلاله العرض المسرحي أن يُناقش و يحلل ويركب العرض ككل على طاولة النقاش ، أما غير ذلك فيكون غير مُعبر عنه و غير موجه لأي أحد.

نجاح وتتمة و تكملة العرض المسرحي هو مناقشته ، و من حيث النجاح يجر النجاح.


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *