جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تيسير المغاصبهفنونقصة

لن تشرق الشمس أبدا"الفصل الثاني"

 

 تيسير المغاصبه

لن تشرق الشمس أبدا

 (لن تشرق الشمس أبدا )

      قصة متسلسلة

     "الفصل الثاني"

 بقلم : تيسيرالمغاصبه

            ٢٠٢٤

----------------------


--------------------------------

       -١٢-

 فريال تتذكر

حملت فريال زوادتها وقربة مائها،وبعض النقود القليلة التي كانت قد إدخرتها للزمن ،وإنطلقت برحلتها إلى البراري باحثة عن ولدها يحيى.

وكانت حريصة بأن تبقى قريبة من طريق العربات القليلة المارة من وإلى القرية.

حتى فيما لو تعبت أو إبتعدت كثيرا ،أو خيم الليل عليها، أن تستقل عربة قادمة إلى القرية فتعود بها.

هي لم تستشر زوجها حميدان عما عزمت عليه لأنه حتما سيمنعها.

وبينما هي ماشية ولاتسمع سوى طرقعة الحجارة المكورة تحت قدميها،عاد بها شريط ذكرياتها إلى الوراء ،وتحديدا عندما ذهبت في نفس الطريق وحدها هاربة من قسوة زوجها إلى المدينة.

هناك ضلت طريقها وإنقطعت بها السبل ولم تعرف إلى أين تذهب ،رأتها امرأة بينما كانت جالسة على الرصيف تبكي،سألتها عما بها ،فباحت لها بكل أسرارها ،تأملتها المرأة بخبث ثم أرشدتها إلى رجل ثري اسمه "جودت بيك" وأفهمتها بأنه رجل فاضل؛ يساعد الفقراء والضعفاء.

ودلتها على فيلته، وعندما وصلت إليها بهرت بجمال الفيلا وحدائقها،وقفت على بابها ..ظهر حارس الفيلا الذي اعتقد بأنها متسولة وأراد طردها ،لكنها  بكت متوسلة ، وقالت أنها تريد جودت بيك لأمر هام.

يخرج جودت بيك صدفة، يطلب من الحارس أن يدعها تدخل ،وعندما رآها انبهر بقوامها وطيبتها والوشم الذي يزين وجهها ويديها، وكان هذا شيئا جديدا بالنسبة له.

وعندما تحدث إليها سر كثيرا بجهلها وتلقائيتها،

أما هي فبهرت أكثر بزرقة عينيه وشعره  الأشقر الطويل  المنسدل على كتفيه.

لقد كانت فريال تمتلك لونا جديدا ،ومزاي جديدة تؤهلها للدخول إلى فيلته لتضاف إلى مغامراته النسائية.

ثم اقترب منها وقال لها:

-أهلين بيكي ..شو بدك يابنت ياحلوه؟

شعرت بالحياء من جماله ولطافته وقد سحرتها رقة صوته ،أجابت وهي لاتزال تشعر بالحياء :

-أنا مش بنت يابيك..أنا مره مجوزه وعندي طنا؟

-ههههههه شو عندك.

-طنا ..طنا..يعني عيال؟

-آه طنا يعني عيال ههههههه بس مش مبين عليكي ياحلوه.

-الله يجبر بخاطرك يابيك..عندينا بالقريه بجوزو البنات زغيرات؟

-إنتي من أي قرية.

-ماإلها اسم ؟

-في قريه بالدنيا ما إلها اسم .

-في إلها أسماء همو سموها غاد..بقولو عنها القرية لمعتمه؟

-ليش هيك بسموها.

-عمنها بتعتم بدري؟

-بدري ..يعني ايمتى بتعتم عندكم.

-نص نهار وبتعتم؟

-أف...طيب وشو كمان إلها أسماء.

-الضايعه؟

-الضايعه..يعني إلي فهمته انكي إنتي ضايعه من قرية الضايعه.

-أيوه ..بس كيف عرفت يابيك؟

تجاهل سؤالها وهمس محدث نفسه:

"وهذا هو المطلوب"

فتابع :

-إنتي شو اسمك:

-اسمي أنا يابيك؟

-ههههههه إنتي أيوه ..يعني إنتي  شايفه وحده غيرك هون.

-أنا اسمي فريال يابيك؟

-فريال.

-أيوه؟

-طيب احكيلي شو مشكلتك ياست فريال.

وبعد أن أخبرته بحكايتها مع زوجها حميدان منذ أن تزوجها ،وكيف أنه يعاملها بقسوة ولايتكلم معها سوى بالركل والصفع.

إقترب منها ونظر إليها متأملا تقاسيم وجهها بينما تحاول هي مقاومة  الغرق في زرقة عينيه ،وطيب أنفاسه،وقال :

-ومين هذا الحيوان إلي بضرب وحده متلك ومتل جمالك ..هذا باين عليه همجي ..متخلف ولازم إنه يتأدب؟

-الله يوفقك يابيك .. يسعدلي عيونك الله يخليك لأمك .

-ههههههههه  لأمي هههههههه طيب تفضلي معي لجوا؟

مشت معه وهي تشعر أن أبواب الجنة قد فتحت أمامها على مصراعيها،

وعندما دخلت وقف في مواجهتها ..وإبتسم إبتسامة زادت من سحره ،وبالتالي تعلقها السريع به ،

وضع يده على خدها ..إرتجفت ..وقالت بدلال في محاولة فاشلة أن تبدو أنثى كبنات المدينة:

-لا..لا يابيك؟

فقال وهو لايزال يحتضن وجنتها بكفه الناعمة ،الملساء وقد سرى الخدر في كامل جسدها:

-فريال ؟

-أيوه يابيك.

-شو رأيك إتظلي معي؟

أجابت على الفور وبلا تفكير متناسية كل من ينتظرونها في القرية ،فذلك أمر يؤجل التفكير فيه:

-موافقه؟

نادا على الخادمات ،وعندما حضرن أمرهن بأخذها إلى الحمام وإعادتها بشكل أخر كالعادة عندما يلتقي بأمرأة من الشارع ،أو من إحدى الأزقة ،أو من المتسولات ، و تنال اعجابه.

وبالطبع الخادمات يعرفن ما المطلوب منهن.

بعد وقت جاوز الساعة من الاعداد والتجهيز، تعود فريال إليه بفستان قصير ،وماكياج،وقد أصبحت تفوح منها رائحة الطيب بدل رائحة العرق والنتانة السابقة التي كانت مزعجة ومنفرة.

وقفت أمامه مقاومة حيائها خصوصا أنها تذكرت في تلك اللحظة بأنها قد إرتدت الفستان القصير في المدينة قبل ذلك ،وتحديدا أيام طفولتها عندما أرسلتها أسرتها لتعمل خادمة لدا إحدى الأسر الثرية.

 أصبحت بالفعل إمرأة أخرى ،وقفت أمامه كما وأنها تقول له :"أنا رهن إشارتك".

إقترب منها..أحاط خاصرتها بذراعيه بينما كان يحدثها وانفاسه تلهب وجنتيها وهي هائمة بزرقة عينيه، وابتسامته الساحرة.

أخيرا قال لها:

-طيب يله بينا هسى يا فريال على جوى حتى إنام؟

-جوى وين.

-جوى على غرفة النوم حتى إنام لأنك جايه من صفر طويل ؟

-بس أنا مش نعسانه ..بس ..بس بنام زي مابدك.

-هههههههه مش بالضبط إنام ههههه طيب يله يافريال؟

أيضا بهرت بغرفة النوم وجمال فرشها ،وشراشفها،وستائرها ووسائدها .

نزع جودت الروب ديشامبر، شعرت بالحياء في البداية، لكنها تذكرت أحداث مشابهة مرت بها أيام طفولتها عندما كانت تعمل في المدينة ،فنزعت ثوبها واستلقت على السرير.

* * * * * * * *

أقامت فريال أيام في فيللا جودت بيك أو إبن البيك السابق، ذلك البيك  الذي كان أحيانا يساعد المحتاجين ويصلح نزاعاتهم بحكم مركزه ونفوذة،بقي جودت يعاشرها معاشرة الأزواج إلى أن  شعر بالملل  منها و رغب بالتغيير .

وهنا أراد أن يلتزم بدور أبيه الراحل الذي يساعد ويصلح، فأمرها بأن تعود لأصلها ،وأن ترتدي ثيابها السابقة وأن تستعد ليعيدها إلى قريتها الضائعة.

قالت بعد أن صدمت به:

-أنا فكرت إنك بتحبني وبدك اتخليني عندك ؟

-إيش ..أنا أحبك ههههههههه وعلى إيش بدي احبك ياجربى..يله يله روحي إنتظريني بالسيارة .

* * * * * * * * *

ماأن دخلت العربة الثمينة إلى القرية والاولاد يجرون حولها ،حتى تنبه جميع أهل القرية والتموا حولها وكانت المفاجأة عندما نزلت فريال منها،ومن ثم نزل جودت ابن البيك الذي سلب عقول النساء والفتيات بجماله،

توجه مع فريال إلى منزلها وعندما قابل زوجها حميدان قال له بحدة:

-إنت حميدان؟

قال حميدان وهو يرتجف وأسنانه تصطكان ببعضهما من شدة الخوف:

-نعم سيدي؟

فقال جودت محذرا وهو كله نشوة ومتعة من خوف حميدان منه:

-أجتني شكوة منك ياحميدان ؟

-أنا سيدي.

-أيوه إنت ..ليش بتضرب مرتك ياحميدان..هذه انسانه مش حيوانه ياهمجي يامتخلف،إذا بسمع إنك بتضربها مرة ثانية بحط الكلبشات بيدك وبحطك بالسجن..إنت فاهم ؟

ثم طلب القيود بالفعل من مساعده وكانت حقيقية ،رفعها أما حميدان وقال له محذرا :

-شايفها؟

وقال حميدان وهو لايزال يرتجف من شدة الخوف:

-فاهم  سيدي ..فاهم؟

ثم نظر إلى فريال وقال لها :

-سمعتي يافريال مش رايح يمد إيده عليكي مره ثانيه؟

وعندما إستدار للمغادرة جرت إليه فريال وقالت له هامسة:

-يعني مش رايح أشوفك مره ثانيه ياجودت؟

قال ساخرا:

-طبعا مش رايحه تشوفيني مره ثانيه.. شو إنتي صدقتي حالكي يا مقلعطه ..اسمعي مابدي اشوفك بالمدينه مره ثانيه إنت فاهمه..مشكلتك وحليتها إلك؟

وخرج جودت وصعد إلى عربته محاولا الخروج من تلك القرية البعيدة ،المليئة بالطين والحفر والبعوض والذباب.

وبعد عدة أشهر تضع  فريال ابنها يحيى ...ثمرة علاقتها بجودت.

* * * * * * * *

ابتعدت فريال كثيرا عن القرية ولم تجد أي أثر يدلها على مكان يحيى، استدارت مستعدة للعودة إلى القرية ،وقفت أمامها سيارة كان سائقها "صقر "ذلك الرجل ذاته صاحب النظرات الوقحة، وقد راقبها حتى ابتعدت ولحق بها متعللا بأنه ذاهب إلى المدينة ،قال لها وهو بالطبع يعلم بقصة ترك  يحيى بالبرية:

-فريال شو بتسوي هون يختي ؟

-صقر ..أهلين يخوي، والله بدور على ولدي يحيى.

-ويحيى بدو يظل إلكي لهسى ..لو كان هون بتكون  أكلته لضباع زمان ..وبعدين لو أكلته لضباع كان لقيتي هدومه هون إمزعه وعليها دم..بس أنا كل  ظني إنو جوزكي حميدان يكون ضيعه بالمدينة..جوزكي حميدان زلمه خبيث وكلشي بطلع منه ..والكل بعرف إنو مابحبه؟

ثم أكمل وهو كاذب:

- أنا رايح على لمدينه شو رايكي تروحي معي ندور عليه غاد ؟

وقالت بلهفة:

-أيوة موافقه بتعمل معروف يخوي؟

وصعدت فريال إلى جانبه بالعربة

وإنطلق بها.

(يتبع....)

#تيسيرالمغاصبه

٥-٣-٢٠٢٤


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *