جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
الهندتاريخحامد حبيب

معتقدات الهند القديمة"

 

حامد حبيب

معتقدات الهند القديمة"

قد لاتكون هناك مناسبة لكتابة موضوع مثل ذلك في آتون الواقع المشتعل الذي كدّر علينا حياتنا،

وهو ما نراه ونشاهده في كل لحظة من تلك الإبادة الاسرائيلية  للفلسطينيين،حتى كاد المرءُ منّا أن

يعزفَ عن القراءة والكتابة  ويزهد تلك الحياة الكئيبة برُمّتها، وخاصةً أنه حين يحاول الكتابة  في هذا الموضوع، يُفاجأ إما بحذف المنشور أو الحظر أو تقييد الحساب، وهو ماحدث مراراً وتكراراً.

وفكّرت كثيرآ: هل أتوقّف نهائياً عن الكتابة ؟ ووجدتُ أنّ  في ذلك  تلبيةً  لرغباتهم الاستعمارية المستمرة أن يجعلنا الإحباطُ  نتوقّف عن التفكير..عن القراءة والكتابة  عدا فنّ الطبخ والعُري

والحديث عن الرياضة،و….حتى يصيبُ أدمغتنا الصدأ. فلم أجد بُدًّا من الاستمرار لمجرّد أن نشعر

بالمقاومة، وأن يظلَّ هناك زَيتاً لبقاء أدمغتنا في حالة لِين لحين أن يفرّجَ الله كربنا فنكون دائماً في

وضع جاهزية لما قد يأتي به الغد.

ولأنني كنتُ قد.بدأت منذ العام قبل الماضي في كتابة سلسلة"الهند أرض العجائب"، وكنت حينها

مولعاً بتلك الحكايات والأحداث والعجائب والأساطير في تلك البلاد، وكانت هذه الحلقة مُعَدّة للنشر

آثرتُ ألاّ يضيع جهدي هباءً، وربما أستعيدُ من خلالها  بعض نشاطي.

لاحياةَ لنا بدون كتابة…..

________" الهند ارض العجائب"

              _ معتقدات الهند القديمة_

   في شبه القارة الهندية  كان هناك تمثيلٌ كامل لكافة العقائد التي عرفتها الدنيا ومراحل تطوّرها

من الوثنية إلى التوحيد الكامل.

فنجد (الناجا) تعتنق الوثنية وتعبد إلهها الأفعوان،وتعبد(هانومان)الإله القرد،و(وناندس) تعبد الإله الثور، وتُقدّس الأشجار والموتي من الأسلاف،اعتقاداً منهم بخلود الأرواح،فكانوا يقدّمون لهم القرابين،كما استخدموا الرُّقي والتعاويذ والسِّحر لجَلب السعادة وإطالة العمر ودفع الأرواح الشرّيرة

وإيقاع الارتباك بالأعداء،ومازال منهم قلّة تؤلّه النَّمِرة والقردة والأفاعي والآفات.

وقد كان هناك تفضيل لآلهة الآريين الكثيرة مثل الإله"إندرا" الذي ينسب إليه البعض تسمية الهند،

وهو إله السماء والعواصف، وأنه عندهم الخالق البارئ الأعلى الذي يجلب الأمطار، وكان هناك

الإله"أغني" إله النار ومُوجد الحياة الكونية والعوالم،والآلهة" شوريا" إله الشمس.

•أمّا البراهمة، وهم المنتسبون لرجُلٍ منهم يقالُ لهم(براهم)، وهو الذي مهّد لهم نفي النبوّات أصلاً

وقرّر استحالة ذلك في العقول بقوله: إنّ الذي يأتي به الرسول لم يخْلُ من أحد أمرَين: إمّا أن يكون

معقولاً وإما أن لايكون معقولاً،فإن كان معقولاً فقد كفانا العقل التام بإدراكه والوصول إليه،فأيّ حاجة لنا إلى الرسول؟وإن لم يكن معقولاً فلايكون مقبولاً،إذ قبول ماليس بمعقول خروجِ عن حد

الإنسانية،ودخول في حريم البهيمية.وبالتالي هو نفي حاجة البشرية للنبوّات..

وقام قدِّيسهم الأعظم(مِنو) بوضع شرائعه وفقهه لتُصبح دستوراً للهند وقانونها الأساسي في كافة

نواحي الحياة، ونصَّت شرائع(مِنو) على امتيازات خاصة للبراهمة،فالبرهمي عنده هو سيّد الطبقات

جميعها،فهو المعلِم والكاهن والقاضي والوزير الأكبر الذي لايقضي الملك في أيّ شأنٍ دون رأيِه،

وكان الملك من "الاكشترية" وعليه أن يقدّم القرابين ويتصدّق ويحمل السلاح دفاعاً عن الوطن،

وأمّا "الويشي" فعليه أن يتّجِر ويجمع المال ويُنفق على رجال الدين وأهل العلم،وأما" الشودري"

فعليه أن يخدم هذه الطوائف الثلاثة الشريفة.

وبالتالي،فقد رسمت شرائع(منو) لكل طائفة من الطوائف  حدوداً لاتتعدّاها،وأطلقت في الوقت نفسه

يد البراهمة وجعلت لهم زعامة الناس جميعاً،فالبرهمي لايُدَنَّس بذنب حتى لو قتل أهل الكون جميعاً، فهم ومايملكون ملك يمينه.

وأباح (مِنو) لأبناء الطبقات الثلاث الأولي حقّ المصاهرة فيما بينهم على قدَر،حتى إذا ماتجاوزوه

إلى طبقة الشودرا الأقلّ، والذين حُرِّم عليهم مخالطتهم، انقلبوا منبوذين يصيبهم الخزي والعار في

الدنيا والآخرة،لكن المرأة الهندية استطاعت بفتنتها أن تُحطّم صرامة شرائع (منو) بشأن امتزاج

الطبقات،وتخترق تلك الحواجز،حتي صاب تلك الطبقات جميعها اختلاط.

كما أتاحت شرائع(مِنو) إطلاق النفوذ الواسع لطبقة الكهنة (ظِل براهما على الأرض)، وضاق الناسُ ذرعاً باتساع سلطان البراهما،حتى بدت لهم تباشير الخلاص في القرن السادس ق.م على يد

(مهابير) أي: البطل العظيم، صاحب الديانة "الچينية" و( كوتامابُده) صاحب البوذية،وكانت حياتهما مليئةً بالغموض،

ولم يكن هناك سوى الأساطير سبيلاً للكتابة عنهما،وفي ذلك قال(جوستاف لوبون) في كتابه

"حضارة الهند":" فباستثناء النبيّ الأكرم مُحمّد(صلى الله عليه وسلّم)،نجد أنَّ مؤسّسي الأديان لم تولَّف سِيَرُهم الا بعد وفاتهم بزمنٍ طويل،مما أعسر الاطّلاعَ على حياتِهم اطّلاعاً صحيحاً".

وكانت الچينية عقيدةً لقهر النفوس، وهي أسبق من البوذية في الظهور، حيث رأى صاحبها أنّ الحياةَ لعنةٌ، وعلى المرءِ أن يتخلّص منها بنعمة الانتحار البطئ جوعاً، وكان طريق الخلاص عند

الچينيين يقتضي الامتناع عن إيذاء أيّ كائن حيّ أو جماد..فالمعادن والحجارة والأشجار لها أرواح

كامنة فيها،فامتنعوا عن ممارسة أي عمل فيه ضرر أو إيذاء للهوام والحشرات.

أما بوذا(البُد) فقد روت أساطيرهم أن حياته تتفق في كثيرٍ منها مع سيرة المسيح بن مريم وتعاليمه،

إذ وُلدَ من أمّ عذراءزعند جذع شجرة.وأن السماء أشرقت عند مولده،وأسمع الأصم،وأنطق الأبكم،وأقبل الملوك من أقصى الأرض يرحّبون بمقدِمه،وأنه يماثل عيسى(عليه السلام)

بالصيام في البرّيّة..وهي ديانة تدعو لكظم الغيظ والعفو،ومحو الشر بالخير،والكراهية بالحب،

وايتخدم البوذيون الماء المُقدّس والبخور وأضاءوا معابدهم بالشموع،وابتدعوا الرهبانية،وارتدى رجالها مسوحاً خاصّة بهم،وحملوا المسابح واعتكفوا بالأديرة. شبّهوه بعيسى رغمرمجئ عيسى بعده بعدة قرون.

ومع ذلك يتفق بوذا مع مهابير في إنكار وجود خالق لهذا العالم،وأن الموجودات كلها ليست الا وهم وظواهر باطلة فانية،وأنّ الروح  امتزاج النفس بالبدن أو انفصالها ماهو الّا أسطورة وخرافة من

خرافات الفلاسفة، فأنكروا القضاء والقدر،وقالوا أنّ مصير كل حيّ منوطٌ بسلوكه الذي يقوده إما

إلى السعادة أو إلى الشقاء،فلا آخرة ولاجنة بنعيم ولاسقَر بجحيم.

وكان ردّ فعل البراهمة على البوذية التي حاولت تقويض سلطانها أن انصرفوا انصرافاً نشيطاً للعمل على تقويض صرح البوذية،والتيزصار لها رواج وأتباعٌ كثيرون في الهند بورما والصين

 واليابان، فأدخلوا بعض التعديلات علي شعائرهم كالتسامح،في الوقت الذي الذي انحرف فيه سدنة

البوذية الذين أوجدوا مستحدثات معقّدة، واغترّوا بما صاروا عليه،فوسّعوا الشُّقّة بينهم وبين أتباعهم

الذين مالبثوا أن جذبهم تسامح البراهمة الطارئ وتدبيرهم المُحكَم حين أحلّوا لبوذا ومهابير مكاناً

بين آلهتهم وأعلنوا قدسيتهما،وبالتالي ظهرت برهمية جديدة استعادت سلطانها القديم،وهو ماسُمّي

بالهندوكية المشتركة.

وقد ظهر في الهند قبل الميلاد بأربعة قرون ملاحم"المهابهارتا"و"الراماينا"،وتشمل الملحمة الأولى

قرابة رُبع المليون بيت من الشعر،بينما تضم الثانية ثمانية وأربعين ألف بيت،أي أضعاف أضعاف

إلياذة هوميروس. وقد كانتا أضخم آثار العالم الأدبية القديمة على الإطلاق،لكن الحقيقة التي يجب

تأكيدها أن هذه ألملاحم  لايمكن أن تكون كُتِبَت في بضع سنين،وإنما بالتأكيد أضيف إليها إضافات كثيرة وغزيرة على مرّ القرون.

وللمهابهارتا _على الخصوص_ قداسة عُظمى عند الهنادكة،كقداسة القرآن عند المسلمين،والإنجيل

عند اتباع المسيح،حتي ليُعدّون قراءة ماتيسّر منها مجلبة للرحمة والمغفرة.

__________________________

حامد حبيب _ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *