قراءة مبسطة
في:
. (في ديوان:
رقعة قلق)
للمبدعة
الشاعرة: أ/ هدى عز الدين.
(مصر)
قراءة: لــــ عادل التوني.
ــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ
تقدمة بقلم
الشاعرة:
كل نص هو جزء
من تأملات أخذت وقتها من عمري، والغريب أن ولادة كل نص قبل المخاض أو معه كانت
تحدث حالة لا أجد لها مبرر، وهو ممكن يأتي أمام بصري عدة خطوط مختلفة من نص لآخر
أفقية أو رأسية أو خربشات، حدث هذا بتأثير الفن التشكيلي علي، واجادتي لقراءة
اللوحات التشكيلية وأثر الالوان واعتمادي على رؤيتي للاشياء بعين التامل وكأنني
أعلم ماوراء كل منها بعين خبيرة، وإضافة سؤال واحد لإثراءها على كل إنسان سوء كان
واعيا لها أم لا، ومع ظني أن الأشياء لا تخلق لإستخدام واحد وتشبيها بذلك ما ترك
لنا من آثار غيرت وأثرت في نوع الطاقة عندنا، والأمور البسيطة مثل أنواع الستائر
أو اشكال االبيوت، فلكل منا نظرته التأملية.
هدى عزالدين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن: رقعة
قلق.
العنوان
يتماهى مع المحتوي الشعري .. حيث تبحر بنا المبدعة من خلال قصائدها – التشكيلية –
وكأنها رُسمت بيد فنان محترف .. دون أن تطغي الزخارف على الأصل ..
بصور تعبيرية
تتماس مع المتلقي، فتكون هذا الهارموني المتشابك بين وحدات الطاقة و فلسفة الكلمة
وليونة الحرف.
وكأنها لوحات
للرائعة/ جاذبية سري .. في مرحلتها الفنية – البيوت - المليئة بالتفاصيل والخصوبة
والغنية ا بالرمز.
وبالطبع لن
أستطيع قراءة ولو أولية لمحتوى ديوان – رقعة قلق – ذلك يحتاج للكثير والكثير من
الوقت والجهد والمساحة..
... ولكن
أُعرج على أهم - لوحات - هدي عز الدين الشعرية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غداً أنتظرُ
قصيدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما الشِعرُ
إِلَّا لِقَاء مَعَ
نفسي
لا يسوده
الأمر
فالمعروف
يُنكره
والنهي منكرة
أغمضت عين
الفجور
وجمعت
من هواك أجر
وأجور
کنز
تحت أقدام
الهبة أركع وأجمع
فتحُ كَفَّ
الحُبِّ وعِد
من واحد إلى
ألف
وقبل العد
اذكرني
ليل متاح
وأخافُ تنفس
صباحنا
بنيت فوق
شطآن هواك قصراً
انتظرتك يسرا
بعد يسر
وأنت ترسم
فوق أمواجها
قمر وشمس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... في عنوان
لافت لقصيدة (غدا أنتظر قصيدة) .. وكأن مولودها على وشك – المخاض – تستعد لهذا
الضيف الجديد بما يناسب مع جلال قدومه وتشريفة لعالم الأدب وإضافة لوحة لباقي
لوحات المتحف الشعري.
... وما
الشِعرُ إِلَّا لِقَاء مَعَ نفسي .. هنا تتوحد الكاتبة مع شعرها .. ليتجمعا ..
والقصيدة لا تحمل جنس ! هي المذكر والأنثى .. فينصهرها ليكونا قصيدة ..
... تتحدث
القصيدة عن كليهما .. في شطحات شعرية .. ونمنمات فنية .. تعيد تشكيل هذا الموروث
الفني في خيال المبدعة.
طاقة متجددة
وحوار ذاتي هادئ ..
... ألوان
ممتزجة تنساب من – بالته – حرفها .. لتكون ألوان عديدة غريبة .. تنتهي بالأبيض ..
حيث بدء اللون .. وبدء الحرف .. فتعيد - هدى عز الدين - القصيدة لموطنها وبكارة
حرفها ..
... هكذا
الرسم بالحرف .. ولوحات – المبدعة - الشعرية .. وامتزاج التذوق الفني بتعبيرية
الشعر وجمال اللغة وسهولة السرد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَيتَنِي
سَرَقتُ.
ـــــــــــــــــــ
لَيتَنِي
سَرَقتُ
من قلبك زهرة
وزرَعتُ
الأنانيَّةَ فِيهِ
كي تعشقكَ
بِناتُ عقلِي
وأفتح باب
قلبي
لعل الحُبَّ
يدخلُهُ
تُعاتِبُ
الغِيابَ وتُحضِرُ
سيف اللوم
والأحلام
تخلقُ لنفسها
أسِرَّةً
تنامُ ثُمَّ
تُعْلِنُ الْأَعْنِياتِ
مِن فَمِ
الْحُرْنِ
كطفل فقد
معطفَهُ في يوم عيد
أعيد...
وأعيد
أنَّ للقلوب
سِراً وأَسْرَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... التمني:
طلب شيء محبوب لا يُرجى حصوله.
كقول (أبو
العتاهية):
فأُخبِرَه
بما فَعَلَ المشيبُ. *** ألا ليتَ الشباب يَعودُ يومًا
... أما أن
تقول شاعرتنا:
لَيتَنِي
سَرَقتُ من قلبك زهرة.
فهذا مستحيل
أيضا كأمنية أبي العتاهية .. كلاهما مستحيل .. لكنه تمني!
ركزت المبدعة
هنا على محور العمل ( التمني )
كي تستعيد
مافقد منها ! أو تنال امنيتها .. وتتمنى لو زرعت – الأنانية - .. تلك الأنانية المحمودة
لأستعيد جدران قلبي التي ماعادت تأويني بك..
ويعود له
الحب مجددا .. ولو بعد لوم وعتاب .. ولو كانا سيفا عليه ..!
... تمني
بحلم وحيد خلقت له مضاجع لينام فوق صهوة أمنية ليتها تتحقق .. أمنية لاأرتجي منها
حزنا بقدر ماتواسيني ..
... أنا كطفل
فقد مايدارى به جسده العاري من قسوة برد الجفاء والهجر ..
... أكرر و
أكرر .. ربما تتحقق أمنيتي المستحيلة ..
وأعلم تمام
العلم ..
أنَّ للقلوب
سِراً وأَسْرَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رقعة قلق.
ــــــــــــــ
اذهب إلى آخر
شيءٍ مِن الخوف
افتحْ شُرفة
المُطالعة
تحاور مع
ربيعك النائم
في حقل
الزقوم
أَيُّها
الشاعرُ، قِف
فوق القلق
رئة الإرادة
لا تتنفس
إلا النجاح
قالوا: أحسنت
وما الحُسنُ
عِندَهُم
إِلَّا رقعةُ
ضوء صفراء
لا أُغالي في
ثمن الحرف
جمَعتُ مِن
مُعجَمِكَ
أنيناً
صامتاً
ناياً أخرس
ومزماراً بلا
ثقوب
وما وجدتُهُ
أبيض اللون
أيُّها
الرمادي
رمادك بلا
نار
كبركان منهوب
من
قلب ديسمبر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... الرقعة:
هو حيز صغير ( مادي: قماش – ورق – خشب – إلخ ... / معنوي: مساحة زمنية – مكانية –
خيالية - إلخ... )
وحسنا ذكرت
المبدعة مفردة ( رُقعة) فذلك الحيز الصغير من القلق .. أوصت به المبدعة لمن
يلتمسون عندهم جمال حرف وحسن تنظيم ونظم .
... نجد في
العمل وصيه مخلصة من شاعرة تهدي تجربتها لكل من يشاركها الشعر عامة .. بكل حيادية
وحب وإنكار ذات.
... اذهب ..
أفتح .. تحاور .. أفعال أمر للتمني .. والرجاء.
... اذهب إلى
آخر شيءٍ مِن الخوف.
تستطيع بقلمك
أن تقتحم أسوار الخوف .. خوفك على نفسك .. على غيرك .. دون خوف .. مادمت تقتحم
بالحق وللحق .. بقلم واع مستنير ليس مرتعشا ولا خائف.
... افتحْ
شُرفة المُطالعة.
هذا العالم
الكبير الذى يطل على سماء المعرفة والعلم والإبتكار .. فلا تحدد نفسك بمكان أو
زمان .. ولا ترتبط إلا بمغمرة تفيدك والبشرية .. واتخذ من العلم سبيلا.
... تحاور مع
ربيعك النائم.
حيث القادم
بخيره ونماءه .. حيث ألوان الجمال ومساحات شاسعة من الأمل .. أتخذ طريق الحب
والتسامح والتآخي والإنسانية .. أحلم .. فالحلم بواقعية هو طريق لتحقيق الأحلام .
... لا تكون
رمادي .. لا طعم لك ولا مذاق .. حدد موقفك ..
اعلم أن
الحياد ليس رمادي .. مادام مع الحق والخير وضد أي شر.
... لا تكن
كالمزمار بلا ثقوب .. فيصبح صفيرك على نغمة واحدة لاسماع لها ولا طرب .. نغمة نشاذ
تؤذي من يسمعها.
دائما يكون
عزفك هذا العزف الجميل الذي تتمني سماعه كل أذن محبة للخير والحق والإنسانية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل الشكر
والتحية للرائعة الشاعرة المبدعة:
هدى عز
الدين.
كون ( رقعة
قلق ) مفعمة بالأمل والحب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المهندس/عادل
التوني.
الرئيس
الأسبق لرابطة الكتاب العرب على الإنترنت التابعة
ــــا. ( Google
) لــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيرة ذاتية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعرة: هدى
عزّ الدين محمد محمد طنطاوي.
مواليد
الإسكندرية.(من أصول صعيدية)
عضو عامل
اتحاد كتاب مصر.
عضوة فعال في
نادي أدب الأنفوشي.
شهادة تقدير
من رابطة المجالس البغدادية الثقافية عام 2021.
شهادة تقدرية
عليا من الشيخة نوال (دولة الكويت).
صدر لها:
ديوان: أحضان
الوجع.
ديوان: بطائن
الإدراك.
ديوان: رقعة
قلق.
ديوان: أوراق
النجوى (تحت الطبع)
لها عدة
تجارب قصصية واعدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هدى عز الدين