صلاح عثمان
النداء :إلى كل أم سودانية على أرض مصر أو في الطريق إليها.
"2"
إياك أن تتقبل الأمور على حالها.
نريد من كل أم أن تكون بطلاً مجهولاً.
فالبطل المجهول نقي وله دور اعظم من أي بطل آخر.
ضربة البداية:
تذكري أيتها الأم أن توقفك عند أي نقطة من الانحدار هي بمثابة إنتصار.
أي توقف نزيف التدهور.
مع الأخذ بعين الإعتبار أن أي سوداني فهو مثلك يعاني فالجميع قد ترك داره
وتضمكم مصر حالياً.
وعليه يجب البعد عن المنغصات وفساد الرأي.
يكون ذلك بالتفكير الإيجابي في الوصول إلى بر الأمان بأعجل ما تيسر.
الخطوة الأولى:
تحديد الفترة الزمنية لمدة ستة شهور. نجدها تمثل الشهور الفاصلة حتى بداية
العام الدراسي الجديد في مصر.
الأخذ بعين الاعتبار أنك بين يدي الشعب المصري العريق المتحضر منذ القدم
الذي حانت له سانحة هذه الكارثة أن يفتح لك قلبه ويهش في وجهك بأعظم عبارات تحايا
الصباح والمساء.
تأخذك المصرية بالأحضان فأنت البنت والأخت والأم من منطلق أن الدين
المعاملة.
تذكري أن هذا الشعب يعيش في نسيج اجتماعي واحد يحب أرضه وترابه.
للاستفادة من هذه الفترة الزمنية يجب أن نبدأ بالاتجاه الى الاستقرار وسط
النسيج الاجتماعي المصري.
وذلك من أجل رعاية الصغار في زمان التعليم الذي فقدوه في السودان.
البحث عن السكن في كل الريف المصري وأطراف المدن جميعها بعيداً عن القاهرة
الكبرى.
بهذا الانخراط الجديد سوف تعطي لحياتك معنى وحلاوة العيش في مجتمع مماثل.
ويمثل هذا للصغار التقاط الحياة من منبع أندادهم والحديث بذات اللهجة
فينكسر حاجز الذوبان.
يجب التخلي عن الزي السوداني المميز فهو سيف تكسَّر بالحرب.
كذلك التخلي عن صناعة وجبات سودانية تخفيفاُ للمصاريف فهي تكلفك مبلغاَ
إضافياً.
وذلك لأن المرأة المصرية تصنع ريادة التدبير.
لنجد أن نهاية الأشهر بمثابة شهور اللغة التي يقتطعها المبعوث لدراستة بلغة
أجنبية خلاف العربية والانجليزية في زمان سابق.
الخطوة الثانية:
العمل بحسم وجدية مع الآتي:
أن تسكن الأسر فرادى في مباني يشغلها المصريين ليتم التعامل بأريحية بأن
تعاملي جاراتك أنهن إخوتك.
فالسكن الجماعي من عدة أسر سودانية في مبنى واحد يغرى بالشر والعنصرية
والتعامل غير الكريم.
ولابد من نسيان عبارة ( الدم يحن) واستبدالها ( بالدين المعاملة).
توفير الصرف على شحن الشرائح من أجل تتبع الأخبار والحكايات وفق الآتي:
لابد من البعد عن الاعلام السوداني إذ بهذا تبتعدين من وجوه المسؤولين
الباحثين عن حل لمشاكلهم .
فالذي يعاني من مشكلة ما لن يقدم لك حلاً. واصدق مثال على ذلك وجودك على
أرض مصر.
كذلك في البعد من القاهرة يمثل حلاً بالاستغناء عن أصحاب رؤوس الأموال
المفقودة ويريدون لحاقها هنا على أكتاف الأمهات والأبناء.
فهو يبسط تعليم سوداني تحت مبرر اللحاق ويقدم ذلك بالمال في بيئة تعليمية
ردئية من إعداد المعهد والمعلم غير المؤهل وبمصاريف زهيدة يتلقاها هذا المعلم
المسكين في مواجهة تلاميذ تعقد الدهشة حياتهم إذ فقدوا ونسوا المنهج وأسلوب حياتهم
وهو يغادرون ديارهم في وضع بائس لن تزوله الأيام.
البديل:
المنهج المصري المعتمد لوزارة التربية والتعليم وكذلك التعليم العالى عبر
إدارة الوافدين والادارات المتخصصة وما تتيحه من بعثات تعليمية أجنبية منتشرة على
أرض مصر.
لماذا؟
أولاً: خلفية تاريخية:
في بلاد السودان انتظمت منذ القدم مدارس البعثة التعليمية المصرية في مدن
كثيرة.
قدمت مراحل التعليم العام وبعثت المعلم المصري للتدريس في بيئة تعليمية
تتفوق على التعليم الحكومي السوداني من ناحية اكتمال المناهج والأنشطة المصاحبة
والترفيهية.
وكانوا يشاركون ببرامج معدة. وكانت تخضع لإمتحانات تختتم بالشهادة المصرية
للإقليم السوداني.
ينخرط الناجحين في الجامعات المصرية.
ثم أقيمت جامعة القاهرة فرع الخرطوم فكانت فتحاُ للأسر السودانية بنظام
الدراسة المسائية. فرفدت الخدمة المدنية وأفادت.
وواصلت الانخراط بالتدريس للمنهج السوداني كذلك وابتعاث الدراسات العليا في
مجال التعليم.
طالما هذا قد حدث بأريحية فيجب عقد الأمل أن ما ينتظرك أيتها الأم هو الخير
الكثير.
ثانياً:
هذا الوجود تأخذه مصر بالجد والاعتبار والفرصة السانحة أن يذوب شعبا وادي
النيل وينطلقا للمستقبل في شموخ.
ومن المعلوم بالضرورة أنك في أمان برعاية سلطات أمنية خاصة بك لآ تدريها
ولا يجب أن تدريها والسؤال عن ذلك بدعة .
مع الرجاء عدم الالتفات إلى الإعلام المغرض.
فكل من يتم اعتقاله من بني جلدتك فهو مشروع مجرم لذا دع العدالة تأخذ
مجراها.
الواقع الجديد:
سوف تصلك الأنباء بما يريح قلبك ويشرح صدر الأبناء ليكون في سلك التعليم
الأكاديمي والفني بسهولة ويسر.
فأفتح لنفسك باباً للرجاء في ختام شهر الصوم.
سلام للوطن:
"يا قلبي لا تعذبني سيب الماضي لا تلملم شتاتو
لا تبكي من ضيع هواك حرّم جمال ريدو وصلاتو
مع إنك شديت معناه وشديت بحلاة حلاتو
لكن باع حبك رخيص والغالي ما بترخص غلاوتو
لا تأسي يا قلبي بكرة مع الليالي تلقي جرحك إلتأم
لو تسمو في حبك تحس بي راحة في وخز الألم"
للشاعر عوض أحمد خليفة .
صلاح عثمان
الاسكندرية 29 مارس 2023م