هيثم الزهاوي
المحكمة
المشهد الاول
هو صاحب قلم
يعيش في بلد
كان يدعى يوما
بلد السلام
بلد يرتدي حلة عيد ونصر كاذبة
في نوازله وكوارثه المتكالبة
حلمه مكظوم مكلوم
يفقه الحقيقة والمنطق
يفهم ويبجل
الطيب من الكلام
لا يعرف أن يلف أويدور
لاينطق الا بالحق
يحترف منطق السلام
قلم لم يتأثر
بالحرية المفرطة
أو بالديمقراطية المزيفة
وتمسك بالقانون والعدل
والاعراف
كان له منها
موقفا والتزام
مضت به وببلاده
قحط وعجاف الأيام
وتكالبت على بلاده
عواصف السنين
وتآكلت أجساد ابنائه
حتى نخر منهم العظام
ودار الزمان
ومر خريف العمر
وتساقطت أوراق روحه
وتاهت معه كل الدورب
اينما يسلك
درب او طريق
يقع في حفرة الأوهام
كلما حاول الصمود
يصدمه قوة الباطل
وتجار الاقلام
هو وجع كان مقيما
علىٰ حدودِ الذاتِ
يرتجي تحريراً للفكر
من قيوده و أسلاكهِ الشائكة
قلمه اعلن التمرد
وهاجر السطور الغير شرعية
وتجنب فوضى الزحام
في بلد تلبدت بالغيوم
وهجرتها أسراب الحمام
بحثا عن الامن و السلام
وهروبا من فساد الحكام
بلد تبخرت فيها الاحلام
وكثر فيها تجار الأوهام
بلد فيها حق تهظم
وفساد تعمم
وجاهل تزعم
واعلام تكمم
مَنْ ذا الذي ييسر لديه
زمنَ العسر
المتكسّر المرايا والوجوه
ويفضح السلام المزيف
المغلف بالاوهام
المشهد الثاني
المحكمة
الجلسة الاولى
قال القاضي
كل الادله تثبت أنك ..
قد تماديت فى أحلامك مؤخرا .
صرت تبحث عن وطن وقضية ؟
وانت بلا اسم أو هوية
وعليه ..
فقد حكمت المحكمة
بدون أى دفاع
أو مداولة
أو حتى مرحمة.
ببتر جناحيك
وقطع لسانك
وفقأ عينيك
ومصادرة قلمك
( مصدر ازعاجنا ... ومبعث ألمك )
حتى لا تحلق باحلامك مجددا .
بحرية وطن .......
بدون ان تتلحف ....
بكفن
الحكم بعد المداولة
رفعت الجلسة
...........
# المحكمة
الجلسة الثانية
.........
ياصاحب القلم
بكل سطر كتبته
أنت متهم
اتدري ماتهمتك ؟
تهمتك
انك أصبحت مألوفا
بأنك تأمر بالمعروف
وتضع بمقالاتك الساخرة
النقط فوق الحروف
انت بأختصار
كنت تحرض المتهم
وانت السبب فيمن فهم
نحن الحقيقة
نحن الواقع
كفاك تحرضهم على الوهم
قلمك
ايقظ ذلك المتهم
صحا من غفوتة
التفت يمينا ويسارا
ادار عقله الذي كان
من كثرة الرقود
قد سقم
ففهم
وعندما فهم ... انصدم
و دمه فار
حتى صار
كالحمم
ثم تمرد علينا
عندما ادرك ان الرقود
سكوت وموت
ولا ينفع بعده عظ الاصابع
لاينفع بعده
كل انواع الندم
انت المسؤول على كل ماتقدم
انت المسؤول على صحوتة المتاخرة
تهمتك هي قتل ذاك المتهم
الذي ادرك ان الله واحد
يستحق ان يعبد
يستحق ان يحترم
فترك عبادة الصنم
وان الشعب واحد
وكل فرد فية
يستحق ان يحترم
أنتهت الجلسة
.....
المشهد الثالث
# المصير
الصامت الثرثار.......
ساقوا به الى منصه الاعدام
فيما بيننا تسائلنا
لم بعد الموت قام هذا المسكين
من العدم ....ليعدم؟
قال احدهم
سمع صوت همساتنا ...فمال وابتسم
قال اخر
رأى حال العباد
وما وصلت اليه البلاد
جن به الجنون
حتى كاد يتحطم
قال ثالث
كمموا له الفم
وقطعوا له شريان الدم
وجعلوه يركض بلا قدم
ثم فصلوا له لسانه
بحجه انه بلا عظم
فصار يشتمهم بالقلم
.........
المشهد الرابع
# النهاية
هكذا صرنا وصاروا
في زمان
المجرمين
ان طلبت العدل يوما
اما
لحدا او سجين
او تصير العبد دوما
وتكون
المستكين
لاتخف يااخي فالظلم راحل
وغدا للثائرين
نصرا مبين
ان تمادا في البغي فيها
فهناك دوما
المخلصين
مافاز يوما باغيا
نصب
العداء لثائرين
هيثم الزهاوي