عارف حمزة
***
بـيوض الماضي
فوق الجسر الحجري
لن يتركوا
سوى قشور الكستناء
سوى رجفة
اليدين لروحي الحزينة
سيجرفها
التيار
هكذا
كلما ذهبتُ
كي أُريحَ الماضي .
سنتلكّـأُ
حتى نجد
مكاناً من السور
كي نُطلَّ
على نشاط النهاية
لا نهتم
بأنفسنا
كي نطلَّ
عليها
كما نفعل
الآن .
سنندمُ
مثلَ جندي
ذاهبٍ
لجلبِ
ماضٍ
أقسى .
رغماً عني
تصعد الرجفةُ
في الركبتين
ثمَّ أنحني
من ألمِ
الهجران .
لماذا سحبتِ
فرعاً من اللبلاب إلى صورتي
في غرفتكِ
البعيدة
غابةٌ من
النسيان تلفّني في الربيع
غابة من
الأقدامِ تُزيح ابتسامتي الواهنة في الشتاء
صورتي
الوحيدة
لديْكِ
ولديّ..؟
قشور قديمة
لنهر قديم
داوَمَـتْ
عليها الأيدي بالتضرّع
حتى أصبح
لونُها باهتاً
وقلبها من
رمل .
لا زمانَ
ينفعني. لا أرض تحملني بصبر
لا أهل لي
ولا بلاد
لم يكن لديَّ
مَنْ يودّعني بكلمة " أحبك "
مقلوبةً
ومكتوبةً بشكلٍ متوترٍ
على نافذة
الحافلة .
لا رائحة
تحتكُّ بي
أنا الذي
ضيّع ألوانه الفقيرة
في الغُرفِ
والمكاتبات .
لم يترك لي
الأعداء فوق جسرك الحجري
سوى تجاويف
صغيرة
كي تفقسَ
بأمانٍ
بيوضُ الماضي
.
_____________________
. دَرَج
الوردة
الأشياء لن
تستردَّ عافيتها
مرتاحة
بكسل
في حقل
الماضي
هناك أحد ما
أخذ الأسماء معه
وعندما أغلقَ
الباب وهبط
انكسرَ
قلبٌ
على
الدرجْ
الدرجُ
الصاعد نحو غرفة الماضي
درج الحسرة
الأولى
درج الحبيبة
والكلام عن الهجران
درج الوردة
التي تفـتّت
بين الأصابع
ولم تُهدَ .
هناك أحد ما
بريءٌ
ومنـزوٍ
اكتفى بنظرة
ثم
سحقَ
فكرتي
عن الحب .
الأشياء لا
تخرج معي
وحدها
تتنـزّه
منصتةً
للموسيقى
الخافتة لانتحار الأسماك
ذات العيون
الغريبة
أسماك عمري
الباهت
في المدينة
التي تعيش في الألبومات ووصايا المهاجرين
المدينة
طاغية الفرح
على طوابع
البريد .
لا بأس
هناك أحد ما
في البناء
الذي أسكن فيه
فتح النافذة
المضاءة وهبط
من
الطابق
السابع
على الأرض
وأنا رأيت
الأشياء
تمتدحُ
قلبه
المعطوب !
__________________
. مزاج الدار
... وعرفتُ
أنَّ قميصك
الذي لفَّ قلبي
العميقُ
كالشهوةِ
الغريب
كالحنين الذي
ينتاب الكائنات
لا يُـرَدُّ
،
مثل دلو بئرٍ
، ثقيلٍ على النسيان .
أنّ الهواءَ
الآتي مع الفجر
مع السيارات
التي غادَرَتْ مدينتكِ
أو مَرَّت
بها
سيبقى مشاعاً
مثل أرملة
الهواء الذي
مَرَّ خلسة واحتفظ به مزاج الدار
قالوا: إنّها
الملائكة .
لن تنفع
فتنتكِ
لن ينفع
إيقادي شموعاً وانصرافي للابتهال
وقد سقط في
الغرفة دم كثير
دم يُراق
لمرة واحدة وأخيرة
مؤلم كدم
الشقيقة: دم من لحم ودم .
سيبقى حاراً
بمنديلٍ سُرق
من النافذة الواطئة
وقلب
أصبح
واطئاً .
يا لقساوتي
كنتُ أستطيع
أن أطردَ غيرتي بعيداً
أن أسند جبل
الكرز
منـزِّهاً
شقاءَنا
في بلدة
الغفران .
ستتذكرين،
على الإسفلت
أو تحت المطر
في المصاعد
الحديثة لأناسٍ بلا قلب،
قساوتهم
وأنا أقبّلكِ
مفتوح العينين .
آه .. وعرفتُ
بأيِّ قلب أدرتِ ظهرك للعشّاق
وأنّكِ
من أجلي
أودعت حياتك
في خزانة العائلة القديمة
في البلد
البعيد
ـ حيث يمكن
للعشب
أنْ ينبتَ
تحتَ الأسرّة أيضاً ـ
وإلى الأبد .
. عارف حمزة
سوريا