تيسير المغاصبه
قصة قصيرة
أقدار
لقد تأسس الأب على سوء الأخلاق من
قبل والده، كان قد نشأ عليها ومن ثم نقلها إلى زوجته التي تزوجها صغيرة وطبعها على
أطباعه الفاسدة.
بعد ذلك نقل سوء الأخلاق إلى أسرته ، وهم الزوجة وأربعة أولاد وثلاث بنات
،وقد كان يعتز بهم جميعا ماعدى الولد الأوسط الذي أسمته جدته "لؤي" قبل وفاتها ،ولهذا كان هو
وأولاده الأخرين وبتحريض منه، دائما يسخرون منه ومن أسمه "الأنثوي الناعم جدا
كما يقولون" كذلك ينزعجون من أدبه وأخلاقه الحسنة .
وكان الأب دائما يقول "هذا
إبن جدته المدلل"
وأما مقولته التي يكررها دائما فهي " البيت الذي لايوجد فيه صايع
،دائما حقه ضايع"
ولهذا أنشأ أولاده الثلاثة على
البلطجة، وزرع فيهم سوء الأخلاق والقسوة والكراهية والعدوانية.
وأما الأم فأنشأت بناتها على
الوقاحة وعدم الأدب أثناء مخاطبة الأخرين، والخروج من البيت والعودة في أي
وقت شائن بحرية ودون أي رقيب.
ثم تبدأ الأقدار بلعب لعبتها تجاه تلك الأسرة ،لؤي وبعد أن ضاق ذرعا من الوضع يترك المنزل وتنقطع أخباره ،أما
الأب فيحكم عليه بالحكم المخفف ،وهو من الإعدام
إلى السجن المؤبد ،بعد تورطه في تهريب المخدرات.
فتاة تهرب مع رجل ثري إلى خارج البلاد ،وأخرى تختفي في ظروف غامضة،
وتبقى للأم ابنتها المدلله "شامه".
أما الأولاد الأخرين ،فيذهب أكبرهم إلى دولة عربية لتجربة حظه هناك ،فيقتل
هناك في شجار ،فيعود جثمانه في صندوق ،وفي المطار لم يحضر أي من ذويه كي يستلمه.
وأخر يتعرض لحادث سير فيمضي بقية حياته على كرسي كهربائي متحرك، ولا يبقى
سوى أخ واحدا للفتاة هو "رعد".
ينطلق رعد المدمن على الكحول و الأقراص المخدرة بصحبة شلة السوء في السلب والنهب والبلطجة وأخذ
الإتاوات ومعاشرة الساقطات في ظلام الأزقة والأشجار.
وأما شامة فترتدي الخمار كستار لها كي لا يتعرف عليها أحد،فتمارس مهنتها في
بيع جسدها للأثرياء من العرب الوافدين.
بحيث تجلس على الرصيف وتشير بيدها لكل قائد عربة ثمينة ،فإن أوقف عربتة،
تصعد إليها ،وبعد ساعة،وبعد إتمام مهمتها تعود للجلوس في نفس المكان.
وتشير للعربات من جديد، فبدأت في منافسة غيرها من بائعات اللذة المتخفيات
وراء حجاب العفاف على أماكن العمل.
أما الأم فلم تكن تهتم بشأن كيفية
كسب شامة ورعد للمال ،لأن ما يهمها هو
إحضار المال فقط.
وقد كان منطقها في الحياة ؛وعلى حد قولها "أن الشطارة هي إخذ المال من
عين الأسد ".
ولم يكن أحد منهما يعلم شيئا عن عمل الأخر،لكن شامة أخبرت أمها وأخيها رعد
بأنها تعمل جليسة أطفال ،
وأما رعد فبدأ حياته ككنترول باص على نفس الخط الذي تتواجد عليه شامة،وقد
إكتسب شهرة واسعة في البلطجة.
فعملا دون أن يعرف أحدهما الأخر ،
بعد ذلك تموت الأم محترقة من جراء
إنفجار إنبوبة غاز.
بعد أسابيع من وفاة الأم ،تهرب شامة من منزل العائلة بسبب محاولة أخيها رعد
إبتزازها ماديا.
أحد رفقاء السوء أخبر رعد بأنه رأى وجه فتاة من بنات الليل عندما كشفت
وجهها في عربة أحد الأثرياء العرب دون أن تره،وقد وصف جمالها له حتى هام بها .
ولم يكتفي بعلاقاته الكثيرة
بالأخريات من بنات الليل، بل تعلق بتلك الفتاة وأصر على معاشرتها مهما كانت
النتائج، ولو لمرة واحدة فقط ويموت بعدها "على حد قوله".
وعلم أين موقعها بعد أن حدده له صديقه ،فكلما وقف بالقرب منها في ظلام الأزقة أو الأشجار ويشير لها برغبته
بها ،كانت تهز رأسها بالرفض.
فيزداد غيظه،حتى إتخذ قراره أخيرا
بالنيل منها بعد طول إنتظار ،فكمن لها تحت إحدى الأشجار الكثيفة، وقد خدمته
الأقدار بانقطاع النور في تلك الليلة.
وباغتها من الخلف وقام بجرها إلى تحت شجرة ،ونزع نقابها عنها،
حاولت المقاومة لكنها واجهت ذلك باللكم والركل، وأخيرا إستسلمت أمام ضرباته
العنيفة الموجعة،وثم إعتدى عليها ،وعندما إنتهى منها قال لها:" أنا كنت أحق
بك من هؤلاء العرب أيتها الفاجرة ،هل تعتقدين بأني إنتهيت منك ؟" .
وقد استطاعت تمييز صوته على
الفور،واستطاعت التعرف عليه.
لكنه أوسعها ضربا وركلا من جديد.
بالصدفة تمر دورية شرطة ،فيكون فيها هذه المرة أخيه لؤي ،وقد أصبح رئيس
شرطة له شهرته بالشجاعة والقسوة،وكان كله حماس لتنظيف البلد والشوارع من المجرمين
والبلطجية والفاسدين.
وعندما سمع صوتهما قال لمساعديه:"قفوا هنا لنقبض على تلك القطط
النتنة؟".
نزل هو ومساعديه وقبض عليهما ،كانت شامة قد إرتدت نقابها من جديد ،أدخلوهما
في العربة وأخذوهما إلى مركز الشرطة .
وفي النور عرف لؤي أخيه رعد ،وقال له:
"أنت أيها القذر والله لأربينك من جديد ،أو لأجعلنك تموت في
السجن؟"
ثم نظر إلى الفتاة وقال لها بغضب :
"وأنت أيتها الشبقة ،هلا أزحت نقاب العفيفات عن وجهك حتى لا تشوهين صورهن
وسمعتهن؟"
وعندما مد يده ونزعه عن وجهها ورآها بهت في مكانه وصرخ :
"لا..لا..لماذا يارب؟"
لقد كانت أخته شامة،
فطلب من مساعديه تركه وحده معهما.
وعندما خرجا
ومن خارج الغرفة سمع الجميع صوت
ثلاث رصاصات تنطلق في الداخل،هرعوا جميعا إلى الغرفة ليروا الثلاث جثث ملقاة على
الأرض ، وقد فجرت رؤوسها الثلاث رصاصات.
تيسير المغاصبه