السم و الترياق !
بقلم: سيد علي رأس العين
تمرد القوم ذات مرة ..
فنفرت الجحافل !
فأجهزت عليهم بالمرة
اشتهوا دماءهم فاستباحوها..
و أهدروها و اراقوها..
ثم روّقوها على أرض عطشى!
و ارتوى من دم القوم التراب..
و على مسرح المدينة الكبير ..
أنيطت الأجساد المتهالكة !
و صلبت بقايا البشر على الأعمدة..
هلاك و تنكيل ..
اليوم لا بشر لا حجر..
و فرّ العدو كخلد بلله المطر!
و اجتمعت الجحافل مثل غربان سوداء
في ليلة سوداء..
تروم فريسة نتنة !
أو جيفة متعفنة..
و احتشد الذباب في يوم قائظ..
هنالك على ركام البشر المتفسخ !
و هبت ريح منتنة
تجر حقد الليالي !
و غضب الملائكه
و في الأفق تفاقم السواد
و تعاظم الفساد
و رفرفت أجنحة الشر
تفجر زلزال النقمة
و انهال بركان الضغينة !
يرفع راية الجلادين
اضحى الدم شريعة البشر..
و السيف قلم الطغاة
و الدمار أصبح زينة الحياة
و الأرواح البريئة قرابين الجمال
يا صاح اقتلني و افخر بغدرك
و ارشف دمي ابتسم
و نكّل بجسدي و أعلن راية النصر
و اصلبني على عمود الصبار و اقبض ثمني!
و اقطع رأسي و تجمّل في المحافل
و تجلد امام الجلادين بجبنك !
و بخبثك تبرأ من طينتي
و ببسمتك المصطنعة اكتب تاريخك
و اصنع ماضيك و حاضرك و مستقبلك !
و افرك جلدي عن جسدي ..
و اصنع به طبول الاستنفار
و أسس مجدك على انقاضي..
و شيّد حضارتك بجمجمتي و عظامي !