جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحوفنون

لا تنمية دون حراك ثقافي

 

لا تنمية دون حراك ثقافي

العقيد بن دحو



* - كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** و الماء على ظهورها محمول.

وبقدر ما اختلف الباحثون الى قائل هذا البيت و الى من ينتسب اليه ، لم يختلفوا و يكاد يجمع علماء الاجتماع و علماء الانثربولوجيا و حتى علم الانسان ، بان ما نعيش فيه من تخبط و ازمات و المشكل الجوهري الذي يهابه ، يخشاه و يحذر منه الجميع حتى اضحى فوبيا ورهاب من اولي الامر و العزم منا.

فهم على استعداد ليسافروا معك الجحيم على ان تبرئهم ذمة الخوض في غمار اثون الفكر و الثقافة.

و بالمقابل كم نشفق على حالهم و احوالهم . هذا المسؤول المحلي او الوطني ، و هو يغادر مكتبه منذ الساعات الاولى ، مبكرا من كل يوم صباح و لا يعود اليه الا عند الاصيل الغسق.

اننا نشعر بهذا العمل المضني ، "السيزيفي" تلك الشخصية الاسطورية التي عاقبته الالهة الاغريقية بحمل صخرة الى قمة الجبل ، و ما يكاد يوصل صخرته الى القمة حتى تعود الى الحضيض عودا على بدء.

مسؤول اليوم هو انسان "سيزبف" ؛ يعلم بانه يقوم بالعبث بعمله هذا ، غير ان تمسكه بالحياة تجعله يقوم بهذا الدور !

كم نشفق على حال هؤلاء المسؤولين العابرون للطريق و المسافات و المساحات ، ان الطريق التي راقبها صباحا هي اكثر اهتراءا في اليوم الموالي ، و ان الانارات العمومية التي راقبها مساءا هي اكثر ظلمة و قتامة مساء اليوم الموالي ، و ان الرصيف المبلط اقتلعته حجارته و صار حفرا... و هكذا دواليك.

حتى بدا يفهم و يستدرك هذا المسؤول ان الخلل اعمق بكثير ، لا علاقة له بالعمل داخل المكتب او خارج المكتب.

المسكوت عنه و من لا يريد مناقشته فيه العقدة و الحل ، المشكلة و الحل لكل ازماتنا السياسية الاجتماعية الاقتصادية.

كل المؤشرات تشير الى ان التنمية اكبر اكذوبة عرفها التاريخ ، عندما تتحدث بلد فيها لا يتجاوز عدد سكانها 45 مليون نسمة.

المفكر ذو الاصول المغربية المهدي المنجرة يقول :  لا يمكن الحديث عن التنمية ان لم يصل عدد سكان البلد الواحد في دول المغرب العربي 100 مليون نسمة.

لهذا كانت فكرة اتحاد دول المغرب العربي ابان ثمانينيات القرن الماضي تصب في هذا الاتجاه.

الا ان الحل كامن على ظهر (العيس) نفسها و هي لا تحمل (الماء) ليفسر بالجهد الماء بالماء ، او من اجل الارتواء من الظمأ للعيس و للتعيس ، و انما الماء H2O ، عنصر الحياة ، و منه ياتي (الماء الثقيل) H3O الذري الاشعاعي النووي ، الذي يحرك حياة الصناعة الثقيلة.

الثقافة هي هذا النوع من الحل ايضا ، على رغم هشاشتها ، و كونها غير سيادية ، الا اذا ما دخلت على عنصر من عناصر الحياة الا انقذته. حتى صارت الثقافة الخلاص و المنقذ لمختلف ما تعاني منه البلاد من ازمات مختلفة.

حتى القرن الثامن عشر كانت الناس لا تقرا الصحف و لا تستمع الاذاعة الا اذا تضمنت شيئ عن الادب و الفن و الفكر.... و هكذا انقذت الثقافة الاعلام و الصحافة من ستاتيكية و ركود الاخبار و الاقتصاد.

قد يقول قائل هذا حول الاعلام !.

التنمية شاملة ، جوهر لا تتجزا ، نجاح من حيث النجاح يجر النجاح !.

دعوهم يعودون الى مكاتبهم بسلام على الاقل يضمنون عملا من جهة واحدة ، يستقبلون المواطنون.

هم يدركون و ما هم فوق يدركون و الشعب ايضا يدرك ان التنمية شعار ، ساكنتنا ؛ عدد السكان لا تمكننا من هذا.

الا ان المعادل الموازي هو الثقافة ، تماما كما صار الموازي للحضارة التي شيدت على شواطئ البحار و الموانئ ، ايجاد موانئ على اليابسة و السكك الحديدية ما يعادل البحر و القطار ما يعادل البحر.

نتساءل كم من مجلس بلدي من 1045 بلدية على مستوى الوطني فعل مجلسها الثقافي ، و كم من مجلس ثقافي تابع للمجلس الشعبي الولائي ، و هل الجماعات المحلية على المستوى المركزي بالتنسبق مع وزارة الثقافة و الفنون عقدت مجلسا وطنيا لتفعيل ما يمكن تفغيله.

ان مصيبتنا عندما هذا المسؤول المحلي يعمل ، بكد ، بجد لكن مع نفس الدوامة (....) التي تعيده  الى نفس النقطة البدء التي تنطلق منها.

عندما لا يقدر احدا هذه المجهودات ، بل تصبح (شرطية) انعكاس شرطي (بافلوفي) فلكلوري ، عندما يقوم مسؤول (...) بزيارة من الزيارات الى اي قطاع من القطاعات ، و هو في عقر داره ، يميز بين منبه سيارات الاستعجالات اسعافات الحماية المدنية ، و بين منبه سبارات الشرطة المرافقة لزيارة المسؤول.

الحالة شبيهة بالكذب على الذات ، المواطن داخل بيته عليه ان يقنع نفسه بان العمل قائم على قدم و ساق و المسؤول يراها تنمية في ظل غياب التنمية الحقيقية  100 مليون نسمة.

الثقافة هي الحل ، و ان لا تنمية دون حراك ثقافي و كل ما هو امامنا - لا يكون الا مجرد - ابواق و منبه سيارات على ان الجميع يملئ المكان حتى يشعر العامل بانه يعمل ، و تشعر ربة الاسرة كل شيئ على ما يرام ما دامت المنبهات و الابواق تسد مسامعها في عقر دارها.

لن ولم تقوم لنا قائمة ان لم نلحق الثقافة بالتنمية الجادة الواعية ، علنا ، و يقر بها المسؤول اولا و المواطن ثانيا انها هي التنمية و كل المظاهر الاخرى ما هي الا (سيزبف) يمارس العبث مع عقوبات الالهة ، ما هي الا تجارب بافلوفية منعكسات شرطية ، ما هي الا منبهات صوتية حادة تخبرنا بالتنمية الصوتية ، في حين التنمية الحقيقية بعيدة عنا كل البعد ، بعد الثقافة عنا.

حالنا كحال تلك العيس التي تحمل الماء على ظهورها في حين الجيل التعيس يموت عرقا وخرقا وحرقا باعالي البحار طلبا التنمية الحقيقية ، التي هي بالمقام الاول ثقافة.

الجميع يدرك انه يدرك الثقافة هي حل الحلول (الحلولية) تعيد المسؤول الى مكتبه ، و توقف عنا ارق و قلق منبهات سيارات الوفد المرافق له.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *