معاذ حميد السمعي
أنا وَحبيبَتيْ
ــــــــــــــــــــ
لم نعدْ نتكلمُ في أمورِ الحبِّ
علىْ رَصيفِ الأمنياتْ،
صِرنا نتحدثُ عن فَناجينِ القلقِ
وأناقةِ البنادقِ والرَصاصْ
نتبادلُ قصصَ الساسةِ المُفَخخةَ بِقُبلاتِ الجَحيمِ،
ونُفتِشُ فيْ وجهِ المَدينةِ عن آخرِ الضوءِ
لِنفتحَ فيْ شِريانهِ احتمالاً آخرَ للحربِ.
لم نعدْ نَقرأُ رسائلَ "أُوزييسَ" المَكتوبةَ على أبوابِ السماءِ
انشَغلنا كَثيرا بقراءةِ شَريطِ الأخبارِ
والجرائدِ المقلوبةِ والجثثِ المُعلقةِ علىْ أبوابِ الكهفِ،
لمْ نعدْ أبدا كَما كُنا
صرنا مُملينِ جِداً،
وسَاذجينِ جداً
وخَائفينِ جِداً
حَتىْ فيْ اللحظةِ الأخيرةِ مِنْ المَساءِ؛
حِينَ تَتبخرُ القَبيلةُ ويَشتَعلُ عمودُ النورِ آخرِ الحيِّ
ويتطايرُ الدُخانُ المُتبقيْ فيْ ذاكِرةِ الحَنينِ،
نَتحدثُ عنْ صَديقيْ..
صَديقيْ هوَ الطَاوِلةُ الوَحيدةُ التيْ تَبقتْ لنا بعدَ اجتياحِ المَدينةْ
.. هوَ رِسالةُ الحُبِّ الوَحيدةُ التيْ نُطفئُ عَليها حَرائقنا
هوَ الثقبُ الوَحيدُ الذي تَتسربُ مِنهْ رَوائحُ المُوسيقىْ وأصواتُ
الماءْ..
- أنا أحب صَديقي
ـ وهِيَ كَذالكْ.، هَكذا نَتخفَّىْ
أو رُبَما ..
هَكذا نَقتلُ الحُبَّ في كائنٍ آخرَ لمْ يَكنْ
يوما أحد .....
_______
. معاذ حميد السمعي
اليمن