تأثير البادية والصحراء في الأدب الجاهلي
تقديم : الصادق عبدالمولي
بسم اله الرحمن الرحيم
السودان
مقدمة
تعربف البادية :
تعني كلمة البادية الموقع الذي
يقطن به أناس في الفيافي بعيداً عن الحضر ، وقد إشتقت كلمة البدو منها والبدو
هم الرعاة الذين يقومون برعاية الإبل والماشية ويقطنون في
مساكن غير ثابتة تتكون من الخيام والشعر ، أي إنهم كثيري الترحال وغير مستقرين ،
ويتنقلون وفقاً لمقتضيات حوجتهم إلي الكلأ والمرعي الذي تتوفر فيه النباتات
العشبية ، أي ان البدو هم سكان البادية
الرعاة الرحل.
والبادية هي بقعة من الأرض شاسعة في الصحراء تتوفر فيها عناصر المرعي
والماء .
والبدو هم عكس الحضر أي إن البدو
إسم نعني به العرب الرحل الذين يجوبون الصحراء وهم مكون مرتحل غير مستقر
يسكن الصحراء وهم من أقدم سكانها الذين تكيفوا مع بيئتها.
وصف البادية :
هي بقعة من الأرض تقع في الصحراء تتميز بوجود مواقع رعوية ،
يمتاز سكانها بالحياة البسيطة بعيداً عن
حياة المدن ويعتمدون علي الإبل والخيل في ترحالهم .
ونجد البوادي في الشام والعراق وشمال شبه الجزيرة العربية ودول الخليج وغرب
إيران وشرق الأناضول وصحراء سيناء وفسطين
المحتلة والصحراء الغربية من شمال إفريقيا .
الباب الأول :
*المبحث الأول –
الشعرالجاهلي
ونشأته :
سمية بالشعر الجاهلي نسبة لأنه سبق ظهور الإسلام بحوالي 150 – 200 سنة ومن
قبل ذلك كان غير معرفاً ، وليس هنالك صورة جلية لنشأته إلا إنها أو الغالبية منها
يكون إفتتاحها بذكر الأطلال وآثار الديار ووصف للرحلات عبر الصحراء وتسمي وحدة
القوافي في الشعر لديهم بالأبيات وهي دوماً تكون قصائد متكملة القافية والوزن .
إلا أن لم يكن هنالك دليل علي الحقبة الأولي للشعر الجاهلي وكيف تطور إلا
ان وصل إلي هذه المرحلة من النضج وكان هؤلاء الشعراء من مختلف القبائل .
وبرغم ذلك من وجود الزخم الكبير من القصائد الجاهلية لقد سقط منها الكثير
الذي لم يجد حظه من مواكبة التاريخ .
نشأ الشعر الجاهلي عن سرد للشاعر يعبر فيه عن بيئته في الوصف والمدح
والهجاء والفخر والغزل والرثاء حيث يصف الشاعر تنقله وترحاله ويمدح قبيلت ويفاخر بها ، وكان يهجو بالشعر
وكان هذا الهجو بمثابة الحرب التي لا تستعمل فيها السيوف إي الحرب السلمية وهذا
يعتبر إسلوب إنساني ناضج الرؤي .
وكان أيضاً الشاعر يتفاخر بقبيلته ويعتد بنفسه ويتغزل عبر الشعر في العشق
والحب والخمر.
*المبحث الثاني –
منابع الشعر
الجاهلي :
من أهم الأعمال الشعرية
والأدبية لشعراء هذه الحقبة من
التاريخ :
1 – المعلقات
2 – المفضليات
3- الأصمعيات
4- جمهرة أشعار العرب
ومن أبرز شعراء هذه المرحلة :
إمرؤ لقيس وزهير بن أبي سلمي و وطرفه بن العبد و ولبيد بن ربيعة و عمر بن كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة بن شداد والنابغة الذبياني والأعشي
والمرقشان الأكبر و الأصغر والشنفري
وتأبط شراً وعبيد بن الأبرص وعدي بن زيد وبشر بن حازم وأمية بن أبي الصلت و خداش
بن زهير والنمر بن تولب .
الباب الثاني :
أثر بيئة البادية
والصحراء علي الشعر الجاهلي
المبحث الأول :
البيئة البدوية
والإقامة في الصحراء :
للبيئة البدوية حتماً علاقة
بالصحراء وعلاقة بالشاعر والتكوين النفسي والإجتماعي والإلهام والبعد الذوقي
للشاعر ، وإنطلاقاً من هذا الواقع ذو المعاني التي ترتبط بواقع الحال الموصوف في
حركته وسكونه وترجمته أدبياً برغم الرؤي المتناقضىة من أبعاد جمالية وأبعاد فروسية
ذات طبيعة صراعية ، إلا أن كل ذلك ينصب في
رؤي جمالية تعبر عن معاني لها أثرها الطيب وبعدها الثقافي الذي يترجم الجمال وغرس القيم الأخلاقية والإيقاع اللغوي والصور التنبيهية والمظاهر الحسية الخلابة للمكان والرواية المحكية عبر أجمل
معاني اللغة التي لها الأثر الجلي في الشعر الجاهلي .
الشعر الجاهلي له إرتباط وثيق بين بية البادية ومكوناتها
الإيجابية والسلبية وتفاعل الشعراء مع هذه الحيثيات أي إن التفاعل الوثيق بين
الشاعر ومظاهر البيئة من حوله ، كان له نتاج أدبي ترجم لنا واقع الحياة التي كانت
معاشة آنذاك العهد ترجمة حرفية .
أي لقد شكلت البيئة بمكوناتها
الإنسانية والطبيعية في العصر
الجاهلي حضوراً أدبياً خالداً كان المرتكز
للأدب العربي وتأسست عليها حياة العرب في العصر الجاهلي في طبيعته ونمط حياته
وأفكاره وقيمه ومعاناته وسعادته .
وقد عبر شعراء العهد الجاهلي عن
كل ذلك من خلال أشعارهم في صورة لغوية
ومستوي فكري وجمالي .
المبحث الثاني :
إرتباط الشعر
الجاهلي بالصحراء وأثره :
للصحراء الأثر الواضح في التكوين
الفكري والنفسي والأدبي والشعري وذلك نسبة لصفاء الواقع الطبيعي للمناخ عبر الفصول وبساطة المكونات الحياتية
التي تتيح للشاعر التأمل لما حوله من سحر
الطبيعة وطبيعة الأشياء من أفق وفضاء
وواحات وكثبان رمال وحيوانات داجنة تكون جزء أساسي من وضعيته في الصحراء الذي
وصفها الشاعر أحمد شوقي :
عرفتك في النبؤات
عرفتك في الظمأ والقحط
عرفتتك في قوافل الشعراء
أيتها الصحراء
يا خبأ طرفة
يا خمرة أمرئ القيس
وحصان عنترة
وغضبة إبن كلثوم
ويا ليل النابغة
أنت يا أم اللغات العزيمة
وحنجرة السماء
كانت الصحراء تلهم الشعراء ويتمتعون برحابها الشاسع الأرجاء وصمتها وهدوءها
الخلاق .
فلذا كانوا يقرضون الشعر ويصورون
كل منحي حياتهم لحظة بلحظة ، حتي تتوج نهحهم بتكوين أول منتدي شعري علي
وجه البسيط ( منتدي سوق عكاظ ) وأنجبت الصحراء شعراء عظام أثروا الثقافة الإنسانية
عبر العصور .
الخاتمة :
العصر الجاهلي هو الفترة الزمنية
التي تقدر ب 150- 200 عام قبل الإسلام ، ويعتبر من أكثر العصور الأدبية التي شهدها العرب علي مر التاريخ ، حيث
إنتشر الأدب والشعر والمعلقات الشعرية وكتب النحو واللغة .
ويعتبر العصر الجاهلي من أهم
العصور التي مرت علي الأمة العربية ، حيث كانت هذه الفترة متيزة بالنبوغ الأدبي والفصاحة والمقدرة البيانية والفصاحية .
فالشعر الجاهلي هو أساس القاعدة
التاريخية للعرب وحضارتهم وآدابهم
وظهور معالمهم الفكرية والعلمية التي أدرجت هذا العصر في قائمة المكانة العالمية في مجال الأدب العربي وكانت
مرتكز لإنطلاق الأدب العربي الحديث .
إذ نجد بأن الشعر الجاهلي قد أنجب
من رحم حياة بدوية لها خصوصيتها الطبيعية التي تأقلم معها الشعراء الجاهليون
ونهلوا من سمائها وحرها وجفافها ومطرها وحيواناتها ونباتها وإنسانها وجمال عبقرية
الإلهام ، وصاغوا كل ذلك في أدب رفيع اللغة رسموا فيه صورة إبداعية متكاملة في
لوحة شعرية خالدة ستظل إلي الأبد في صدارة الأدب العربي .
تقديم /الصادق عبدالمولي
المراجع:
1 – ويكيبديا
2 – دار الفكر اللبناني 1993
3 – مختار السيد
4 – شوقي ضيف – العصر الجاهلي
5 – تفيق برو – تاريخ العرب القديم
6 - علي الجندي – تاريخ الأدب
الجاهلي
7 - بيروت – دار التراث العالمي
8 - الأساذ / سعدي ضناوي
