إطلالة وامضة لشيخ النقاد الأستاذ/أحمد طنطاوي النص: انسلاخ القاص/ محمود روبي
إطلالة وامضة لشيخ النقاد الأستاذ/أحمد طنطاوي
النص: انسلاخ
القاص/ محمود روبي******
انسلاخ (ق.ق.ج)
كان المشهدُ مُروعًا وصادمًا منذ لحظات.. فبعد أن رافقني ذاك الماكر
طويلاً؛ قررتُ التخلص منه للأبد.. نجحتُ أخيرًا أن أتصرف مثل جرَّاح ماهر، توغَّل
مِبضعهُ خِلسة بين جسدين التصقا. وبينما كان الجسد اللعينُ غارقًا في حسرته مما
جَرى؛ قمت بتمزيقه وسحق عظامه..
محمود روبي
********************
دلالة العنوان..............
الانسلاخ Ecdysis عملية يقوم بها الثعبان للحفاظ على سلامته،
فإلقاء الهيئة القديمة لابد منها للاستمرار .
هنا ...
أصبح الوضع خطيرًا بعد تفاقمه، ولابد من النبذ والإقصاء بكل قسوة القطط فى
إبعاد صغارها عنها عند الفطام.هى لحظة فارقة يجب عندها الاختيار وتقرير المصير.
فى إطلالــــة أخرى نلمح صراعات الأنا الأعلى مع الهو أو ذلك الكهف الملىء
بالآثام والخطايا، وذلك الاقتتال بينهما الذى ينتصر فيه الأنا الأعلى.(التطهر)
التحرر فى غرفة المرايا.......
قيد وهمٌّ و قلق ملاصق آن له الآن أن ينتهى فى اختيار وجودى حاســـــــــم
للتحقق، وكان لزامًا أن تكون الســـــكين أداته وتكون الدماء هى المداد الذى تُكتب
به وثيقة الخلاص، وكأنه انتحار لنصف الكيان، أو قتل ملتف حول ذاته، أو تدمير ظل
مشاكس.
ذكرتنى القصة بقصة ( وليام ولســــن ) "لإدجار آلان بو" الذى
عانى فيه البطل الشبيه المماثل له تمامًا حتى قتله فى نهاية الأمر مجسدًا
مأســــــــــــاة ازدواج الشـــخصية التى يكون فيها الآخر على وتيرة مغايرة
طباعًا وربما خلقًا أيضًا.
القصة صيغت بمهارة وحِرَفيــــــــــــة كبيرة كقصة قصيرة جدًا تاركة
قفلتها بداية لتأملات متشظية.
الأديب والناقد الكبير/ أ. أحمد طنطاوي