وجيه الصقار
ذكرى من 5 سنوات
زهران.. والجلاد !
وجيه الصقار
محمد زهران أحد شهداء حادث دنشواى، أدين ظلما، وحكم عليه بالإعدام نتيجة اتهام بأنه أحد قتلة الضابط الإنجليزى،
واقتاده الجلاد إلى المشنقة معصوب العينين
مكبل اليدين ، تذكرت تلك الواقعة بماذكره لى الدكتور محمد زهران وهو مدرس تعرض
للتنكيل من جانب وزير التربية، حسب قوله، ووجهت له تهمة إثارة البلبلة، ونشر أخبار
كاذبة، والدعوة لقلب نظام الحكم!!!،
وتحررت له أربعة اتهامات وقضايا تدخله السجن مدى الحياة ، الدكتور زهران رجل
مهذب جدا حريص فى ألفاظه، كل مشكلته أنه
يطالب بإصلاح حال المعلم وحصوله على حقوقه، نكل به الوزير وعزله من موقعه الوظيفى الأعلى، لوظيفة مشرف
مسرح بإحدى المدارس، وخصم ثلاثة أرباع راتبه، برغم أنه حاصل على الدكتوراه وزملاؤه
وكلاء وزارة الآن، وأتساءل إذا كان الدكتور زهران مخطئا كان يمكن للوزير- الذى
يعرفه جيدا ماقبل الوزارة، أن يوضح له وجهة نظره بدلا من مطاردته واتباع الأساليب
القمعية معه، ربما ليكون عبرة لأى معلم
يرفع رأسه ويطالب بحقه وزملائه، نقول: ليس هناك من هو فوق المساءلة والنقد، وأذكر
أن الوزير قال صراحة فى أحد حواراته : "اللى يعترض ح احبسه"
ويبدو أن الاتهامات الموجهة من الوزير ستؤدى
بزهران إلى غياهب السجن ليكون شهيد العصر ، فى اتهامات غير منطقية، لولا كلمة وعدل
القضاء، فالوزير أشار أكثر من مرة أنه فوق النقد، ونلحظ ذلك فى قوله : إحنا جامدين
قوى ، إحنا مسنودين قوى " ولا أدرى كيف يكون الوزير فوق النقد والمحاكمة فى
مصر الديمقراطية، بينما دولة جارة يحاكم رئيس وزرائها وهو فى السلطة، ويدخل أحد
وزرائها السجن منذ يومين، أما أن توجه الاتهامات لرجل له تاريخه ويعمل من أجل
إنصاف المعلمين، والمطالبة بحل مشكلاتهم، وليس فى الموضوع أى علاقة بالسياسة بل
وجه له الوزير تهمة الإخونة، واثبتت التحريات كذب هذا الإدعاء ، فإذا سارت
المحاكمات من هذا المنظور وتعريض زهران للمحاكمة فى عدة قضايا حسب تأكيده، ستكون
سابقة خطيرة لهذا الوزير الذى يميل للصدام والعنف وهو وسيلته الوحيدة للأسف
وبمساعدة ضعاف النفوس فى المجال، ونرجع للتاريخ عندما فقد العدل وعلقوا زهران
الشهيد فى المشنقة لمدة نصف الساعة بعد محاكمة صورية، نرى قلب الحقائق فى مرافعة
القانونى الشهير إبراهيم الهلباوى أمام محكمة دنشواى بقوله : إن الاحتلال
الإنكليزى لمصر حرر المواطن المصري وجعله يترقى ويعرف مبادئ الواجبات الاجتماعية
والحقوق المدنية، وأن هؤلاء السفلة، وأدنياء النفوس من أهالى دنشواى، قابلوا
الأخلاق الكريمة للضباط الإنكليز بالعصى والنبابيت " وظل هذا الرجل ملعونا من أبناء مصر .. نقول :
إن الكل إلى زوال برغم التزييف، ولكن
التاريخ لايرحم ولن يرحم ظالم.