جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحو

حاجة الجهاز التنفيذي الى مستشار ثقافي

 

حاجة الجهاز التنفيذي الى مستشار ثقافي

العقيد بن دحو



في اغلب الاحيان تنتاب وترتاد الملاحظ الثقف اللقف مخيلته عدة اسئلة حرجة ، حول مجهودات ذاك رئيس البلدية او رئيس الدائرة او حتى الوالي ، و على رغم المجهودات الجبارة التي يبدلها ، الا انها لا تكلل بنجاح لا مادي و لا معنوي. تعتبر في راي و عين المواطن محور العملية التنموية الانمائية اللاحدث و عبث سرمديا.

بل الغالب ما يرتكب هذا المسؤول او ذاك اخطاءا نيرانية صديقة قاتلة غير مقصودة. كأن ينبهر و يعجب بشاب ، يجعله يستسلم اليه استسلام السحر للساحر ، المؤيض للطبيب لصاحب الحاجة الاعمى لحاجته ، له وقعه على القلوب الصادمة و قعا مباشرا و على الالباب ، كما يجعله هذا الاخير القابلية للاستلاب ، يملي عليه رغباته الطفولية او مراهقته و مراهقته المتأخرة.

مما تجعله كمخدر يفتخر بالانسان الخطأ بالوقت الحطأ ، بالمكان الحظأ بالحدث الخطأ.

حتى اذا ما عمت الخطيئة و انتشرت  رائحتها كالنار بالهشيم ؛ تزكم الانوف ، و بلغ منحاها خطا لا يمكنه التواصل. حتى يسقط ذاك (الفارس) ، (البطل) او كما حسبه و اعتقد فيه ما يعتقده الموثق الواثق في الوثيقة.

ذاك ان الانسان عالم صغير ، ذئب لأخيه الانسان ، يموت و في نفسيته بقية شيئ من (حتى).... !

يموت و لن يقول كلمته الاخيرة.

يسقط هذا المسؤول او ذاك جراء ثقته العمياء التي اوصلته الى هذه الهرطقة و الى هذه (السقطة) التي كان ينبغي أ لا يقع فيها جراء ذئب بشري في صورة حمل وديع ، سمع لمسؤوله عذب الكلام و من حلاوة اللسان طلاوة وراغ عليه كما يروغ الثعلب !.

اذا اردنا ان نبحث في الاشكالية التي عايشناها و تعاملنا معها منذ زمن طويل ان السقطة الاجتماعية ، السقطة السياسية ، للسقطة الاقتصادية يمكن جبر ضررها ، معالجتها او سد ثغرتها . اما الثغرة الثقافية كالحماقة اعيت من يداويها. بكيفية او باخرى تطرح قضايا امنية ، سقطة مذوية لا ترحم و لا ترجى عواقبها ، بل ارتداداتها ربما تمتد الى خارج الوطن.

و بهذه الكيفية يصبح (المستشار الثقافي) لدى كافة المجالس المنتخبة و المعينة و حتى باقي الهيئات. كون مهما اجتهد هذا المسؤول ليدعي في العلم معرفة وفلسفة تغيب عنه اشياء.

من اخطر ما يواجهه المسؤول نشاطا ثفافيا او فنيا في ظل غياب الرقيب الفني او الناقد النزبه المخلص.

بامكان مستشار ثقافي ان ينقذ جهازا اداريا تنفيذيا جراء خطيئة ثقافية مقصودة او غير مقصودة. مستشار يدرس و يحدد البرامج المقترح فعاليتها تحت اشراف مسمى الرجل الاول على رأس البلدية او رأس الولاية.

مستشار ثقافي يتلقى تكوينا خاصا ، مدركا و ملما بجميع المدارس و المذاهب الفنيةةو الادبية و الثقافية و الفكرية. و هكذا ينقذ هذا المسؤول من براثن المكائد و الدسائس العنصرية المقيتة و الجهوية المريضة و كذا الاستخباراتية التي تمس بأمن الدولة الداخلية و الخارجية.

او كأن يكون هذا او ذاك المسؤول اخر من يعلم ، او كأن تزوده جهات أخرى اخبار مالم يزود.

مستشار ثقافي اصبح مطروحا بحدة لأي جهاز حكومي او مسؤول جزائري سواء على الصعيد المحلي او الوطني.

مستشار ثقافي مثقفا يكون قد انقذ و جلب الخلاص و استشرف الوقائع ، ووفر على الجهاز التنفيذي في وضع ثقته التامة و العامة في يد شخص (فاعل) لا احد يعلم مخرجات نواياه و لا بأي منقلب بالسراء و الضراء ، خفية و علنية ، و بأي منقلب ينقلب.

كم يحز بانفسنا و نحن نشعر بثقة و اخلاص ونزاهة و كفاءة مسؤولينا بحكم تقرب المسؤول من المواطن او تحت اسم الحكامة التشاركية الراشدة، و لكن في لحظة ضعف تتسلل الى مكتبه كائنات طفيلية شبيهة بالبشر ، كائنات الكاتب الامريكي "ارثر ميللر" ، كائنات (الخراتيت) لا احد يعرف من أين جاءت ، ققط جاءت تبث الرعب و الخوف في احذاق البشر.

الحكمة ظالةالمؤمن. المؤمن كيس فطن ، لا يلدغ من الجحر مرتين....!

و كم هي عثرات البشر ، غير ان عثرات المسؤول لا تغتفر و خاصة ان كانت ثقافية فنية ادبية فكرية.

في الاخير : ما خاب من استخار ، و لا ندم من استشار ، و لا عال من اقتصد او كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم.

او كما ورد في الاثر الشعبي : من لم يجد من يستشيره فليستشر حائطا قديما !.

غير ان بعض (الرؤوس) خشنة ، قاصية لا تبالي بما يحدث حولها من متخلل و من متفاعل ، الا بعد ان يأتي الفأس بالرأس ، الا بعد فوات الوقت و تقدم السن.

نصف عقلك عند أخيك ، و نستغرب عن مسؤول له كل امكانيات (العصف الذهني) و المعدات و الوسائل الداعمة البشرية و اللوجستيكية و الاستشرافية و مع ذلك اخذته العزة بالاثم و عصف بذات نفسه ، بذل الوقت الضائع مع الشخص الظل ، الشخص الكومبارس ، الشخص البديل ، الدخيل ، النسخة طبق الأصل يجري لسيده خارج الديار و داحل الديار!

مستشار ثقافي جاد واع وازن له المقدرة على ايجاد الحلول للعديد من القضايا العالقة و لا سيما الاستشرافية التي اصبحت توقع من حين الى اخر بهذا المسؤول او ذاك.

غير  ان المثقف العابر يرى الاحداث قبل وقوعها ، يؤسفه نا سيقع من فواجع و من ماسي ، لكن يلجم الصمت ، عندما يجد الغريق (...) يجرفه الوادي شيئا فشيئا الى العمق ، الى لجج الدوامة وهو يصرخ بأعلى صوته مبتهجا : ما احلاها عومة !.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *