حميد حسن جعفر
هل كانا يدركان ما معنى الحرب التي تدخل القلب
الخرق --تلك الخرز الخضراء التي
تشبه الرايات --هي بقايا اردية تركها جندي لم يمت في الحرب، امرأة تقول هذا،
ربما لتدفع عن قلبها تهمة مقتله،
الرصاصات التي دخلت قلبه وغادرته، لم تستطع المكوث حيث يجب، كانت هناك
امرأة تفترش سريرا، من خشب البلوط، تحيط بها أشجار يقال أنها تثمر جوزا،
امراة ذابلة تعاين أسلحة نظيفة، فيتخاذل شعورها بالتناسي، و تتصاعد صور
جنود لا يبدو عليهم التراجع، يشيرون لجندي يحاول اللحاق بالسابقين :_أن اسرع،
لا عربات تنتظر المصابين،
المرأة تحاول أن تستفيق، لكن الثقوب التي حولها لم تعد تترك لها مجالا ،لكي
تتنفس قبلة ما ، لا تتذكر متى استطاعت أن
تورق ،لتجدها ذابلة كيدي مصل لا يقوى على الدعاء، ليتركهما تسقطان جنب العربة التي
تقله إلى حيث ينتظره المؤذن خارج الثكنة،
امرأة وجندي يعاينان رايات خضرا كأنها خرزا، والخرز تشبه خرقا، من أودع
بجسديهما رصاصا و ذبولا وقال لهما :انتظراني عند حديقة المقبرة، ؟
هل كانا يدركان ما معنى الحرب التي تدخل القلب الا وتخرج منه كما الياقوت؟
وما فائدة الحب وكل ما يدور حولهما أرملة تنتظر رحيل جندي ما، أشار --لا عن
خطأ --لامرأة لم تصدق ما يحدث، فلحقت بخطواته لتدركه عند استدارة العجلات المتجهة
نحو المغامرة، إشارة استبسلت للوصول إليها، لينفتح قلب للرصاص، و لتذبل امرأة،
كم كانت الخرق تبدو كرايات خضراء؟
حين كان القتلى خرزا شبه منطفئة،
حميد حسن جعفر / واسط / 13 / 2 / 2018