حسام أبو خضرة
من بين يديه و من خلفه
***
. من بين يديه و من خلفه
أَسْمَالٌ كُلُّ الأَشْيَاءِ..
أَنْقَاضٌ كُلُّ الأَسْمَاءِ
إلّا مَا حُفِرَ بقَلْبِ الأَجْوَفِ و المُصْمَت.
مُغمَضَةٌ عَيْنُ السَّاحِرِ عن طَيْفِ شُرُوقِ الشَّمسِ..
و بُزُوغُ حَقِيقَةِ كُلِّ قَدِيمٍ قَد مَدَّتْ فِيهِ الأَصْدَاءُ..
مَطْلُوقٌ كَلْبُ اللَّعْنَةِ
خَلفَ العَاسِّ الخَارِجِ
مِن جَوْفِ الرَّمْسِ الأَحوَى.
مَصْلُوبٌ مَن كَانَ يُضمِّدُ
مَسلوبَ الألبابِ بشربةِ ماء..
مَرْصُودٌ أنتَ يا هذا .. فلتَحذَر كُلَّ الأَشيَاء.
عَيْنَاكَ وَمِيضُ الجَمْرَةِ تَحتَ ثِيَابِ العُشَّاق..
أهدَابُكَ تُرسِلُ مَا بَقِيَتْ
مِن حِفْنَاتِ رَمادِكَ قَلبَ الأَنْفَاق..
لَكِنَّ مُرُورَكَ عندَ الأَحجَارِ الغَرقَى
لا يُخرسُ صَوتَ المَكْبُوت..
و ثيابُكَ لم تَعْلَم أبَداً أنَّ العُرْىَ ثِيَابٌ لا تُبْلَى،
و البَالِ مِنَ عَسَسِ الطُّرِقَاتِ
يُفَرِّقُ دَمَهُ بينَ نَوَاصِي الليلِ و حَارَاتِ الإفْلاق..
مرصودٌ أنتَ يا هذا فلتَنظُر أينَ الإشرَاق..
أيَّامُكَ صَارت مِرْسَاةٌ لِمَرَاكِبِ مَلَّاحِ النُّورِ
يَسْرِي لِيُجَدِّفَ أقْوَالَك
يُقْبِرُ خَلفَ الدَّفَةِ كُلَّ حُروفِ العَالَمِ في رأسِك
مَسْرَاكَ طَريقٌ تَسْلُكُهُ
أطْيَافُ اللَّعنَةِ عَبرَ كِتَابِ المَوتَى..
تَشْتَمُّ رَوَائِحَ إقدَامِك .. إحْجَامَكَ عند الإقْدَامِ
و يُدَوِّي في جَنَبَاتِ المَرْسَى
نِباحُ النَّوَّةِ في الشُّطْآن
مرصودٌ أنت يا هذا فلتَقْصِفْ كُلَّ الأقلام.
مرصودٌ أنت لا تسبح فاللعنةُ ما زالت تَمرَح
أُذُنَايَ ارْتَدَّتْ مُبصَرةً للخَطْوِ القَادِمِ من أمسي
يترقبُ منِّي مَقْرُبَتي من مَحرَقةِ عِظَامِي السَّكْرَى.
حينَ أميلُ لمِنْسَأَتِي يزدادُ الوقعُ مع الوَطْءِ
و الصوتُ يشدُّ الكَلبَ لمقبرتي.
حين يصيرُ مِدادي صَديداً
يحتضرُ القلمُ مع السَّطْرِ
و تصيرُ النَّفْسُ هيَ الأُخْرَى
أسْمَالٌ بينَ الأشياءِ..
أسْمَالٌ كُلُّ الأشياء.
د. حسام ابو خضرة
مصر