حسن ماكني
- لم أُولد طفلا
حسن ماكني / تونس
***************
- لم أولد طفلا
ولم أَحْبُ
ولم أُفطم عن صدر أمّي الحنون
فكان أن تجّمعت الأسباب كلّها
لأشبّ عاشقا
لا يخون
وكان عليّ أن أتعلّم المشي وحدي
تعثّرت كثيرا
سقطت
تألّمت
سقطت
وقفت
تعثّرت
وقفت
سقطت
تألّمت
تألّمت
......... لكنّني مشيت
ولم ألعن حجرا
ولم أعاتب بشرا
حتّى وإن كان سببا
في كلّ ما عانيت
- تعلّمت النّطق من عصافير الزّيتون
حين كانت تقيم حفلتها المسائيّة
لوداع يوم مضى
بلا زاد
أو لرثاء الرّاحلين
فجاء صوتي مارقا
حارقا
صاعقا
لا يروم السّكون
- وحدي تعلّمت الكتابة على الطّين
بأشكال ورموز
فوضويّة التّكوين
ما كان لأحد أن يفكّ شفرتها
سوى أنا
و "عاشقة الطّين"
كم أحنّ إلى وفاء الطّين
كم أحنّ إلى صدق الطّين
كبرت
عشقت
كرهت
غفرت
تعلّمت
تعبت
تألّمت
تبت
عشقت
مشيت
تهت
تهت
على أرض لا تنبت سوى الأوهام
بعض الأحلام الطفيليّة
والكثير من الوجع البرّيّ
زهر الأقحوان
والقليل من شجر التّين
- لم أولد طفلا
ولم أحْبُ
ولم أفطم عن صدر أمّي الحنون
فكان أن تجمّعت الأسباب كلّها
لأكون
كما أكون
- أوّلا:
لا أجيد التّضفدع على عتبات المترفين
- ثانيّا:
أجيد الانتظار ..... واقفا
على ضفاف اليقين
- ثالثا:
أمشي
وأمشي وحيدا
على حدود الجنون
- رابعا:
أتألّم
ولا أبكي
لأنّني أجيد إخفاء أحزاني
ببسمتين
- خامسا:
صوتي لا يروم السّكون
مازال مارقا
حارقا
صاعقا
ولا أحقد على عصافير الزّيتون
- سادسا:
لا أجيد الكتابة على الورق
وهذا
بشهادة "عاشقة الطّين"
قالت: كتاباتك دوما ما تكون أحلى
حين تكون طينا
يشكّل طيني
- سابعا:
ولأنّي لم أولد طفلا
ولم أَحْبُ
ولم أفطم عن صدر أمّي الحنون
كبرت أعرج بالحنين
وبأحلام الرّاحلين
فكان أن اكتسح الثّلج شِعْرِي
قبل الشّتاء القادم
بسنيــــــــــــــــن.
