جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
سمية الإسماعيلنقدنقد قصة

دراستي لنص " شمعتي و لكن.." للأديب:محمد يوسف حسن بقلمي:سميّة الاسماعيل

 

دراستي لنص " شمعتي و لكن.."

للأديب:محمد يوسف حسن
بقلمي:سميّة الاسماعيل

النص : "شمعتي و لكن .."

أحببت أن تكون بلونها الأحمر

عل الدموع المنسابة من وهجها

 تسيل ولا تتكسر

وهذا النور الذي أضاء درب سنيني

أحرق راحة كفي

يبدو أنه غدا يتعتق ولا يتبخر

وأتعبنا الأيام بنا وما زلنا

نحلم بتلك اللفتة

أن لا تتعثر

وتلك الفراشة الحائمة

لدغت أجنحتها

وأبت الا أن لا تتغير

للكاتب محمد يوسف حسن



القراءة:

عنوان " شمعتي و لكن.." إسم معرفة ، عُرّف بياء المخاطبة لتلحقه " لكن الاستدراك التي تجعلنا نتوقف لنلتقط الأنفاس قبل أن نبحر في خبايا النص و ما تحمله السطور الحبلى بالمعاني و الصور. لا يتوقّف الشاعر هنا، بل يتبع الاستدراك بنقاط ، تفتح أمامنا مساحات الخيال و التساؤل معًا.

العنوان " الشمعة" يحمل من الدلالات ما لا يمكن أن تسعه بضعة أسطر ، فسيميائية الشمعة متعددة ، فهي تحمل ثيمة " الأمل"، الانتفاض و النهوض بعد الانكسار، ليضيء نورها غياهب الظلام في جنبات القلب، و يحرق بنارها كل  الحزن التي استباحت قلب الشاعر..

استخدم الشاعر الشمعة كتعبير تصويري دقيق لما يعتمل داخله،  بهدوئها و سكينتها و  وداعتها ، بينما قلبها يتّقد بنار ٍملتهبةٍ تحرق جسدها البارد الصلب، فتذيبه و تحيله دموعاً تنسكب من عينها و تنحدر تترى تاركةً خلفها هالة من ضياء، يسعد بها كل من تأمل فيها أو سار على هداها.

يقول الشاعر :

أحببت أن يكون لونها أحمر

علّ الدموع التي تنساب

من وهجها

تسيل و لا تتكسّر

أي معاناة عاشها الكاتب، و أي حُزن اعتراه و دثرّه زمنًا حتى صار و الشمعة سيان، و حزنهما صنوان..

يستدرك الشاعر في العنوان بكلمة " لكن.." لتبدأ ملحمة التعبير ..

أحببت أن يكون لونها أحمر

هنا نتوقف لنستدرك فعلًا ، ماهية اللون الأحمر التي أصرّ عليها الشاعر، فللأحمر أيضًا دلالات ، إنه لون يثير مشاعر قوية مثل العاطفة أو الحب أو الغضب. يجد أخصائيو الألوان أنه لون دافئ وإيجابي لون القوة والشجاعة، يبعث طاقة مشرقة وقوية حيث  يرمز للحياة و يرتبط بالاحتياجات الجسدية و إرادة البقاء، كما أنه يعزز الطموح والعزيمة ويبعث النشاط، ويحفز على اتخاذ الإجراءات، يقوي الإرادة ويمنح الثقة

" أحببت أن يكون لونها أحمر"

هذه إرادة الشاعر، إن دلّت على شيء في تدّل على سماته الشخصية الخاصة؛ الانفتاح، الحماس، التفاؤل، القوة، الثقة، و الاندفاع.

و هذه هي الرسالة التي بثها الشاعر في مقطعه الأول ، فتلك الشمعة ما هي إلّا إرادته التي قد تخبو تارة بما ينتابها من ألم و انكسارات، لكنه ينفخ في نارها من سماته، ليعبئها قوّة حتى و إن سالت دموعها، فهذه الدموع لن تتكسّر، بالرغم من كل ما تحمله من الوجع اللذيذ.

وهذا النور الذي أضاء درب سنيني

أحرق راحة كفي

يبدو أنه غدا يتعتق ولا يتبخر

ما زال الشاعر يعلن حالة "الأمل و التفاؤل" متناسيًا كل ألم تترك أثره نارها في "حرقة كفي" متماهيًا مع نورها الذي "أضاء درب سنيني" حتى و إن خلّف هذا الوجع اللذيذ الذي يعانقه براحة كفّه يزكّيه إيمان مطلق أنه "يتعتّق"  لا  " يتبخّر" ليكون أقوى بالأثر و ينتشر أكثر ..

وأتعبنا الأيام بنا وما زلنا

نحلم بتلك اللفتة

أن لا تتعثر

تلك العلائق البينية، التي تحمل من تآلف الأضداد، ما جعل النص يتراوح بين احجام و إقدام، لكن من بين الأحرف تنبثق روح تقاوم، لا تستسلم.

"و أتعبنا الأيام بنا ..و ما زلنا نحلم"

واو ألصقت بالفعل لتوكيده و ثباته، كنا نعتاد على قول " أتعبتنا الأيام و صروف الدهر" لكن الأستاذ حسن قلب الآية، فجعل من الإصرار الذي اكتنف مفرداته، هو الصفة الغالبة، عندما قال أتعبنا الأيام باصرارنا على أن نبقي الحلم "قدرًا " لتلك الأيام نسعى إليه و نغلبها به.

وتلك الفراشة الحائمة

لدغت أجنحتها

وأبت الا أن لا تتغير

ثم عاد ليؤكّد تلك الرغبة الثائرة في صدرونا، "مثلها بالفراشة" التي ديدنها السعي وراء النار لما لها من وهج مغرٍ لكنها و في كل مرة تحرق، لا تستسلم، فما وراء هذا الاحتراق طريقٌ إلى لذة" التحقيق"لذة الوصول..

أي مشهدٍ مثيرٍ هذا يجمع ما بين الرّقّة " الفراشة" و ما بين "العنفوان" الذي واجهت فيه احتراق أجنحتها .. تقاوم و "تأبى" إلّا أن " تتغيّر" فالسكون و الاستسلام موت، و الفراشة على رقتها تحمل الحياة في أجنحتها و كأنها طائر الفينيق الذي ينتفض ليعلن عن ولادة جديدة من رماد احتراق جسده.

تقنيّات النص

بدا النص مقسّمًا على شكل لوحات، كل لوحة قد رسمت مشهدًا بحيث بدأت بالتمنّي " علّ" لتنتهي بالرغبة الثائرة " تأبى إلّا أن تتغيّر"

اعمتد الشاعر على المحسنات البديعية في نقل الفكرة بصوره الشعرية فكانت الاستعارات و التشابيه وسيلة أضفت على النص قوّة و حيوية

شبه الشمعة بالإنسان الذي يذرف الدمع على سبيل الاستعارة المكنية

شبه الدموع بشيء يمكن أن يتكسّر ( استعارة مكنية)

شبّه النور بالسائل (أو الخمر ) و هو "المشبّه به" الذي"يتعتّق و  لا يتبخّر " فحذف السائل ليبقي شيئًا من صفاته" التبخّر" /استعارة مكنية

"أتعبنا الأيام" صورة شعريّة جديدة، شبّه الأيام بكائن يمكن أن يتعب /استعارة مكنيّة

نلاحظ تركيز الشاعر على الاستعارة المكنيّة جاعلًا الرمزية أسلوبه في التعبير  و هذا سر الجمال، فالاستعارة المكنية تؤكد المعنى و توضّحه، حيث يعد حقيقة من بين الحقائق المؤكّدة ولكن بشكل آخر.

فالاستعارة هنا  كأسلوب بلاغي جمالي يعبر عن قوة المعنى المقصود و يعطي سحر و رونق خاص لسياق الجملة اعتمدها الشاعر لتجسيد معنى الجملة و توضيحه و لتحفّز  القارئ على استخدام خياله والتعمق في الوصف البديع للجمل.

موسيقا النص : بدت موسيقا النص تتراوح ما بين انخفاض يرافق حالة الاستسلام و الحزن تارة في ألفاظ  الدموع تسيل/ احتراق الكف/ أتعبنا الأيام/ لدغت أجنحتها/ لنجدها تأخذ مسارًا آخر بموسيقا صارخة رافقت المفردات التي أنهت كل مقطع : لونها أحمر / لا تتكسر/ لا يتبخّر/ لا تتعثّر/ لا تتغيّر /

و كلّها مسبوقة ب " لا " النافية .

نصٌ جميل بدا سلسًا بسيطًا لكنّه حمل من المعاني ما فاضت به أسطره القليلة.

تحياتي للأديب محمد يوسف حسن🌺

مدارسعاجل.. "التعليم" تعلن انطلاق مسابقة "أكفأ مدرسة ثانوى / فني تأسيس عسكري"

 محمد العطار

 الخميس 22/فبراير/2024 - 05:35 موزارة التربية والتعليموزارة التربية والتعليم

 أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مسابقة أكفأ مدرسة على مستوى المرحلة الثانوية (ثانوى عام - فنى تأسيس عسكري)، وذلك في الفترة من ۱۷ فبراير إلى ٧ مارس ٢٠٢٤، بالتعاون مع قوات الدفاع الشعبي والعسكري.

 


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *