محمد زهران
موضوعات محظور الكلام فيها أمام الآخرين
هناك موضوعات محظور الحديث فيها أمام الآخرين مراعاة لمشاعرهم :
الناس لما بتبقى قاعدة مع بعض في
مناسبات اجتماعية ؛ أو زملاء العمل في وقت
الفراغ ؛ كل واحد وواحدة بيتباهوا بغناهم وعزوتهم من الأهل والأقارب والأبناء
والأحفاد ومناصبهم ، وتصل درجة التباهي
إلى مرحلة ( الفشخرة )وأحياناً (الفشر ) وهو المصطلح الذي تم تغييره الآن وأصبح
يُسمى ( أفورة ) من كلمة ( أوفر ) يعني زيادة عن اللازم .
لكن من الموضوعات المحظور الكلام
فيها أمام الآخرين الحديث عن الخِلفة ؛ يعني الواحد أو الواحدة لا تتحدث عن أن
عندها ثلاثة أو أربعة أبناء ذكور أمام سيدة لا تنجب أو تنجب بنات فقط ؛ والحديث عن
تفوق الأبناء وإنهم من الأوائل ؛ أمام أُم لديها ابن متأخر دراسياً أو من ذوي
الاحتياجات الخاصة ؛ أو الحديث عن الإعاقات الجسدية أمام إنسان معاق من أمثال فلان
الأعرج أو الأعور أو التخين أو النحيف أو القصير أو أبو أتب ؛ أو فلان المشلول أو
أبو دراع أو الأكتع ؛ أو التباهي بأزواج
بناتها أمام سيدة مطلقة أو لديها بنت أو بنات مطلقات ؛ أو الحديث عن العنوسة أمام
بنت تأخرت في الزواج أو سيدة لديها بنت تأخرت في الزواج ؛ أو الحديث عن زوجتك
ومميزاتها وما تفعله معك وأنها بنت أصول وكريمة وعاقلة وجميلة وراقية ومتربية أمام
صديق أو زميل معلوم أنه يعاني من أسلوب زوجته وأنها منكدة عليه حياته ؛ والعكس لا
تتحدثي عن أفضال وأخلاق وكرم وسخاء وطيبة زوجك أمام صديقة أو واحدة من العيلة
تشتكي من عنف زوجها ؛ وسوء تعامله معها أو أمام أرملة ، ولا ينفق الأب بسخاء ويعطي
الهدايا والقبلات والأحضان لأطفاله الصغار أمام أطفال أيتام .
ونفس الأمر في أمور الدين لا يتم مناقشة قضايا العقيدة التي فيها اختلاف
شديد بين المسلمين والمسيحيين ؛ سواء المسلمين أمام المسيحيين أو المسيحيين أمام
المسلمين .
هناك عشرات الموضوعات محظور الحديث فيها أمام الآخرين مراعاة لمشاعرهم ؛
فيكفي ما هم فيه ولا تزيدوا من آلامهم .
- وهناك موضوعات محظور الكلام فيها أمام الآخرين ؛ على الرغم من أنها
لاتؤذي الآخرين بل ستؤذيك أنت ؛ من أمثال الحديث عن النظام الحاكم ؛ ومَن السبب في
سوء الحالة الاقتصادية ، وثروات الدولة ؛ والغلاء الفاحش ؛ والفساد المتغلغل في
مؤسسات الدولة ؛ والعدل والعدالة ؛ واحتكار الكبار لطعام الشعب ؛ أمثال هذه
الموضوعات لن تؤذي الآخرين ؛ ولكن ستؤذيك أنت ؛ فهذه من المحظورات التي أنت حُر في
الحديث فيها ؛ فلو ربنا كرمك ومخبر قاعد معاكم في جلسة الأنس ؛ فحتى لو لم تخطيء
في حق المسئولين ، المخبر سينقلها كما يراها هو أو كما يريد ؛ فهو حاقد وناقم على الجميع ويريد الوصول على
قفا الآخرين ، أنا هنا لا أتحدث عن المخبر المُعين بوظيفة مخبر ، ولكن أتحدث عن
المتطوع بالابلاغ عن زملائه وأقاربه بل منهم من يبلغ ويكتب تقارير في أي حد مختلف
معه في سبيل مصلحته وهو ما يسمى بـ ( الأمنجي ) ؛ فلو تحدثت أمامه حتى عن الفن
والفنانين ؛ هتشرف سيادتك في أحد مراكز
التأهيل التي أصبحت بديلا من حيث الاسم لكلمة سجن ؛ يعني اتكلم في مثل هذه الأمور
بكل حرية وأريحية ؛ ولكن تعمل حسابك شنطة
لبسك تبقى جاهزة على الكوميدينو ؟ !!! .
- دكتور محمد زهران ... الساعة الثانية والنصف من صباح الخميس : 15 / 2 /
2024