حسن ماكني
- تبّا وكلّ الخزي لوضعنا البائس
تبّا وكلّ الخزي لوضعنا البائس
كصهيل الخيل
ولا فارس
تبّا للخطب
تبّا لمن خان النّسب
حكّامنا يا صاحبي
يتألّمون لموت " البسوس"
ولا يفزعون لنداء الأقصى
ولا لدمع الثّكالى
أو لطفل مات
في ليلنا القارس
يا صاحبي
أين دماء الرّجولة ؟
أين فرسان القبيلة ؟
أين شارات البطولة ؟
أين أشعار الفحولة ؟
ههنا مشروع غضب
وهناك
شرارة لا تشعل فتيلة
يا صاحبي
مازالت القدس سجينة
مازال الذّئاب يكتسحون المدينة
مازالت خيباتنا تتوالى
هزيمة ترادفها هزيمة
يا صاحبي
ها نحن نهيم فوق جمر العثرات
ذهابا ............ وذهابا
وفق معايير التّضفدع الأسود
ولا بسمة الفجر تزيح عنّا ثقل
الضّجر
ولا رغبة لهذا الظّلام
بوداع القمر
يا صاحبي هذا زمن آخر
زمن
ما عاد يكتب بالشّعارات
في الكتب المحنّطة
زمن
ما عادت تغريه الخطب المنمّقة
زمن
ما عاد يُصنع بالقصائد المعلّقة
هذا زمن آخر
زمن آخر
زمن الفعل
زمن العمل
زمن لا يعترف بالمعادلات المستحيلة
زمن لا ينبت الأمجاد إلاّ
من سواعد عشقت
عزف السّندان والمطرقة
يا صاحبي: دعني
فنَيَ العمر
وما اتّعظوا
وما أفادتهم دروس
تبّا وكلّ الخزي لوضعنا البائس
تبّا وكلّ الخزي لوضعنا البائس
تبّا وكلّ الخزي لوضعنا البائس.
- حسن ماكني / تونس