طريق الشعب
العدد 123 الثلاثاء 9 شباط 2016
قصيدة أولى للمجنون
حميد حسن جعفر
لا مجنون كالذي أحدثه عن حدائق ارممها بالنشيج،
فيحدثني عن البلاد التي لا بلاد سواها،
أقول له: متى تتسع الفوضى لكلامي؟
يقول: سأكرر خطوتي لتلحق بي!
ياالله يا واحد يا أحد،
كم كان العقلاء وديعين بين يديك،
وكم كنت -- أنا العبد الصالح -- ذليلا، ومغمورا،
بغبار كالموج؟
فارفع عن كتفي البلاد،
ولا تدعني اسكر بخمرة مغشوشة، فأنا موعود بالجنة
وانت حبيبي،
أقول: اتلك البلاد بلاد؟ أم ماذا ؟
يقول: انه الدم ذاته -- ذاك الحلم وتلك الأنثى -
اقول: يالله ، يا رافع.... يا خافض،
دعني أمر من أمامك، وبين يدي خمور شتى،
دعني اسكر بواحدة لا باثنين،
دعني أراك فأنا الأعمى
وانت البصير،
دعني أضع يدي بيدك --تلك التي مع الجماعة،
أو تلك التي فوق ايديهم --
دعني أدخل كوخ الأنثى، لاغطس حتى أذني برائحة الجنة،
فيقول الواقف بمحاذاتي: من هذا المجنون الواقف جنبي ،
ويحدث نفسه عن اللغة والفوضى
وعن الله،
أقول: هذا انا
فيقول: لا سكرة بعد اليوم،
فالخمرة ماء فاسد،
والبلاد سرير لا شاهد سواه على الفاحشة...