حامد حبيب
العقّاد والبارودي
*******[][] صفحاتٌ لاتُنسَى [][](١)
----------------؟؟
(.) العقّاد والبارودي
(.)
أحنُّ دائماً لهؤلاء ، وكلما قرأتُ لهم أوْعَنهم أشعرُ
برغبةٍ في المزيد...لاأدري
سرَّ تلك الشهيّة التي
تقتادني إليهم من آنٍ لآخر ، حتي صارت بيني
وبين الكتب التي اقتنيها لهم صداقة لانظير لها.
كم تخيّلتُ نفسي في مجالسهم..في صراعاتهم
..في عالمهم..في زمانِهم . هل هم
جيلٌ أفتقدُ
وجودَه في عالمي الآني ، ام جيلٌ
لم يترك
لنا
من جيناتِه ما يخفِّفُ عنّا لوَعَ السنين التي بيننا
وبينهم....أسئلةٌ كثيرةٌ تنتابني
عند الجلوس
إليهم ،لأقرأهم مرّاتٍ ومرّات..فعلاً أشعرُ بالفَقد .
.................................
وكان من اوّل تلك الذكريات التي جمعتني بهم
تلك الشهادة التي أدلَى بها (العقّادُ) في حقّ اميرِ
السَّيفِ والقلَم (البارودي) ، حين
يقول :
" مكان ُ البارودي في الطليعةِ
من مرحلةِ الابتكار التي يأتي بها الشعورُ بالحُرّيّة
والقوميّة،ولكنّه يُقلّدُ
احياناً كما كان
يُقلّدُ النظّامون في
عهد الحملةِ
الفرنسية ، ويبتكرُ احياناً كما يبتكرُ
الشاعرُ الطّليقُ
بين المُعاصرين. ولهُ على هذا ميزةٌ واضحةٌ لانظيرَ
لها في تاريخ الادب المصري الحديث ،تلك أنّهُ وثبَ
بالعبارةِ الشعريّة وثبةً
واحدةً من طريق
الضَّعفِ
والرَّكاكةِ إلى طريقِ
الصحَّةِ والمتانة، وأوشكَ إن
يرتفعَ هذا الارتفاع بلا تدرُّج ولاتمهيد ، وكأنّه القمّةُ
الشاهقةُ تنبُتُ في
متونِ الطَّودِ عمَّا
قبلها...فإذا أرسلتَ بصرَكَ
خَمسمائةَ سنةً وراء عصرِ البارودي
لم تكَد تمظُر إلى قِمَّةٍ
واحدةٍ تُساميه أو تُدانيه،
وهذه وثبةٌ قديرةٌ في تاريخِ
الأدبِ المِصري ترفعُ
الرجُلَ بِحَقًّ إلي
مقامِ الطليعةِ أو مقامِ الإمام..إنَّ
وثبةَ هذا الإمامَ القدير(البارودي) تُوشِكُ إن تُنسينا
ماتقدَّمها من التدرُّجِ والتمهيدِ
لظهورِها كالمُفاجأةِ
المُتوحِّدةِ في أُفُقِ ذلك الجيل".
..................
كانت تلك شهادةُ العقّادِ في حقِّ البارودي رائد مدرسةِ"الإحياء" ،ومع ذلك شنَّ
هجوماً ضارباً على
اصحابِ مدرسةِ المحافظين من تلامذةِ البارودي..
لماذا........... .؟
هذا ماسنعرفه في الورقةِ التالية من :
"صفحاتٍ
لاتُنسَى"
_______________
حامد حبيب _ مصر