زكريا شيخ أحمد
قصيدة من كلمات متقاطعة
في المنتصف عازف بلا يدين ؛
يعزف البيانو .
في الجانب الايمن إمرأة عمياء ؛
تبخ الضوء كعطر .
في الجانب الأيسر شاب ؛
يتدرب على شرب الهواء .
على سيرة الهواء ؛
قرأت مرة أن بإمكان فراشة واحدة
أن تؤثر على الطقس ؛
من خلال سرعة تحريك جناحيها .
لا اتكلم هنا عن أجنحة الطائرات الحربية
فالكاتب في مقالته لم يذكرها
بل ذكر الفراشة فقط .
لنعد للغرفة
في الزاوية اليمنى رجل يشبه المستقيم ؛
يدور حول نفسه ؛
يلملم رائحة النوم المنكسرة .
في الزاوية اليسرى مدفأة قديمة تسند عكازا اسود ؛
فوق المدفأة بعض الخردوات :
مرآة مكسورة ، مجعد شعر ،
فنجان قهوة بلا يد .
ليس في هذه الغرفة لوحات
ليس فيها بيانو
لا ضوء في هذه الغرفة
و لا هواء
هذه الغرفة ليس لها غير زاويتين
بالتدقيق في الجدران
تظهر آثار ضحكات قديمة مهترئة من شدة الارتطام .
لا توجد أية آثار تدل أن فراشة كانت تعيش في هذه الغرفة .