جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحو

المدينة الثقافية الجزائرية

 

العقيد بن دحو

المدينة الثقافية الجزائرية



هل عرفت و شهدت الحضارة الاغريقية نوعا من هذه المدن؟

الملموس لدينا ان الاغارقة عموما هم اول الاجناس على وجه البسيطة من انتبهوا مبكرا الى الدور الطلائعي للمدن.

فبقدر ما تطورت المدن بتطور الانسان و العمران ، بقدر ما تنوعت  خصائصها و صفاتها ، انواعها و كذا مختلف تشكلاتها التحتية و الفوقية.

امتازت المدينة بما امتاز به الالهة و اشباه الالهة و الابطال.

حتى لقبت المدينة "بوليس" Polis بمعنى : احسن معلم. المدينة مدرسة ، مدرسة حلم. كلمة ، شعر ، فكر ، وفعل . قبل ان تسمى مع التطور الثقافي الحضاري للامم و الشعوب بالمدينة السياسية ، المدينة الاجتماعية ، المدينة الاقتصادية ، المدينة الثقافية. حتى قبل تصبح المدينة تمتاز بالصفة المعنوية.

ولعل في زمن الحروب اكثر منها في زمن السلم ، تدرك وتفهم القيمة المعنوية المادية للمدن.

فبقدر ما كانت "اثينا" العاصمة السياسية للاغريق ، و بقدر ماكانت  "كولونا" المدينة الاقتصادية ، و "مليوس" المدينة الثقافية..... بقدر ما كانوا الاغارقة يشعرون بالانتماء الى هذه المدن.

و عندما سقطت مليوس مدينتهم الحضارية على ايدي الفرس (البرابرة) Picisstrasse , ابكتهم البكاء المر ، و لم يسترجع الشعب عافيته الا بعد ان انتصرت مجددا و اعادت حريتها و استقلالها.

الجزائر تشهد هذه التنمية على جمبع الاصعدة و المحاور ، يجب ان تترجم مخرجات هذه التنميات الشاملة على قطاع الثقافة ، و لا سيما مدينة باسم الثقافة ، على غرار المدينة الرياضية الاولميية سيدي عبد الله.

مدينة تبين دور الادباء و الفنانين و المثقفين و المفكرين انهم فعلا مهندسي الروح كما قال (ستالين).

مدينة ثقافية تعيد الاتزان ما بين الانسان و المحيط.

مدينة انقاذ ، خلاص لاي ركود او بلوكاج مرضي تشهده الثقافة.

اعادة الاعتبار للمدينة ، و التغني باصول و امجاد المدن . تنطلق ابتداءا من الثقافة ، فكان الاولى ان تطمئن الثقافة بانها في حضرة مدينة يحتضنها الشعب و السلوك العام للمجتمع، المدينة الاحسن معلم. او على الاقل تتخذ كرمز او امثولة او انموذج لكل مثقف ، بل لكل انسان جزائري ، تشعره بالانتماء لدولته.

لقد علمنا التاريخ البشري ، سواء قبل التدوين او بعد التدوين ان اول ما يسقط ابان الغزو الاستعماري الاستدماري المدن ، ايذانا بسقوط تلك الدولة او تلك !.

بل ايذانا بسقوط الانسان.

يعم البلاء ، ينتشر الذباب او الندم ، العفن ، الزراية ، و يضرب على الساكنة المسكنة و الذلة.

ازدهار المدينة ، و شعورها بحيويتها و اهميتها الوجودية ، هو شعورها بكينونتها ككائن حي ، يسقط عليها ما يسقط على البشر ، من جد و كد و حيوية و نشاط.

لن تجد هذه الصفات و الخصائص الا في مدينة ثقافية ، تحمل المميزات الثقافية الحضارية المحلية الوطنية العالمية لمكون كينونة الامة الدولة الجزائرية.

صحيح للجغرافيا و التاربخ و القرب من الساحل تاثيره على المدينة ، و لا سيما المدينة المتوسطية التي تستشرف اشعاعها الحضاري من سحر الشرق و سحر الغرب العتيق ، مما قبل التاريخ ؛ الشبيه للتاربخ : الحرافة ، الاسطورة ، العادات و التقاليد ، و الموروث الانساني المشترك ، الدين و اللغة و المعتقدات الاخرى الدينية و الدنيوية ، عبق الاندلس ، والعروبة و كذا انتشار الاسلام ، وسائر المقومات الوطنية الاخرى.

تلك المقومات التي تحمل الوعي القومي الوطني و ككا الانبعاث الحديث العالمي العولمي الرقمي منه.

ان يكون مبعثا لحوار حضاري حوار ثقافي ، حوار اديان من جديد تكون مدخلاته و نتفاعلاته و مخرجاته و تغذياته الراجعة المدينة الثقافية.

اين يذوب الاستغلال الفني و الثقافي الادبي الفكري في الاستغلال الانساني الاقتصادي.

اذا كان العقل السليم في الجسم السليم ، و اذا كانت الرياضة اكثر حظا ، استطاعت ان تشيد صرح مدينتها ، فكانت الاولى على الثقافة ان تدافع و تناضل ان تكون لها مدينة تشع على الغرب شمالا ، و على افريقيا (افريقية) جنوبا.

ولهذا تكتمل الحلقة الحضارية و الدور الطلائعي لشمال افريقيا تقوده الجزائر قوة اقليمية اقتصادية عسكرية سياسية ، وبروح ثقافية حضارية.

مدينة ليست للفئات الانتلجنسيا الاقلة ، و انما جميع الجزائريين.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *