نبيل عودة
الرصافي وبعضنا
الرصافي اختار الموت معوزًا جائعا على الموت في بحبوبة السلطان
كان معروف الرصافي يستدين من بقالة
في الأعظمية لشخص اسمه جمعة العطار، لكنه يعجز عن سداد دينه، حتى قرر جمعة العطار
وقف تزويد الشاعر بما يسد رمقه ، حتى يسد ما تراكم عليه من ديون. لكن من اين
للرصافي ان يسد ديونه المتراكمة... وهو يرفض الخضوع لسلطان زمانه، الملك فيصل ويمدحه بغير وجه حق...؟! فما كان من الرصافي
إلا أن كتب بيتين من الشعر يُنفس فيهما عن مشاعره على الظلم والتعسف الذي لحقه من
جمعة العطار، الذي ربما راى فيه سياف السلطان، الذي يقطع الرؤوس بالجوع وهي
تكنلوجيا حديثة ابتكرها العرب، لم يحصل مبتكرها على نوبل ولو كان مبتكرها يهوديا لجاء نوبل من قبره
ليقدم الجائزة المرجوة.
قال الرصافي:
عجبت لأهل الأعظمية كيف لا يرضون جيرة جمعة العطار
جاورته زمنًا وكان جواره في منتهى الانصاف، شر جوار
ولكن جمعة العطار لم يتراجع عن موقفه... ومات الشاعر فقيرًا معوزًا جائعًا،
لكنه لم يخن كرامته الوطنية ومصداقيته... وخلد في شعره جمعة العطار ، قاطع الرقاب
بالجوع ..
اليوم أصبح الكثير من الشعراء بغنى عن جمعة العطار وتحكمه ، لكنهم أكثر
بعدًا عن الرصافي واعتزازه بنفسه وأدبه ...