سعدي يوسف شاعر لا يمكن تجاوزه من غير ان يمثل حجر الزاوية في بنية التجربة الشعرية الشخصية
حميد حسن جعفر
سعدي يوسف
شاعر لا يمكن تجاوزه من
غير ان يمثل
حجر الزاوية في بنية
التجربة الشعرية الشخصية،
القاريء الاعتيادي لكتابات سعدي يوسف، قد لا يجد ما
يشير إلى وجود تأثيرات منجزه الشعري والترجمة في الكثير من كتابات الاجيال التي
تلته،الكثير من الشعراء يهابون تأثيراته عليهم لذلك يعملون على ان يكونوا بمنأي عن عملية التأثر والتأثير ،
سعدي يوسف
وعب عمره الشعري كان يعمل على صناعة الاختلاف ،شاعر و ناثر ومترجم ،أعمال كتابية
لا يمك ان تطفو تأثيراتها على سطوح الكتابات الشعرية لمتابعيه والمعجبين من
الشعراء وسواهم بما يكتب وبما يترجم ،وبما ينثر ،تراجم تعتمد الذهاب إلى المختلف
والمتميز من شعراء اللغات الأخرى شرقاًو
غرباً،شاعر يمتلك لغة اخرى،ويائس و يسكن جغرافيات غير المتعارف عليه ،لابد
لهكذا أفعال ابداعية ان تلقي بظلالها على
كتابات الآخرين بعيدا عن التقليد او الاستنساخ،فالكثير من التجارب الشعرية تتقي
هكذا تاثيرات عبر امتلاكها لمشاريعها الشعرية الخاصة ،اتقاء كهذا لا يعني تخلص هذا
الشاعر او ذاك الاديب ،من فعل ابداعي يقدمه سعدي يوسف ،فلا يمكن للمتابع ان يلغي
قانون التأثير والتأثر او قانون التناص وان الذاكرة تحتفظ بالكثير مما يكن ان يدعي انجازه شخص آخر ،وما مقولة ان -الاسد ما هو الّا مجموعة خراف مهضومة-هكذا
تتشكل كتابات الكثيرين ،من غير ان تشير للمقروءات ،او للمسموعات الت كثيرا ما تمثل
جانباًمهماًمن الخزين المعرفي والثقافي للشاعر او لمجموعة الشعراء ،
الّا ان
الوصول إلى هكذا استنتاجات بحاجة إلى وعي ومعرفة وقدرة على الاكتشاف،هذه الحاجات
لا يمتلكها الجميع —قراءً و متابعين و نقاداً ومهتمين،ومختصين بكتابات سعدي يوسف
بأمكانهم الوصول إلى تأثيرات الشاعر على مجاميع من الشعراء الذين لم يتمكنوا بعد
من صناعة مشاريعهم الشعرية الخاصة،فالشعراء الكبار لا يمكن ان يتم تجاوزهم عبر قدراتهم على الدخول
متماهين عبر معارف ومنجزات في كتابات الاخرين من غير الإعلان عن انفسهم ،فالفعل
الإبداعي لا يمكنه الخلاص من متردم الكتابة والقول ،بعد ان تحول الفعل الإبداعي من
شخصي إلى عمومي وبات يمثل تراثاً و تاريخاً غير مختص بامة من الامم او شعب من
الشعوب ،
سعدي يوسف
شاعر تمكن من الدخول إلى فضاء المنجز الإبداعي العالمي عبر ما تمكن من انجازه متفرداًمن فعل شعري يتخذ
من الإنسان هدفا و وسيلة ،ومن قضاياه المصيرية بنية كتابية ابداعية تعتمد الإنصاف
للأنسان المقاوم و الإنسان الكادح
،والإنسان المناضل وليس بعيداًعن الوعي والمعرفة والفكر الذي يتخذ من
المستقبل اكثر من نقطة حياتية يجب الوصول اليها،
سعدي يوسف
شاعر لا يمكن تجاوزه او اهماله ،