العلاقة بين المدير و المقتصد او المسير المالي
العقيد بن دحو
كلما ذكر مدير او مقتصد ، مسير مالي بالوسط التربوي البيداغوجي المالي
المادي ، التعلمي التعليمي ، الا وذكرت تلك المادتين بكيفية او باخرى ، الرقابة
الالية : 21/23 و 21 / 24.
في الواقع هي خصومة تربوية مختلقة اختلاقية ، عقدة كاداء الزمها المشرع
بهما ، ليظلا الطرفين ، يناما بعين واحدة ، بينما العين الاخرى تظل الحارس الشفيع الوريث !.
قد يبدو المسكوت عنه و ما خفي اعظم
، لكن لا احد في قطاع التربية من افراد الجماعة التربوية /778 يستطيع ان يفتح
الموضوع او هذه (الفوبيا) للنقاش و التحليل علنا.
دعنا نقرها صراحة انها خصومة ، حتى ان بدى المدير مبتسما في وجه مسيره
المالي او مقتصده و العكس صحيح !
حتى انه قيل اذا وجدت مديرا و مقتصدا سمنا على عسل فاعلم ان الضحية المؤسسة
تربويا و اداريا و اشياء اخرى.... !.
قد يكذب هذا و يصدق ذاك لاسباب دبلوماسية ، و قد يعطوا للمسير المالي اسماءا
و القابا اخرى قريبة الى التلاؤم ، و شبيهة بالتطابق او الوفاق كلقب مستشار المالي
و المادي للمدير او هو رئيس العمال ، و مادام هو كذلك او كما يزعم المربون و
المشرعون و رجال الادارة و التسيير المالي المادي بالمؤسسات التربوية . و اذا كان
غير كذلك فليجمعوا المدير و المقتصد على طاولة واحدة او في قاعة واحدة لاي تربص ما
او تعليمي او اجتماع ما!؟
اذن هناك فرق ما ، ما فرقته المادتين و المراقبة الالية للمدير.
سواء شئنا ام ابينا ، توجد حساسية ما ان لم ترق الى خصومة مستحبة بين
المدير و المقتصد ، ومهما اجتهد الطرفان ان يقللا من هذه الحساسيات تجدها سرعان ما
تطفو على السطح ، و مع ضغط الحياة و صعوبة العمل ، و التغيير المفاجئ بالمناهج و
البرامج و كذا التغيير في القوانين ، يجعل هذا المسكوت عنه معلنا ، مما يصعب حله
داخليا ، و تستدعى هيئات وجهات اخرى لحله ، تنتهي بكل اسف بتغيير المدير او
المقتصد ، كيما تنجو النؤسسة التربوية من البلوكاج التربوي.
بل الاخطر ، ان يلج المدير او المقتصد المؤسسة بخلفية مريضة ، كيف يسيطر
احد الاطراف على الطرف الاخر ، كيما يسود ، و يظهر لجماعتة الاخرى انه (السيد)
الوحيد الاوحد ، الربان النموذج الامثل ، من يقود السفينة الى بر الامان.
السراج المصباح من ينير قتامة المكان.
بل بلغت الجراة بالبعض بان النتائج المدرسية ان كانت جيدة تعود للمسير
المالي و ان كانت سيئة تعود للمدير او العكس !
وفي هذه (الحالة) تتدخل اطراف اخرى مستترة او معلنة تعين هذا عن ذاك.
غير ان العقلانية و الحكم الراشد و الصالح للمدير الناجح المتبصر ، هو من
يعمل بروية و بهدوء و باستشراف ، و عن علم ودراية و ثقافة و فكر ، كيما يدهش و
يذهل الجميع بفنه ومواهبه و ابداعه و اكثر من هذا كله باخلاقه ، و قدراته البدنية
البديعة ؛ و مدى استعداداته النفسية الذهنية
و علاقاته الاجتماعية مع سائر الجماعات التربوية ، و من حين الى اخر يرمز و يشير
هذا العمل او ذاك المنجز الى المسير المالي ، دون ان يؤدي هذا الى فقد توازنه او
ضعف في شخصيته.
صعب ان تجمع المدير و المقتصد على قلب رجل واحد ، و الخلفيات المريضة تعلو
راس كل واحد منهما .
صحيح المادتبن تبين مهام كل واحد منهما ، لكن ليس بالمادتبن و لا باي
قوانين اخرى تسير المؤسسة التربوية بنجاح ، تسير بروح القانون ، بالعلاقات
الانسانية ، بالاستعانة بالاخرين العصف الذهني ، دون كولسة ، او كمائن او وشاية ،
او حيل يلجا اليها احدهما ، انما الحيلة في ابطال الحيل ، و العمل ميدانيا على
المؤسسة و التواجد الدائم و السهر و الغيرة عليها و على الانسان المتواجد فيها
العامل تحت سلطة المدير و ليست تسلط المدير.
العمل متعة والحديد بالحديد يفلح ، و الضد بالضد يفهم ، لا ينبغي ان نقصر
في مهام و مجهودات المسير المالي ، كما لا ينبغي ان يترجم تواضع المدير ضعفا منه.
صحيح الحساسية دائما موجودة لكن التوازن و اعادة التوازن بين سائر المصالح
و الانسانية و انسنة الانسان ، و تطبيق القوانين بقفاز من حرير ، كفيل ان يذيب هذه
الخلفيات و تجعل من المسير المالي المقتصد رفيقا صالحا ، ان لم يكن قي مقدور
الظروف ان تجعل منه صديقا و العكس صحيح ، بالرفق و بالتي هي احسن تتم تتمة مخرجات
العمل ، و بالرزانة ينباع الصوف كما يقول المثل الشعبي.