جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحو

الناقد الادبي ، السياسي ، و الناقد الاجتماعي

 

الناقد الادبي ، السياسي ، و الناقد الاجتماعي

العقيد بن دحو

من هو ذاك الشخص الذي لايحبه المؤلفون و يخشاه الناشرون !؟

هذا في الادب و الفكر و الفن و الثقافة. و لان لا يمكن فصل الادب عن الظاهرة الاجتماعية ، يصير ما يسقط عن الناقد الادبي. يسقط عن الناقد السياسي ، يسقط عن الناقد الاجتماعي و هلم جرا....!

من ذاك الذي لا يحبه احدا عندئذ !؟

هذه الاسئلة و تلك شبيهة باسئلة (الهولة) / او (ابوالهول)/او (السفانكس)/ او (المونيتور) ، تلك التي وردت بالاسطورة العقد الاغربقية ؛ عند ماساة اوديب ملكا. اسئلة شبيهة بتلك التي كانت تطرحها الخرافة :

ما الكائن الذي يمشي في اول النهار على اربع

وفي وسط النهار على اثنين

و عند اخر النهار

على ثلاث ؟

وقتئذ توصل اوديب من فك (اللغز) ! بغض النظر  عن التبعات الاخلاقية الاجتماعية السياسية الاخرى المترتبة عن هذا النصر او النجاح.

في حين ظل الناقد عندنا معلقا من احباله الصوتية ، غريبا يبحث عن (ارض مجهولة) يلتقي فيها عن كافة الشركائه المبدعين و جماعته الثقافية و قرباه الفنية و الفكرية.

و لانه كان يعرف مسبقا بان ظله ثقيل ، يدري هذا الكره التاريخي الحاقد الدفين ، و بانه مهما علا صوته. فانه يغرد خارج السرب ، لا احد يستمع اليه 

 لا احد يستمع اناته و اوجاعه و كانه  الهولة ذاتها او ابو الهول ذاته او السفانكس ذاته! المتسبب في ازمتنا الثقافية التي نعيشها اليوم و قبل هذا اليوم.

بل بلغ الجور و الظلم ببعض التنويريين العالميين ان يصفوه بتلك الجرادة او الحشرة التي تلدغ حصان الذي يجر اداة الحرث كيما تحيده عن مسار الحقل او المزرعة.

لهذه الاسباب او تلك انعزل الناقد بعيدا ، يراقب الاحداث غرببا عنها. و كانها لا تلزمه لا من قريب و لا من بعيد. في حين البقية المتبقية فضلت او اختارت مكرهة لا بطل ، التكيف و التخندق و التموه مع الاقوى ماليا و سياسيا ،   يخوض مع الخائضين، مستفيدا من ميكيافلية او ماكلوهانية السياسة ؛ بل بافلوفية ، المنعكس الشرطي الاجتماعي !

فتراه يخط الحرف في غير سطره لفظا و لحظا و اشارة ، ينزلق الى الرياء و النفاق و الخيلاء الاجتماعي ، تاجرا ، يصفق مع هذا. و يمدح مع ذاك. شبيها بانسان يونسكو ،  حين  نصب خيمته بالظلام. و سكن اليها لان بالداخل اقل قتامة !.

مسكين الناقد اليوم ، من كانت تهابه و تخشاه الاسود - ما الاسد الا مجموعة من الاغنام المهضومة ، و ما الكاتب الا مجموعة من الكتب المقروءة - لم يعد يخيف احدا ،  فقد سلطته الادبية.

اما الحديث عن الناقد الحقيقي الذي صار خلفية (ثانيا) (الفا) او (بيتا) alfa. Bita . الناقد المنتمي الى الدائرة المثقفة ، هو الكلام عن شخص ذي اهمية قصوى في العلاقة ، هو الناقد الادبي الطبيعي. صحيح ذو كاريزما ثقافية معينة ، لا يحبه المؤلفون و يخشاه الناشرون. و لكنه لا يستاهل كل هذه المبالغة في الاكبار و لا تلك المبالغة في التحقير. بينما الدور الحقيقي للنقد ان يكون الامثولة و النموذج للقراء ، و الناقد من المحيط الاجتماعي نفسه مع القارئ ، في الدائرة المثقفة ، وله. امثلة ، المعطيات نفسها. من هنا ان لديه تنويعا الاراء السياسية و الدينية و الجمالية ، و تنويعا في المزاج ، مما تجده لدى القارئ ، انما تجده متواصل في الثقافة و في نمط الحياة دون التوقف عند الاراء المكتوبة .

يكفي الناقد ان يكتب عن هذا الكتاب لا ذاك ، حتى يكون اختياره  ذا معتى .

فالكتاب الذي لا يحكى عنه ، سواء كان جيدا او سيئا لكان في المجموعة. الا ان تبرير مختلف الاحكام التقليدية.

المتفق عليه النقد غايته تهذيب الذائقة الفنية ، و اتساع مقروئيته.

بالنسبة للناشر يمثل النقد و النفد المسبق قيمة موضوعية لراي ادبي ، هو الناطق الرسمي باسمه. من هنا اوجب لكل ناشر ان تكون له مجموعته المصغرة الضيقة من القراء ، يمثل النموذج او العينة لجمهور قرائه النظري الذي تبنى عليه اختياره.

مما تقدم نقول الناقد بصفة عامة مبدعا ، مؤلف ثان للنص الاصلي او مؤلف ثالث ، ان كان نقدا للنقد.

بينما يعتبر محور و مركز ثقل النواة الاولى لتكوين الدائرة الثقافية ، و الموصل الجيد الاثر عن طريق وسائل الاعلام الخفيفة و الثقيلة الاثر(....) الى الدائرة الشعبية.

وعندما تضرب هذه الفئة الاقلية ، تبعد او تهمش - بكيفية او باخرى - تمنع الكتاب او الخطاب السياسي او الراي الجمعي الى الدائرة الشعبية.

يسقط على الجمهور ما يشبه سقط متاع.

كما ان تراجع وسائل الاعلام عن دورها في دعم و رعاية الادب و الثقافة و الفن و الفكر ، و عن رد الجميل ، كون الادب انقذ الصحافة في القرن الثامن عشر من الركود التجاري و الاعلامي الخبري ، عجلت بتراجع دور الناقد و النقد بصفة عامة.

وفرضا اذا ما اعتبرنا الناقد الشخص الذي لا يحبه المؤلفون و يخشاه الناشرون ، الا انه الشرير الطيب الخير ، العلقم  البلسم الذي لا مفر منه في عمليه بناء النجاح الادبي السياسي الاجتماعي الاقتصادي.

اذ لا نتخيل في دولة يحكمها النظام الديمقراطي ، تتبنى نظام التعدد الحزبي ذون احزاب معارضة ، فاحيانا كثيرة احزاب الموالاة  كالحزب الواحد ، اصوات متعذذة لحديث واحد ، تعيقة التقدم الخضاري الديمقراطي ، بل معرقلا له.

مثله كمثل اولئك (...) الذين قدموا جماعة لينشرون الكلمات الرنانة المنانة ، و التصفيقات الحارة الباهتة لا دماء فيها ، الشاهد الوحيد لقتل هذا الاديب او ذاك ، او الشاهد الموزع ؛ يوزع الزهور على قبر الادب.

 يقول المثل الشعبي الجزائري : "خذ الراي اللي يبكيك ما تخذش الراي اللي يضحكك".

فاين اختفى الناقد ، و اين التقد!؟

جيل باكمله بلاجمهور و بلا ناقد كارثة ثقافية ، تتطلب لجنة طوارئ ادبية انقاذ او خلاص وطني .


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *