المسرح و الصحراء
العقيد بن دحو
سالني صديقي و اخي الفنان عبد الجبار مومني : هل هناك اساليب جديدة
لتنميةالمسرح بشكل مستمر ؟
ونزولا عند رغبة الاصدقاء و الاجابة عن اسئلتهم ، كان لا بد علي ان الغي
مواضيع اخرى كانت مبرجة كتابتها اليوم مع نفس التوقيت و المدة...ثعبكم راحة.
اولا / و المتتبع لما يقوم به البعض من حين الى اخر ، من فعاليات ادبية
فنية ثقافية - ان صح التعبير- باسم (الصحراء) صراحة شيئ خطير ، ففي مجرى التاريخ
الجزائري الثقافي و الادبي و الفني ، لم نر هذه الردة ، و هذه التقسيمات على اساس
الجغرافية او الطبيعة في عصر الجميع يدعو
الى لم الشمل الثقافي و الادبي و الفني اولى حتى من السياسي الاجتماعي الاقتصادي.
صحيح لا يمكن نكران او تجاهل تاثير الجغرافيا في السياسة ، حين تلجا مجموعة
من الساكنة في حيز جغرافي ما ، ان تؤثر على عملية سياسية ما. كالانتخابات ، اين
يكون حجم او كتلة المصوتين و الممتنعين و الحياديين اهمية بمكان.
خطير جدا هذا الذي صرنا نعيشه على جميع المحاور و الاصعدة ،ادب صحراء ، و
فن الصحراء ، و ثقافة الصحراء ، و كاننا نخاطب اشخاصا معينين التقوا على ارض
مجهولة !
و انا الدارس الباحث عن مختلف الروائع الانسانية الاغريقية و الرومانية على
وجه الخصوص ، لم نعثر او نجد تقسيمات بلا اي وازع او مرجعية حضارية مثل هذه التي
يجرونها من حين الى اخر !
في سير الزمن الادبي و مختلف القيم الانسانية قامت جل هذه الاثار على اساس
المذاهب و المدارس الفنية و الادبية و مختلف التصورات الذهنية ، و ليست هكذا...على
حسب و حساب الجغرافيا و الطبيعة ؛ لغرض في نفس يعقوب.
بل هي مضرة ، و عقدة دنو ، يريدونها هؤلاء للمفكرين و الادباء و الفنانين
في هذه المناطق ، على حسب بعدهم عن نركز القرار بالمئات من الكيلومترات ، و حسب
ظروفهم الطبيعية اين تصل درجة الحرارة صيفا فوق 45 درجة مئوية ، اين تبدا الاجسام
بالانصهار فمابالك جسم الانسان ،م بغية اثارة عواطف الراي العام او اهتمام السلطة
بهم.
و كان ساكنة هذه المناطق منعزلين عن التاريخ و الجغرافيا ، و يحضون بمجال
حيوي و حق تاريخي اوجب الدفاع عنه !
هذه التقسيمات و تلك ، هي تقسيمات ميكيافلية ماكلوهانية ستاتيكية ليست في
الادب و الثقافة و الفن في شيئ !
هي نفسها التي كنا نسمعها ابان ثمانينيات القرن الماضي بانشاء حكومة منتدبة
للجنوب !
كان هذا حال الثقافة و الادب و الفن اليوم عندما يتحدث عن الثقافة عموما.
الثقافة و الادب و الفن اما ان تكون باسم الوطن او لا نحتاجها اصلا و فصلا
، اما ان توحد الجغرافيا و التاريخ و السياسة و الا هي ثقافة و ادب و فكر اشخاص
يريدون شيئا اخر !
معظم مشاكل العالم سببها اشخاص يريدون ان يكونو مهمين او كما قال كافكا في
احدى مسرحياته !.
تبدو كلمة فن الصحراء او ادب الصحراء ، كلمة بريئة ، لا داعي لفلسفتها او
منحها تاويلات و اشكاليات اخرى ، فالنار تبدا من شرارة عود ثقاب بسيط لا يزن مثقال
جناح بعوضة !
صحيح هي فكرة جغرافية قبل ان تكون ثقافية ادبية فنية ، لكن كل كلمة تقال ،
تكتب ، تسجل هي كلمات عائلة ، سرعان ما تنزلق نحو كلمات القبيلة ، ما تنزلق نحو
كلمات العشيرة ، سرعان ما تنزلق نحو العنصرية (سوسيولوجية الادب ) / (روبيرا
اسكاربيب).
و لان الكلمات كالبروبجندا ؛ الدعاية تتغذى على الاضافات و على التراكم ،
تصير لعبة جهوية قميئة المخيال و الفكرة و الفعل ، تعمل على (جهونة) كل شيئ لا شيئ
!
اذن هذا كله اوصلنا الى ما نحن فيه من مرض ادبي و مرض فني و مرض ثقافي ،
اوصلتنا الى مرض انسان ، هذه الازمة التي نعيشها اليوم في قيم : ادب : رواية ، شعر
، رسم ، نحث ، مسرح ، سينما بلا جمهور ومنزوعة الذائقة الفنية الجمالية.
ما جدوى اغنية بلسان الملائكة و الانبياء و ليست لها محبة او كما تقول
الحكمة.
اما من ناحية تطوير المسرح هو التكوين المستمر و الاقامي ، و مختلف
التربصات لاعداد الكادر و الطاقم الفني في المسرح.
خلق اليه للتنسيق بين مختلف المسارح الجهوية.
اعداد الخريطة الثقافية و الادارية لمختلف المسارح الجهوية و كذا المرافق
الثقافية.
انشاء مديرية للمسرح بالوزارات الثلاث : الثقافة و الفنون ، الشبيبة و
الرياضة ، وزارة الترية الوطنية.
دليل منهجية العمل الاداري و الفني امختلف الادارات الثقافية.
غير ان الاسلوب المهم في التغيير و التفكير في الية تحسين العمل المسرحي هو
العودة الى الكلاسيكيات بكل انواعها القديمة و الحديثة ، بشقيها الدراماتيكي
الكوميدي و التراجيدي ، و كذا التجريب على كل ما هو كلاسيكي ، بل العمل على اعداد
مهرجان للمسرح الكلاسيكي.
وفي الاخير عقد ندوة وطنية تحت عنوان :
ما الذي نريده من المسرح !؟
هذا يجعلنا لا ننسى البعد عن البحر له اثره العكسي على المسرح -شئنا ام
ابينا- ستكون و قتئذ للسكك الحديدية و
القطار العابر للجغرافيا و للتاريخ و للحضارة كلمته الاخيرة في تطوير و تنمية كل
شيئ ، معادلا للبحر ، اين اله البحر بوزيدون و الاله ابولو عند الاغريق مهد
الحضارة المسرحية بالامس و اليوم و غدا كلمتها الاولى و الاخيرة تفكيرا و تغييرا و
تحويلا و صناعة راي عام متقدم ؛ وطني قومي اكثر من هذا الذي نسمعه اليوم و نغض
الطرف عنه كاننا لم نسمع شيئا و كاننا لم نر شيئا ، لكن الى متى ....!؟.