جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
فنونماهر محمدنصوص

سنتحدث كثيراً عمّا قريب..

 

ماهر محمد

سنتحدث كثيراً عمّا قريب..

ستقفين هناك في البداية صامتة

تسافر منك الكلمات

بعد أن وضّبتها القواميس في حقائب

ولا تعرفين إلى أين..

تغلقين عينيك لبضع دقائق،

كأنك نائمة

وستصغي بحرص للأشجار من حولك،

لربما تصلك منها

بعض الحروف المبعثرة..

تحاولين صعود حصان اللغة

الذي قذفك مراراً عن ظهره..

لكن لا تخافي،

أنت تعرفين أني مستمعٌ جيد،

ومنصت لآيات قلبك

وخاشع لما يدور في مخيّلتك..

لطالما عُرف عني هذا في حياتي..

في الجوار،

ستلمحين قطاً

يطلب قطة للتزاوج..

ستسقط عيناك للأسفل،

وستحمرّين خجلاً وتبتسمين..

ستتشّجعين بعد لحظات وتستجمعين قواك

ستهديني باقة أزهار

وأتظاهر بأنني متفاجئ وسعيد..

سأفتح فمي مندهشاً

وستلفح وجهي نسمة

من تنهيدتك الطويلة

تقيني موجة الحرّ..

سيوقظك فجأة

صوت الشارع خلف السور وأبواق السيارات..

ثم ستتذكرين كل شيء

وتنهارين دفعة واحدة..

ستبكين..

ستروين بدموعك التراب،

وتخدشين بأظافرك على اسمي في شاهدة القبر

لتهتزّ عظامي..

وهكذا نكون عندها

قد تحدّثنا كثيراً..

.

.

الآن يبدو كل شيء مثالياً جداً

لارتكاب جريمة..

عقارب الساعة تتخذ وضعية الهجوم

لتلسع صدري ودسّ سمّ الوقت تحت جلدي..

أسترجعُ ذكريات سريعة

مُحّملة على عربات الفوضى

مرّت من هنا سابقاً..

لا لشيء،

ربما لأعطي النفس هُدنة

مع وسوسة السكاكين

وامتطاء ظهر النهاية..

هل كان عليّ أن أعدّ إلى العشرة

إلى الألف

إلى ما لا نهاية

قبل أن أُحبك..

قبل أن ينهال علينا سقف السماء..

قبل أن تدّكه التقاليد العائلية

على رؤوسنا..

حسناً،

الساعة الآن الواحدة صباحاً

والعقارب تراقب صدري

وأنا أراقب من النافذة..

عربة فوضى تقف أمام منزلي الآن

واحد..

إثنان..

ثلاثة..

الجرس يدّق

رسالةٌ على عتبة الباب :

"ألقاك في الآخرة.. أحبك"

ألتفتُ خلفي،

أجد السكاكين تبتسم في وجهي..

.

.

لنغادر الأحلام في وسط النوم..

نفتح باب الذاكرة ونهرب..

نُغلقه خلفنا برفق، كي لا يصدر صريراً وضجّة

كي لا يشعروا بغيابنا..

نركض إلى أي مكان

المهم.. أن نبتعد

نركض ولا نلتفت

لا نريد لأشرطة الذاكرة تلك أن تلمحنا في الخارج

فقطع تلك الأشرطة عملية مستحيلة

الذكريات كثيرةٌ جداً

فكلما قطعنا شريطاً

نبت مكانه شريط ذاكرةٍ آخر..

لا يسعنا إلا الركض

وإن لزم الأمر وكُشفت حيلتنا،

نركض في اتجاهين منفصلين

ونلتقي كما اتفقنا هناك..

في حديقة قلبي

خلف السور وبجانب تلك الشجرة

التي تبادلنا تحتها أول قبلة

وحفرنا على جذعها أسماءنا..

إن جرت خلفي!

لاتفزعي وكوني مطمئّنة

لن تمسك بي..

سأحاول تشتيتها

فأنا سريعٌ في العدو..

كنت أعدو دائماً في هذه الحياة

كعدّاء أولمبي خلف كل شيء..

أضع رغيف الخبز نصب أعيني

وأعدو خلفه من بداية خط النهار

حتى نهاية خط المغيب..

أقطع شريط خط النهاية

بمقصٍّ من خيبة

وأستلقي على الأرض كجثّةٍ هامدة..

أما إن جرت خلفك!

فلن أفزع وسأكون مُطمئّناً جداً

فأنا أعلم أنها لن تُمسك بك..

لن تمّس شعرةً منك أبداً

ستُطارد سراباً..

وحين تصل إليك

لن تجد سوى ذراتٍ تتبدّد..

لن تجد إلا الغبار..

أنت التي غادرت الحياة مبكراً

ونسيتي أن تغلقي الباب

وتركتيني هنا وحدي في الخارج

أتخبّط ما بين حلمٍ وحقيقة

أتردّد عليك كلما سئمتُ من العدو

أقف على القبر صامتاً كالأبله..

أسمع صدى صوتك تحت التراب يناديني :

"لنغادر الأحلام في وسط النوم.."


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *