عندما يصفق الممثل على الجمهور
العقيد بن دحو
بين الممثل و الجمهور اكثر من علاقة و اكثر من رابط ، و اكثر من تبادل لعب
ادوار.
بين الممثل و الجمهور ، حين يصبح الجمهور ممثلا ، و يصير الممثل جمهورا ، لعبة عميقة الجذور.
اكثر منه اتفاقا على الكذب ، انما الصدق الفني و الاجتماعي معا. عندما يكون
العرض الفني خير معبر عما يعاني منه الطرفان.
هذا هو قمة العطاء الفني ، حينما يعود به الوضع العام الى سالف عهده الفني
، منذ بداية ابا الفنون ، الفن الرابع المسرح.
حين يتحول و ينتقل دور المخرج من حكامته الدكتاتورية الى اكثر بيروقراطية ،
و يوجه حواره و رسالته باثر رجعي و تغذية راجعة الى الممثل عن طريق الجمهور.
ساعتئذ يصير الجمهور ممثلا و الممثل جمهورا.
هذا قمة العطاء الفني ، حينما ينتقل كرسي القاضي من الجمهور الى الممثل ، و
يصير الممثل قاضيا حاكما ، يحكم على اداء ودور الجمهور بكل وظائف اعداد جمهور
الستانسلافسكية باثر رجعي.
قصد تحقيق العدالة الشعرية ، القانون لا يجب ان يكون مناهضا للعدالة
الشعرية ، و الجريمة لا تفيد.
لا احد ينكر الجمهور جدارا رابعا عند بريخت ، و عملا رابعا عند اخرين. يجب
تحطيمهما معا. كيما يصبح الممثل حقا مشاركا بالعملية الثقافية التثقيفية.
فلكم ان تتخيلوا لو ان الممثل اصبح
جمهورا رابعا او عملا رابعا. و غدا الجمهور مترجما لتصورات المخرج الذهنية و
السيكولوجية و الثقافية الفلسفية.
ساعتئذ الكلمة ، الحلم ، الفكرة. الفعل يصعد من اسفل الى اعلى ، من بهو
المسرح الى الركح او الى الخشبة.
احيانا لابد ان نضع انفسنا في وضعية معكوسة بمراة الواقع ، تلك الصورة
البدء ، التي تنقلها شبكية العين دون ان يعدلها المخ ، ان تقلب المسلمات و التحديدات ، كيما نقترب من
هذا المنطق المنعكس الشرطي و غير الشرطي.
كل شيئ صار تحت اقل الاسباب : الحرب ، السلم ، الخراب ، الدمار ، الاوبئة ،
و الازمات المختلفة ، العلاقات بين البشر . و لا غرو ساعتئذ ان وجدت خسيس المحتد
يتحكم بكريم المحتد ، الجبان يجرؤ و الشجاع يجبن ، و الرجل غير المناسب في المكان
المناسب ، انها حرب خاسرة ، يفر منها الممثل لان في الوضع خيانة. خيانة ابداعية ،
خيانة اوطان و انسان ، خيانة مسرح حياة ، خيانة لعب ادوار !
فانتظر الوفاء عندما تنزل القمة الى القاعدة،و الغراب يدرك حجم علوه عندما
ينخفض الضغط الجوي و تنعدم الحياة.
و الان الم يحن الوقت ليوصل (سيزيف) صخرة العبث صعدا نحو الاسفل !؟