اقرأ ايضاً

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (19)

فريق ألفا تيم - مارس 25 2025

(أياس) قوى التدمير و النمو

فريق ألفا تيم - مارس 25 2025

خذلان

فريق ألفا تيم - مارس 22 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما هو الفرق بين واي فاي Wi

 

مؤسسة الرواية

العقيد بن دحو

61462602_2167022990013775_6037811664043114496_n

تبدو رواياتنا و كتابها حسب ووفق فكرة الخرائب الدائرية (لبورجس) ، ليست الا العالم كما يراه فقير هندي ؛ و لكن هذا الفقير نفسه لا يوجد الا في فكر فقير اخر - مثله مثل صورة الدعاية حيث يحمل احد مدمني الخمرة زجاجة في يده تمثل اللصيقة عليها مدمنا اخر للخمر يحمل في يده زجاجة و هكذا.... كما قال الشاعر الدرامي الاغريقي هويود :  "الفقر دية الكسل" ، حسب نظرية العوالم المتداخلة.

 لم تعد اذن الرواية هي تمرين ادبي يستخدم الانسان قصة كيما يعبر عن شيئ اخر. لم تعد وسيلة للتسلية ، او اشباعا سهلا للمخيلة او العاطفة الساذجة ، او كان تعبر عن القلق او السبر و الرصد التاريخي و الاخلاقي او كشف اغوار النفس البشرية.

يبدو انها بدات حياتها هكذا...نصف متعلمة ، نصف صحافة ، و نصف مصلح ااجتماعي او نصف رجل دين. و نصف رجل كاشف اسرار.

غير ان التقدم الثقافي و الحضاري جعلها ثقافة و حضارة اما اليوم فهي توعية و تعبئة و سلاح.

صارت الخلائق يراجعونها كما يراجعون المؤسسات ذات الطابع و الصفات المادية و المعنوية ، الاقتصادية و التجارية ، السياسية الادارية و كذا الاجتماعية، بحيث يذوب الاستغلال التجاري الاقتصادي في الاستغلال الفني و الثقافي و التقني.

حتى القرن التاسع عشر كانت الرواية ثري رجل الحرب . فقد اصبحت تمتلك الثروة الضخمة الثابتة من " التصوير الاجتماعي" و معظم الاسهم في (مصرف التاربخ) ورقابة الماسي البشرية ، كما صار لها فندقا خاصا بباريس مع "بورجه" ، و فيلا على البوسفور مع "لوتي" ، واقطاعات اراض في الارياف منذ " بلزاك" و "فلوبير" ، و حتى عام 1800 لم يكن يطلب منها الناس منها الا ان تسليهم و تؤثر فيهم .

اما الان فانهم يراجعونها فيما يتعلق بمشاكل الفقر و الزواج و الطلاق و الاستثمار الموارد البشرية ، و البنى التحتية و الفوقية و التنمية  ، السلم ، الحرب و الحب في حدود انتشار التسامح.

بل صارت الرواية سلطة مع " بلزاك" الذي اصبح الها يحمل مجتمعا باكمله في ذهنه ، اله الرواية. تماما كما صار الادب سنة 1755 مع رسالة ( صمويل جونسون) ، يلتمس فيها مساعدة لنشر كتابه Dictionnaire ، من لدن اللورد (تشيسترفيلد) ، يوم ذاك اعتبر تاريخا افتراضيا لظهور الاديب كسلطة (مانا)، يستمد  سلطته من المناليزم Manaleisme .

نتساءل اذن في خجل ما الذي اسسته الرواية الجزائرية برؤوس لغاتها الثلاث : العربية ، الامازيغية ، الفرنكفونية. الفرنكفونية كفكرة او ما بعد الكونيالية ، اين اعتبرت اللغة الفرنسية كغنيمة حرب.

قد يتخيل كاتب روائي حديث العهد بارخابيل و حيل و اساطير الرواية الكلاسيكية و الحديثة منها ، و بمرض الرواية ، و الرواية السيكولوجية ، و الرواية الواقعية السحرية ، اين تمتزج الرواية الحلم بالعلم ، و الواقع بالخيال ، و الثقافة و الفن و الابداع بالتجارة و الاقتصاد.

لم تعد الرواية كما يتصورها اديب فقير ؛ فقر مادي و فقر معنوي. هو يسجن مجتمعا باكمله بين دفتي كتاب ، يمتلك شخوصه ، و يمارس عليهم " ساديته" المقيتة ، يتلذذ بعذابات ابطاله ، بل يعتبرهم ملكه ، اشياءه ، و يمارس عليهم طقوس غوايات شذوذه المرضي ، من حيث الرواية هي مرض الادب ، لا يكفيه فيها بانتهاك ضمير واحد ، بل عدة ضمائر دفعة واحدة.

بل يخضعهم بوضعهم على سرير " بروكست" كما تقول الاسطورة ، ليحصل منهم على مقاس واحد موحد طولا وعرضا.

كلا ، ليست هذه الرواية في شيئ ، تلك التي يرينوها لنا عبر شاشات التلفزيون ، و عبر منصات شبكات التواصل الاجتماعي ، كل ما حل معرض كتاب ، عيد من اعياد (ديونسيوس)!

وليست تلك الكلمات الفقيرة ، و لا تلك الجمل الكسيحة ، العليلة ، المثقلة بداء الرشح و السعال الديكي ، و بداء تضخم الكسل ، الرواية الجاهزة ، المعلبة او المتحجرة في رفوف الكتب الصفراء الباهتة ، او تلك التي تضعها العجزة وزوار المقابر على القبور.

الرواية الحقة ليست كتابا ، و ليست احتفاء البيع بالتوقيع ، و ليست معرضا يعرض فيها المؤلف ماساته وشقاوته و تعاسته و اناته الاتسانية.

الرواية مؤسسة بكل ما تعني الكلمة ، مشرع قومي وطني ، لها ما لسائر المؤسسات ، مرفقا عاما او خاصا يمتاز بالتسمية و الشعار و الهدف ، و كذا الرسالة ، و بختم الدولة و التوقيع ، لها مدخلات و متفاعلات و مخرجات و اثرها الرجعي ، كما لها عصفها الذهني الفردي ، و عصفها الذهني الجمعي.

الرواية مؤسسة ذات بنية تحتية و فوقيه ، تمتاز بموازنة و استقلالية مالية مادية .

و طاقم و كادر و اطار بشري يقوم مقام مدير الاعمال للروائي ، ينوب بكل ما يقوم به اليوم ، من افعال غير اخلاقية لا تحفظ ماء وجه الاديب الذي اصبح سلطة Mana ، و لا تحفظ اخلقة المهنة حين صارت الرواية كمؤسسة.

كم يثير مشهد هذا الاديب وذاك الاسى و الشفقة وهو يجلس امام كتل مكدسة من الكتب ، يسميها اصطلاحا (رواية) تحت شعار البيع بالتوقيع. في حين بقية السلط ظلت محافظة على بريق ماء وجهها ، غير بعيد و من عل ، تراقب الرجل (...) الذي لم يع بعد انه صار سلطة تضاهي السلط الثلاث : التشريعية ، القضائية ، التنفيذية ، و كذا السلطة الرابعة ( الاعلام).

لم يع بعد انه امام مؤسسة وليست طبعات و تطبعا وطبعا من الكتب ، التي كانت تعني في العهد الروماني البيع بالمزاد العلني ، او تعني بيع تمثال ، او الاعلام عن زواج.

كل ما يقال عن هذه الحالة ، الهتك الفظ لسر الخلق و الابداع ، على ضوء مجهول في ساحة عامة.

والى ان تصير الرواية الجزائرية مؤسسة بالتراكم و الاضافات ، سواء بالتغذية الراجعة التاريخية السيكولوجية السوسيولوجية الانثربولوجية ، تظل الرواية عندنا سجينة كتاب غير مكنون لا يفقد للود قضية ، ضعيفا ، فقيرا كما خطط له الكارتل ان تظل الرواية كذاك (بكائية) طللية ، المتحف كفيل ان يجعل الصليب يغدو ان يكون نحثا كما يقول (مالرو).

فنون أخرى للكاتب 
العقيد بن دحو
61462602_2167022990013775_6037811664043114496_n
.com/img/a/


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *