سر اعتذار الأستاذة نسرين السنوسي ولها الاختيار
كتب هاني الشافعي
في مجال التعليم الذي نعيشه -على ما فيه -قلما يعتذر صاحب منصب صغر أو كبر
عنه ، بل يراه البعض إرثا يشد بنواجذه عليه ، مهما تعرض صاحبه من ضغوط قد تذهب
العقل أو ترمي صاحبه إلى الشيخوخة المبكرة
اعتذرت بإرادتها الحرة اختيارا الأستاذة الفضلى نسرين عن إدارة (مجمع) عزة
زيدان الرسمية للغات المدرسة الأم للاغت بالفيوم ؛ فانزاح جبل المسئولية عن عاتقها
لتبدأ بعد أشهر قليلة بإذن الله حياة جديدة (المعاش أو سن التقاعد)
اعتذرت لتريح بالها قليلا وكأنها تستعد لرحلتها الجديدة
اعتذرت اعتذار الأصيل الكريم الذي قلما يصنعه أحد خاصة –وهذا رأيي- أن كرسي
عزة زيدان لوحده يمثل ربع إدارة غرب مجتمعة من مكتسباته وجاهة وصدارة اجتماعية وعلما
وإدارة وغيره
اعتذرت بعد عدة سنوات حاولت إصلاح منظومة عزة زيدان في ملفات عديدة لتغيرها
للأفضل فكم حاولت معالجة ما تراه معوجا من هيئة التدريس وكم حاولت غرس قيم بين
الطلاب في المراحل الأربع في مجتمع محيط متغير يُخرج أسوأ ما فيه تحت ظل تحديات
جمة وبيئة متحولة ومتغيرة بمنظومة قيم أقل
ما توصف بالغرابة ولا أزيد
عملت معها حوالي عشر أعوام ما بين وكيلة مرحلة ثم مديرة رأيت أشياء كثيرة
جدا لا يتسع المقام لسردها حتى لا يفهم ذوو النفوس المريضة التي تعج بها حياتنا أنني
أنافق مَنْ
تركت منصبا
أو يفهموا خطئا بأني أبكي على
فائدة زائلة من فوائد الدنيا
ومما رأيت مما تميزت
تميزت بسعة صدر ورحابة كبرى في الاستماع واستقبال واحتواء مرؤسيها أو أي
ولي أمر بالقد ر الذي يدهشك ولا تجده في أعظم
الرجال حكمة
واستطاعت خلق مسافة متساوية بين جميع العاملين مع الحفاظ على العلاقات الإنسانية أي نجحت في
فصل العمل عن الصداقة فمهما اختلفت مع أي شخص على المستوى الإنساني لا يؤثر على
العمل
كما نجحت في قص ريش العصافير وتهذيبهم حتى ملوا الزقزقة
تميزت بالصدق وتحمل المسئولية في موضوعات عديدة فكم تجلدت وتحملت ولم تجزع
بحوارات الفتان وعلى شاكلته والعصافير والمعصفرين وجوقة المتربحين أو توغل بعض
أقسام ديوان الإدارة أو بعض المتابعين
اعتذرت لتكسب راحة بال فخسرنا إنسانة فضلى على مستوى العمل ..فهنيئا لها
