جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
أورباتعليمحامد حبيبفرنسا

التعليمُ و نهضةُ فرنسا_العلمُ هو كنزُ الكنوز للأُمَم_

حامد حبيب

التعليمُ و نهضةُ فرنسا

                  _العلمُ هو كنزُ الكنوز للأُمَم_

                   ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

    كان نظامُ التعليم فى فرنسا قبل الثُّلُث الأخير من القرن   التاسع   عشر    يتّسمُ    بالتخبُّط  والارتجال والعشوائية، خصوصاً  بين  أهلِ الريفِ  فى الأقاليم.

والكثيرون  لايتكلّمون  الفرنسية  ،  وانما  يتحدّثون اللهجات المحلية.

وكان تعليم أوليّات القراءة والكتابة والحساب ، أمراً

نادرَ الحدوث قبل الثورة الفرنسية عام١٧٨٩م..بل إنه

فى عام ١٧١٦م ، لم يُشترَط  لمن يقوم  بالتدريس أن

يُثبتَ  حصوله  على   شهادة  أو يوضّح  مالديه  من قدرات،ولم يكن هناك مايحول دون  اختيار المدرّس

من  بين  الجنود  الرديف  أو كونستابلات  القُرى  أو حلّاقيها ، أو مِن خدَم الحانات أو البقّالين،وكان هناك

سبعة  من  بين  خمسة  عشر  مدرّساً  من المشتغلين بالتدريس عام١٨١٥م من المجرمين السابقين .

وكان  المدرّسُ  غالباً  مايُلقى   دروسَه  وهو   يرتدى جلبابَ   نومِه  وقُبقابه  ، وله  أعمال  أخرى  كترقيع الأحذية وحفر القبور وأحياناً التسوّل.

وكانت  الفصول  لاتُكنَس ،  ولاتُنظَّف ، وكانت  مليئةً

بالأتربة والعناكب، والنوافذ بلا  ألواح  زجاجية ،  ولا أثاث أو إضاءة مناسبة ، وتعانى من الروائح الكريهة،

مظلمة ، رطبة ، ليس بها  دورات مياه ، بل ساتر  فى الخلاء ، وتُنزَح الأوساخ المتراكمة من قضاء الحاجة

من حين لآخَر، لاستعمالها ک"سباخ"من أجل الزراعة.

ولم   يكن   هناك   خرائط    ولاسبّورات ،  ولامناضد للتلاميذ،بل كان التلميذ يضعُ  لوحاً  من  خشبٍ على حِجرِه للكتابةِ عليه.

وكانت المشكلةُ أنَّ إعطاءَ الدروسِ بالفرنسية،لايترُك أثراً  لدى  التلاميذ ،  لأنهم  عندما  يعودون  لبيوتهم يتكلمون اللهجة المحلية، وكانت اللغة الفرنسية  فى نظره ،  هى لغة   علمٍ  فقط  ،  ينساها  بسرعة   لأنه لايتكلم بها مع أحد، حتى  كان  خُمس  سكان  فرنسا

( سبعة ملايين ونصف )  لايعرفون  اللغة  الفرنسية.

تلك هى الصورة الحقيقية للتعليم فى فرنسا قبل أن

تُسَنَّ قوانينُ  الجمهوريةِ  الثالثة  فى تطوير التعليم،

حيث  طالبت  جميعَ  الأطفالِ  بالالتحاقِ   بالمدرسة، وجعل  التعليمِ  حقّ  أصيل  لهم ،  وأبرزت  دورَ العلمِ والمُعلِّم ، وشقّ  الطُرُق  التى   تساعد   على   وصول الأطفال لمدارسهم، وإعادة خلق  المواطن عن طريق التعليم  ،  بإنشاء  مدارس    جديدة  ،  وزيادة   عدد المدرسين المُدَرّبين بشكلٍ أفضل، وتوطيد الإحساس

بقيمة  التعليم  ،  وراح   وزير  المعارف  يأمر  بإنشاء مدرسة   إعدادية  فى  كل  حىّ ، وتحريم  فتح   أى مدرسة ، إلا إذا  حصلت  على  شهادة رسمية، وانشاء دار  للمُعلّمين  لتدريب  مُدرِّسى  المرحلة   الابتدائية، وبهذه الخطوة،خققت فرنسا نتائج سريعة ،حتى أنه فى عام١٨٣٣م، كانت فرنسا تضم(٣١٤٢٠مدرسة)تضم

مليون  ومائتا  ألف   من   الأطفال ،  وتضاعف   عدد المدرسين فى عام١٨٤٧م، وزاد عدد التلاميذ لمايقرب

من ثلاثة أضعاف العدد السابق .

وتُعَد  ثمانينيات  القرن  التاسع عشر  وماتلاها ،  هى فترةُ التغيير الكبير  فى الثورة  التعليمية  الفرنسية،

ففى   ١٨٨١م   أُلغيَت   كافّة   المصاريف   المدرسية، والرسوم فى المدارس الإعدادية العامة، وفى١٨٨٢م

أصبح الالتحاقُ بالمدارس العامة أو الخاصّة إجبارياً.

وساعد أسلوب التعليم فى المدارس على توسيع أُفُق الطفلِ   القَرَوىّ  ،   وبدأ   أولياء  الأمور   فى.  الريف يستشعرون    قيمةَ    وفائدةَ    التعليمِ   وانعكاساتِه الإيجابية  حتى   فيما   يتعلّق  بزراعة  الأرض  وفى الصناعة ،  وآمن  الجميع  ،  أهل  القرى  والمُدُن  بأنه  لكى تحصلَ على  الكفايةِ الصناعية ، فلن  يتأتّى ذلك إلا بالتعليم....وترغيباً   فى  التعليم  ،  صدر   القانون العسكرى عام١٨٧٢م ،  الذى  هدّد  المجنّدين  الأُميين

بقضاء سنة إضافية أخرى بالجيش.

ومن الفوائد والمُغريات الأخرى، أنه لم  يكن ميسوراً

لأحدٍ   الانضمامَ    إلى  السلك   الوظيفي  إلا  لحملة الشهادات الدراسية الابتدائية والإعدادية، حتى أقبل أهلُ القرى  على  التعليمِ  بعد  أن  تزايدَت  الوظائف، وهو ما دفع الأهالى للاهتمام بتعليم أبنائهم.

فكان العلمُ هو المخرجُ  الوحيدُ  من  الجهالة  والغباءِ والأميّة  والتخلُّف ، هو  التعليم   الذى  يُعلّم  النظافة  والنظام والكفاءة وتعديل السلوك البدائى.

وظهر معلّمو المدارسِ كأنهم ميليشيا العصر الحديث،

ورُسُل التنوير.

ولم تكن هناك سُبُل لتلقين الوطنية والتكيُّف الوطنى أفضل  من  تدريس   التاريخ  والجغرافيا  ،  ولاسيما التاريخ   لأنه   يُرسّخ  معنى  الوطنية  فى  الاجيال، وغرس حب الوطن اعتماداً على التذكير بأحداث من التاريخ تربط القلوب بالوطن.

كما واصلت  المدارس  كفاحها  لجعل  اللغة الفرنسية هى اللغة الأُم.

وهكذا استطاعت فرنسا من خلال التعليم أن تنهض نهضتها ، وتصبح إحدى المنارات العلمية الشهيرة.

#هل نُعطى للعلم قيمتَه ومكانته  للنهضة  والتطوير،

أم سنظل على هذا التقهقر حتى نُصبح"بلد شهادات"

بلاعلمٍ حقيقى؟

______________

حامد حبيب_مصر



***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *