جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
الجزائرالعقيد بن دحوتاريخذكريات

قصة (الدلاع) و الرئيس الراحل هواري بومدين

 

قصة (الدلاع) و الرئيس الراحل هواري بومدين

العقيد بن دحو

ابان زيارة الرئيس الراحل هواري بومدين  نهاية السبعينات ولاية بشار الأقليم الجغرافي لوادي الساورة ؛ وبالضبط لسهل العبادلة الفلاحي. يوم ذاك التقى عرضا من الفلاحين و الفلاحات.  وإذ يقف أمام عجوزان فلاحان. كل منهما يمسك دلاعة بيده او يسمى البطيخ الأحمر!

في البدء الرئيس الراحل هواري بومدين كعادته مبتسما سأل الفلاح : ما الذي تمسكه يا عم يا فلاح

- قال الفلاح : دلاحة سيدي الرئيس بالتعبير الدارج !.

ثم توجه إلى زوجته الفلاحة متسائلا بنفس البشاشة المعهودة

 -  وانت يا اما ماذا تمسكين بيدك ؟!

- قالت المرأة: دلاحة سيدي الرئيس !

 وسرعان ما تغيرت ملامح الرئيس و بدأت علامة الدهشة و الاغراب و الذهول تملأ السهل الفلاحي

سرعان ما تبين للوفد المرافق ان الليث لا يبتسم !

ثم قال الرئيس الراحل هواري بومدين في هدوء ورباطة جاش ،  ورزينة غير معهودة ؛ فيها الكثير من المعاني و الجمل البيانية.  حديث بالف صوت ! و كل ما قل ودل وجل ولم يمل !

قال الرئيس كلمته لايزال صداها يتردد عند ساكنة منطقة العبادلة ولاية بشار حاضرة (قير).

- قال الرئيس الراحل يوم ذاك : " قلنا لكم زرعوا القمح و الشعير و الخضراوات و الباقوليات ، و انتم زرعتم الماء بالماء " !.

توفي الرئيس الراحل هواري بومدين في نهاية القرن الماضي.  وتداول على رئاسة الدولة الجزائرية العديد من الرؤساء و من رؤساء الحكومات. و العديد  من وزراء الفلاحة . كما شهدت ولاية بشار العديد من الولاة ، ودائرة العبادلة العديد من رؤساء الدوائر و العديد من رؤساء البلديات ومندوبي الفلاحة  ، وظلت الكلمة ثابتة وفية لصاحبها  ترددها الأجيال كلما حل موسم الدلاع و البطيخ بكل انواعه و ألوانه :

زراعة الماء بالماء !.

وانا أزور سوق بودة الشهير بولاية ادرار و لا يكاد رواق من اروقة السوق  يخلو من  الدلاع بكل ألاصناف. وكلما رأيت مشتري و تاجر يبيع و يشتري الدلاع  بما فيهم انا إلا وتذكرت مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين : زراعة الماء بالماء !.

إذا كانت المادة ( الدلاع) غير استراتيجية فإن الكلمة التي قالها الرئيس الراحل هواري بومدينةاشتراتيجية

اذ الصنف الفلاحي الوحيد  يشتم منه رائحة الأسر إلى تلك المادة.  فهي حسب الاستراتيجيين فلاحة استعمارية ارادها المستعمر كذلك للفلاح الجزائري او هي  تندرج تحت صنف الفلاحة الفلكلورية الترفيهية ، حتى لا يفكر الفلاح بما هو خير و ابقى و انفع للبلاد و العباد !

قالها الرئيس الراحل هواري بومدين و مضى...وهي اليوم في كل حقل تطالب الفلاح و العامل و المسؤول و المواطن العادي ليس اللا يزرع الماء بالماء ، وإنما الهواء بالهواء ، التراب بالتراب ، و النار بالنار و كل عناصر الحياة بنفس العناصر ،!

بمعنى ابعدوا الديماغوجية و الاستعراضات البريستيجية الجوفاء الرعناء عن الجد و عن المستقبليات و الاستراتيجيات.  اذ المستقبل الان.

زراعة الماء بالماء ، ان لا يكون الرجل المناسب  بالمكان المناسب ، و ان السيادة من الشعب و إلى الشعب.  ومجانية التعليم و الاستشفاء لا يكون مجرد شعار وإنما يجعل المواطن في قلب العملية النتاجية و الانتاجية.

كم يؤسفنا عندما تغيب عن اسواقنا ، وعن أعمالنا،  وعن مؤسساتنا ، وعن مرافقنا،  وعن شوارعنا،  وعن بيوتنا الاستراتيجيات و يحضر بقوة وبكثافة ( الدلاع) و ما شابهه وكانه  قضاء و قدر مقدر علينا !.

رحم الله الرئيس الراحلةهواري بومدين كان له في كل مقام مقال ، يذكره الناس ب و يخلده اثره قولا معقودا على فعل  ، كان  رئيس الشعب و الجمهور معا !والدلاع اليوم في كل مكان و في كل ايدي كالفلكلور و لا يزالون يزرعون ألماء بالماء !


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *