الحقوق الإسلامية (8) النصيب الواجب للفرد كان او للمجتمع
الحقوق الإسلامية (8) النصيب الواجب للفرد كان او للمجتمع
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
الحقوق الإسلامية والحلقة
الثامنة
و كلمة حق في اللغة هو
الشيء الثابت دون ريب فهو النصيب الواجب للفرد كان او للمجتمع .
فقد كرّم الله سبحانه
وتعالى الإنسان بأن خلقه في أحسن تقويم وجعل له مهمّة إعمار الأرض وخلافته فيها .
وللإنسان في الإسلام الحقوق التي تضمن تكريمه وعدم إهانته وتجعل من بقائه وحياته
ضرورة وواجب على بقيّة البشر الحفاظ عليها . وحق الحياة في الإسلام هو أول الحقوق
التي يتمتع بها الإنسان وأهمّها ولا يقتصر هذا الحق على الإنسان المسلم .
بل يشمل كل البشر
ومن أوّل المحظورات
بالنسبة للتعدّي على حق الإنسان في الحياة ما ذكره الله تعالى في سورة الأنعام
فقال عز وجل : قُلْ
تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ
شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ
إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .
ويشمل النهي عن قتل أي
إنسان كان أمّا الاستثناء فالحق هنا لا يعني أن يقوم الفرد بقتل الآخرين بنفسه
وإنّما تقوم الدّولة عن طريق القضاء بالحكم على الأشخاص وتنفيذ تلك الأحكام . و قد
حرَّم الله تعالى على المسلمين الأفعال التي يمكن أن تؤدّي إلى إنتهاك حق الحياة
للآخرين فحرّم حمل السلاح على المسلمين
وقد قال ﷺ : من حمل
علينا السلاح فليس منا .
وقال : سباب المسلم فسوق
وقتاله كفر .
و من دلائل التشديد على
حق الإنسان في الحياة في الإسلام تحريم الانتحار
وعن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله ﷺ قال : من تردّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى
فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في
نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في
بطنه في نار جهنم خالداً فيها أبداً .
و قتل الأجنّة يعتبر
افتئاتاً على حقّهم في الحياة وقد حرم الله تعالى قتل الأطفال والأجنة كتشديد على
حق خلق الله في الحياة .
يقول سبحانه في كتابه
الكريم : وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ
خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ
خِطْئًا كَبِيرًا .
و من ذلك أن الله سبحانه
وتعالى حلّل المحرمات صوناً لحياة الإنسان منها مثلا أكل الميتة أو لحم الخنزير في
حالات الشدّة وخوفاً من الموت لا يحاسب عليه الله سبحانه وتعالى
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ
غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173) البقرة
وذلك لأن الإنسان وحياته
أهم عند الله
وقال الشافعي :
من طلب الدنيا بعمل
الآخرة فقد خسرهما ..
و من طلب الآخرة بعمل
الدنيا فقد ربحهما .
نستكمل بأمر الله غدا
لكم كل التحية
عزة عبدالنعيم
