الحقوق الإسلامية (7) ثمرة الإحسان
الحقوق الإسلامية (7) ثمرة الإحسان
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
و الحقوق الإسلامية
والحلقة السابعة
وكما قلت سابقا لكل حرث
ثمرة
و ثمرة الإحسان الذي هو
خلق عظيم نجد أن فوائده كثيرة ونتائجه جليلة
فالإحسان طريق إلى رحمة
الله .
قال سبحانه : ﴿ إِنَّ
رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ الأعراف
والإحسان طريق إلى محبة
الله .
قال سبحانه : ﴿ وَاللَّهُ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ آل عمران
والإحسان سبب في نيل العلم والفقه في الدين .
فقد قال سبحانه وتعالى :
﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ ﴾ يوسف
والإحسان سبب في إحسان الله تعالى إلى عبده .
قال سبحانه : ﴿ هَلْ
جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ الرحمن
فمَن أحسنَ عمله أحسن
الله جزاءه
ومن أحسن إلى العباد أحسن
إليه رب العباد .
فأول المستفيدين من
الإحسان هم المحسنون أنفسهم .. إليهم يعود نفعه في العاجل والآجل. قال سبحانه
وتعالى :
{ إِنْ
أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ الإسراء
إخواني وأخواتي في الله
مَن أتعبَ نفسه في أول الطريق جاءته الراحة في آخره .
ومن أدلج في الليل في وقت
الطمأنينة والهدوء وإعتدال الجو أراح جسمه في وقت الشمس والحر والضنك في النهار .
ومن أصلح قلبه وأكثر من
عبادة ربه في حال شبابه وصحته وفقه الله وكتب له ذلك في مرضه وتعبه .
ففي صحيح البخاري عن أَبي
مُوسَى الأشعري قال : قَالَ رسول اللَّهِ صل اللهُ عليه وسلم : إِذَا مَرِضَ
العَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا
.
فأصلحوا قلوبكم وأرُوا
الله من أنفسكم خيرًا وأحمِلوا أنفسكم على طاعة الله ما دمتم في زمن المهلة فإن
العمر قصير والدنيا زائلة وإنكم موقوفون بين يدي الله ومسئولون عن أعمالكم
ومَجْزيّون عليها .
الحسنة بعشر أمثالها أو
يتفضل الله عليكم بالزيادة ويضاعف الله لمن يشاء .
والسيئة بمثلها أو يتفضل
الله سبحانه بالعفو .
فيا خسارةَ مَن باع أخراه
بدنياه ويا حسرة مَن وجد صُحف أعماله ليس فيها عمل صالح ووجد عمله السيئ مكتوبًا
بين يديه لم يُترك منه شيء .
وَوُضِعَ الْكِتَابُ
فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا
مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَ أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا .( الكهف )
فاللهم إجعلنا من
المحسنين وأكتب لنا أجر المحسنين وجازنا بجزاء المحسنين وإجعلنا يا رب من عبادك
الصالحين
قال الرافعي :
إِذا كُنت في أَمرٍ فكُن
فيه مُحسِنا
فعمَّا قليلٍ أَنت مَاضٍ
وتارِكُه
فَكم دحّتِ الأَيامُ
أَربابَ دولةٍ
وقد ملكت أَضعَافَ ما
أَنت مَالِكُه
ونستكمل معا الحقوق
الإسلامية في الغد بأمر الله
كل التحية
عزة عبدالنعيم