وداعا معلم الغربية
عاش معلما .. ومات في محراب العلم
ظل صامتا، ساكنا، هادئا، لا يعرف حتى المحيطون به شيئا عن آلامه وآماله،
ولم يطلع أحد على همومه وأثقاله وتطلعاته.
لم يدعه الإعلام يوما ليحكي عن تجربته رغم أنه المدرس والمعلم والمسؤول عن
النشء.
ولم يكن ذات يوم محور نقاش ساخن في أروقة الوزارات المختلفة، ولم يطالب
بتكريمه في البرلمان نائب قط..
تفيض خزانة الدولة على غيره، وتسلط الأضواء على كل الكائنات دونه، ولا يفوز
باللذات في هذا البلد إلا كل ساقط هابط متساقط يبيع الوهم والعري في الفواحش على
أرصفة الشوارع ونوافذ التلفاز.
مات ولم يعلم العاكفون خلف كواليس
العملية التعليمية سوى بعد أن وارى جثمانه الثرى بساعات طويلة، ليودع الدنيا بكل
ما فيها ومن فيها، وليرقد أخيرا في سلام الله، بعد أن عاش واقفا يشرح دروسه، ومات
أيضا بين طلابه.
وداعا معلم الغربية
نسأل الله أن يكون رحيلك إلى روح وريحان، ورب راض غير غضبان..
ولا نملك لك إلا أن ننعى رحيلك
