حامد حبيب
الجمهورية..السبت ٩يونيو١٩٦٢م
------------------
--------------------
غادرت
القاهرة الصحفية الأمريكية
( هيلسيان ستانسبرى) بعد أن أمضت عدة أسابيع هاهنا، وزارت
خلالها المدارس
والجامعات ومعسكرات الشباب والمؤسسات الاجتماعية ومراكز
الأحداث... ومختلف
الأحياء ،
فى رحلة دراسية لبحث
مشاكل الشباب والأسرة في المجتمع
العربي..وهى صحفية متجولة
تراسل أكثر
من ٢٥٠ صحيفة أمريكية ،
ولها مقال يومى يقرأه الملايين،
ويتناول مشاكل الشباب تحت
العشرين........وزارت جميع
بلاد العالم ، وهى فى
الخامسة والخمسين من عمرها ، تقول الصحفية:
"إنّ
المجتمع العربى كامل وسليم، ومن الخليق
بهذا
المجتمع أن
يتمسّك بتقاليده التى
تُقيّد الفتاة والشباب فى حدود
المعقول ، وهذا المجتمع يختلف
عن المجتمع الأوربي والأمريكي
، فعندكم تقاليد موروثة تحتّم
احترام الأب والأم
، وتحتّم عدم
الإباحية التى تُهدّد اليوم المجتمع والأسرة في أوربا
وأمريكا..ولذلك فإنّ القيود
التى يفرضها المجتمع العربى على
الفتاة الصغيرة _ وأقصد ماتحت
سن العشرين_ هى قيود صالحة ونافعة ، لهذا أنصح بأن
تتمسّكوا
بتقاليدكم وأخلاقكم......فهذا خيرٌ لكم من
إباحية وانطلاق
، ومجون أوربا
وأمريكا .. امنعوا الاختلاط قبل
سنّ العشرين ، فقد
عانينا منه فى أمريكا كثيراً. لقد أصبح
المجتمع الأمريكى مُقعَداً
مليئاً بكل
صوَر الإباحية والخلاعة
، وإن ضحايا الاختلاط والحرية
قبل سن العشرين
يملأون السجون والأرصفة والسيارات والبيوت السرّيّة . إنّ
الحرية التى
أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا
الصغار قد جعلت منهم عصابات
أحداث ، وعصابات للمخدًرات
والرقيق ..
إن الاختلاط والإباحية
فى المجتمع الأوربى والأمريكى
قد هدّدَ الأُسَر ،
وزلزل القيَم والأخلاق .
والفتاة الصغيرة في
المجتمع الحديث
تخالط الشُّبّان
وترقص "تشاتشا" وتشرب
الخمر والسجائر ، وتتعاطى
المخدّرات باسم المدنية والحرية والإباحية.
والعجيب في
أوربا وأمريكا أن الفتاة الصغيرة تحت العشرين تلهو وتعاشر مَن تشاء
تحت سمع عائلتها وبصرها ، بل وتتحدّى والديها ومدرّسيها
والمشرفين عليها باسم الحرية والاختلاط
والإباحية والانطلاق،
تتزوّج
وتُطَلّق بعد ساعات ، ولايكلّفها هذا أكثر
من
إمضاء وعشرين
قرشاً وعريس ليلة ، أو لِبِضع ليال ،
وبعدها الطلاق..وربما الزواج فالطلاق مرة أخرى".
_______________
هذا حديثٌ
مضى عليه أكثر من نصف قرن ، فماذا لو
كانت كاتبته لم
تزل على قيد
الحياة ..لقد حذّرت وتنبأت-وهى المرأة الغربية- بحجم الكارثة التى تحلّ
بالعالم
وبنا.
#كلما
ابتعدتَ عن الدينِ
خطوة ، اقتربتَ
من الشيطانِ خطوة ، حتى
زادت المسافة واتّسعت
فرقص الشيطان
فرحاّ :هلُمُّوا إلىَّ ياأحبابى، فرقصوا
معاً على
جثّة الأخلاقِ والقيَم
والفضيلة ، غابت
الأسرة ، وغابت
المؤسسات التربوية والتعليمية....
حالاتُ غيابٍ
لكل دورٍ تربوي وتحذيرى، قابله حضورٌ
قوىّ لشياطين
الإنس والجنّ... فنحن فى
انتظار
كارثة، إذا
لم............
________________
حامد حبيب _
مصر