جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

 إيهاب عبد السلام

حكمة ظهور مسيلمة الكذاب



... وردًّا على هذا الفهم لمن يروقه سواء كان الشرقاوي أم غيره، أقول: إن إرادة الله تعالى شاءت أن تتكون تجربة موازية ومعاصرة لنبوة محمد ولكنها لم تنجح ولم تتواصل؛ إنها تجربة (مسيلمة الكذاب)، وأرى أننا يتحتم علينا قراءة تجربة مسيلمة في هذا الزمان بفهم جديد يتناسب مع ثقافة ذلك العصر الذي نعيشه؛ فكثير من الأحداث التاريخية تكون في حينها ابتلاءً شديدًا، ولا يمكن الالتفات إلى الجانب الإيجابي في وقوعها، فمعايشة الحدث تفصيلاً لا تُتِيحُ النظر إليه من بعيد إجمالاً، وبهذا الفهم نستطيع ونحن نقف في القرن الواحد والعشرين أن ننظر إلى ما فعله مسيلمة الكذاب بعين جديدة ورؤية مختلفة تجعل ما فعله الآن دليلا عقليًّا قويًّا على صدق نبوة محمد ، فما فعله مسيلمة في حينه يمثل التجربة البشرية التي توفر لها ما توفر لمحمد وأكثر.. فقد كانت لديه العزوة، والأموال، والأعوان، والأصحاب، وكل شيء.. وكذلك الحنكة التي جعلته يَتَّكئُ على نبوة محمد ولا يعاديها في بادئ الأمر؛ فقد اعترف به نَبِيًّا يقاسمه الأرض مدعيًّا أن هذه هي قسمة الله ولكن قريشًا قوم لا يعدلون.

لم ينقص مسيلمةَ إلا شيء واحد؛ ألا وهو النبوة الحقيقية... ولذلك لم يتَعدَّ ما فعله في حينه من منظورنا الآن كَوْنَه زوبعةً في فنجان، وكأن تجربة مسيلمة تقول لمن يدعي أن ما فعله محمد تجربة بشرية توفر لها من العوامل التاريخية ما يكتب لها النجاح: لقد كانت هناك تجربة مماثلة في حينها فلماذا لم تحقق شيئًا؟! ولم تترك ولو حتى تابعًا واحدًا؟! وبذلك يكون أمر صدق نبوة محمد ، قد تقلب من جميع الوجوه والاحتمالات وأصبح لكل سؤال عقلي ردٌّ مقنع عقلي أيضًا.

...

من كتابي: «تعالوا نحسبها بالعقل» الصادر عن دار الفاررق في 2009


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *