شيرين حامد حبيب
مُحمَّدٌ
على جبلِ الصَّفا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
صعد (رسول الله صلى الله عليه وسلم) على جبل الصفا ، ثم هتف
:"ياصباحاه"..وكانت هذه الكلمة عند
قريش كلمة
إنذار ، تُخبر عن هجوم جيش أو وقوع
أمرٍ عظيم ،
ثم جعل ينادى بطونَ قريش ، ويدعوهم
قبيلة قبيلة
..فلما سمعوا قالوا: من هذا الذى يهتف؟
قالوا: محمد
، فأسرع الناس إليه ، فلما اجتمعوا قال:
"أرأيتكم لو
أخبرتكم أنّ خيلاّ
بالوادى بسفح هذا الجبل ،تريد أن
تُغير عليكم أكنتم مصدّقىّ؟"
قالوا : نعم
.. ماجرّبنا عليك كذباً.. ماجرّبنا عليك إلا صدقا...قال:"
فإنى نذيرٌ لكم بين يدَى عذابٌ شديد.."
ثم دعاهم
إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ
محمداً رسول الله. وبيّن لهم أنّ هذه الكلمة هى ملاك الدنيا
ونجاة الآخرة
، ثم حذّرهم وأنذرهم
عذاب الله إن بقوا على شركهم، ولم
يؤمنوا بما جاء من عند الله،
وأنه مع كونه
رسولاً لاينقذهم من العذاب ولايغنيهم
من العذاب
ولايغنيهم من الله شيئاً.
ولما أتم هذا
الإنذار،انفضّ عنه الناس ، دون أن يبدوا
أىّ معارضة
أو تأييد ، إلا أبو لهب ، هو
الذى واجه النبى بالسوء ،حين قال له : " تبّاً لك سائر اليوم..ألِهذا
جمعتنا ؟
فنزلت (تبّت يدا أبى لهبٍ وتَبّ ..).
أما عامةُ
قريش فأصابتهم الدهشة ، فلما أفاقوا من
دهشتهم
،تناولوا تلك الدعوة بالاستخفاف ، فكان إذا
مرّ عليهم
النبى ، قالوا : أهذا الذى بعث اللهُ
رسولا ؟
أهذا ابن أبى
كبشة ، يكلّم السماء.
"وأبو
كبشة هذا، اسمٌ لأحد أجداد النبى من جهة الأم
..كان قد
خالفَ دين قريش ، واختار النصرانية ، فلما
خالفهم النبى
فى دينهم نسبوه إليه، وشبّهوه به ".
________________