كليمنجارو الأكثر ارتفاعا بإفريقيا
كليمنجارو الأكثر ارتفاعا بإفريقيا
تُعتبر
تنزانيا معقلَ المغامرات، وتتعدد فرص اختبار سحر هذه الوجهة الإفريقية، بدءاً من
مشاهدة الأسود العابرة للمسارات الرملية، وصولاً إلى تسلّق قمة جبل كليمنجارو
المغطاة بالثلوج، وهو الذي يُعد هو أحد المواقع السياحية الهامة في قارتنا، الجبل
الأكثر ارتفاعاً في أفريقيا، حيث يتألف من ثلاثة مخاريط بركانية هي كيبو (أعلى
القمم) وماوينسي وشيرا.
تبلغ أعلى
قمة للجبل 5895 متراً عن سطح البحر، ويعتبر الجبل أقرب نقطة تغطيها الثلوج قريبة
من خط الاستواء، ويضم عدة محميات وحدائق وطنية أهما منتزه كليمنجارو الوطني المسجلة
ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ويقع في شمال شرق تنزانيا، بالقرب من
الحدود الكينية.
وهناك أسباب
لا تُحصى تجذب ما يقرب من 40 ألف رحالة سنوياً إلى جبل كليمنجارو بدولة تنزانيا،
من بينها المجد الذي يحصلون عليه بتسلقهم أعلى جبل في العالم قائمٍ بذاته، ومنها
روعة الوقوف على قمة أعلى جبل في أفريقيا، حيث تقع القارة العظيمة تحت قدميك،
ومنها أيضا مكافأة تحصل عليها برؤية الأنهار الجليدية الساحرة لتلك القمة الجبلية،
وهى بعضٌ من أنهار الجليد الاستوائية الوحيدة الموجودة على سطح كرتنا الأرضية،
والتي أوردت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة "ساينس" عام 2002، أنه
يُفترض إختفائها بين أعوام 2015-2020. وهذا يعني أن ذلك بدأ الآن، ومن ناحية أخرى
فأن خبراء الأنهار الجليدية وعلماء البيئة في "المتنزه الوطني لجبل
كليمنجارو" يعتقدون حالياً أن الجليد – الذي يعود لـ 11700 عاماً لا يمكن أن
يزول في الأعوام الخمسة القادمة، وحتى في الأعوام الخمسة عشر القادمة، رغم أن
الجليد لا يزال ينحسر وتشير التقديرات الجديدة إلى أنها ستختفي بحلول عام 2040،
وقد يزيد ذلك أو يقل بمقدار عشر سنوات.
وتغطي
الغابات الطبيعية حوالي 1000 كيلومتر مربع في جبل كليمنجارو، وفي سفح الجبل،
تُزرَع الذرة والفاصوليا ودوار الشمس، وعلى الجانب الغربي يُزرَع القمح، كما توجد
أيضًا بقايا نباتات السافانا السابقة، وبين ارتفاع 1000 و1800 متر تظهر القهوة.
وأول من وصل
إلى قمة جبل كليمنجارو الألماني هانز ماير والنمساوي لودفيج بورتشيلر، وبينما
يحاول ما يقارب 25 ألف شخص الصعود إلى قمة الجبل سنوياً، ينجح منهم الثُّلُثَين
تقريباً، بينما يفشل البقية، ورغم أن صعود جبل كليمنجارو لا يحتاج إلى معدات تسلق
أو خبرة، لكن يبقى ذلك خطيرا بسبب إمكانية الإصابة بداء المرتفعات، وهو السبب
الرئيسي لعدم وصول متسلقين لقمة الجبل، والذي قد يكون مميتا في حال لم يُعالَج
فورا، ويستغرق معظم الناس من 6 إلى 8 ليالٍ لتسلق الجبل، وذلك حسب الطريق
المَسلوك.