جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
أماكنتاريخحامد حبيبدور المثقفين في إفريقياليبيا

الجَمَل...وسنوات الابتلاء والكفاح فى ليبيا

 

                     ------------(١٨)-----------

    _( الجَمَل...وسنوات الابتلاء والكفاح فى ليبيا)_

             _________________________

           "أعيدوا الجمل إلى رُقعةِ الشطرنج"

       ---------------------------------------------------

  فى الجَبلِ الأخضر فى ليبيا، ابتُلِىَ الإنسانُ بابتلاءاتٍ وكوارثَ بيئيةٍ كالجدب، الذى ظلّ لِعقود،

ممّا نتج عنه استفحال الجوع وتفشّى الأمراض،

خاصّةً وباء الطاعون، وظروفٍ طبيعية مُخيفة،

وحدوث فوضى وجَور، فلم يغادرابنُ الجبلِ الأخضر

وطنَه، بل انعزل فى أعالى الجبال مُتَّخِذاً من أكنانها

 أوكاراّ كى يعصِمَ نفسَه من تلك الابتلاءات.

فى تلك المِحنة ، لم يفقد الجَمَل حظَّه الوافِر من

التقدير والمكانةِ العالية لدى هؤلاء الذين جابهوا تلك

الكوارث ومانتج عنها ، فما من وسيلةٍ أُخرى غيره

ساعدتهم فى ضنك الصعود والهبوط والمهالِك من حولهم، حتى صنعوا له تماثيلَ صغيرة تقديراً وعرفاناً بفضله.

*ومِن خلال تفتيش وتنقيب إحدى فِرَق  التنقيب الأثرى ، عثروا على مثل هذه التماثيل فى

"ميراد مسعود" شمال البيّاضة، وهى تماثيل صُنِعَت

من الطين الأحمر المحروق، وللتمثال أرجُل من أعواد دقيقة من أفرُع شُجَيرة الزهيرة، ومع الجمل

كَيسان من نفس المادة المُعَد منها الجمل، وللكَيسين

مايُشبه الحبال، مُعَدّة من أوراق العُنصُل لِخَملِها على

ظهر الجمل.

*لم يغفل أحد القادة الإيطاليين أثناء غزوهم لليبيا

وتصدّى المجاهدين ومُباغتتهم لجيش العدو الإيطالي، وعن أعنف الأعمال الوحشية التى ارتكبها

الغُزاة الفاشيست من تشريدٍ للأطفال والنساء ،أن

يتحدٌث عن نواياهم السيئة تجاه الجمل، وذِكر إبادَتِه بالمئات، أو جمعها وتكديسها لحوزتهم ، حتى

لَيَحكى الرواة من المجاهدين عن سلب الغُزاة للإبل

من أيدى أصحابها بالقوّة ، وحشرها فى أماكن ممنوعة من الكلأ والماء، حتى نفقت أمام أصحابها، حتى رثاهم الشاعر(خالد أرميلة)، بعد أن شاهد

قسوة إفنائها أمام عينيه فى مكان يُسَمّى "براكة

الطير" قُرب مُعتقَل العقليّة، فقال واصفاً ماحدث:

  ----------------------------------------------------

واليوم عند بَراكةِ  الطَّير   جفايا  أعراض   الجنايب

أنت فيه ما  تُنظُرى خير    وِحنا ،نزمطو فى هزايب

لوكان موتناجَت بتحرير    معاهم وفى عون  طايب

  ---------------------------------------------------

* ومن الأعمال المُرتكَبة ضد الجمل ومايتمخّض عنها

من غِلّ، ماحوَتهُ مُذكّرات القادة وقصص الرواة المجاهدين أيّام الاحتلال، مُن أنّهم وضعوا شعاراً

رُسِمَ عليه سبعٌ جاثِم على جمَلٍ لافتراسِه،يرمزون به

إلى القوة الأوربية وضعف الأمة العربية.

* لم يقف الأمر عند هذا الحَد، بل حكموا عليه بالنَّفى المؤبَّد خارجَ الرُّقعة الشطرنجية، بعد أن كان يحتلّ

مكانتَهُ مع الفيل والفرس.

* لقد كان للجمل مكاناّ بالفعل فى قطعة الشطرنج قديماً، وقد كتب (الفردوسى) _صاحب ملحمة الفُرس الكبرى،المؤلّفة من ستين ألف بيت ، والتى أنهاها سنة٤٠٠ه_صحائفَ طريفةً عن الشطرنج، وقصَّ أخبار لِعبِه شعراً ، ويضع الملك فى الوسط ومعه وزيره، وإلى جانبهما فيلان ، وبعدهما جملان

ثم فَرَسان، وأخيراً خال.

* والمعروف ، أنَّ لُعبةَ الشطرنج مأخوذة عن الفُرس

والهند، وتعنى"لُعبةُ الحرب ".

* وتمثيل هذه الحيوانات كقِطَع فوق رُقعةِ الشطرنج

يرجع إلى الدور الحقيقى لها على أرض الواقع، والجمل دون باقى الحيوانات، أبرزَ كفاءتَهُ فى تاريخ

الحروب التى مضَت، وهو المُساهم وصاحب الدور الفعّال فى تدهور الدولة الرومية.

*إذا كان الجمل له هذا الدور التاريخى، لماذا حُرِمَ

مكانه ومكانته كتمثال صغير فى رُقعة الشطرنج

ودُفع به خارجها، برغم أن الشطرنج الذى يعنى"لعبة الحرب" ذو قيمة عالية فى الأوساط الملكية ونفوس

اللاعبين...إن طردَه والدفع به خارج اللعبة، لم يكن

أمراً اعتباطياً، بل كانت عملية لها مغزاها وأسرارها الخبيثة...وعلينا الآن أن نُعيدَ للجملِ مكانته السامية

والهامة على رقعة الشطرنج، فنحن الآن فى المنفَى.

________________

حامد حبيب_مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *