حِمارٌ و مِروحة...ذريعةُ احتلالِ مصرَ والجزائر
رابطةُ المُثقَّفين الأفارقة
-----------(٢٠)------------
_( حِمارٌ و مِروحة...ذريعةُ احتلالِ مصرَ والجزائر)_
--------------------------------------------------------
* كان النزاعُ بين الجزائر وفرنسا قد استطار
وأصبح يُهدّد بالحرب...لماذا؟
_لأنّ (حسين باشا)_ داى
الجزائر _غضب من قنصل
فرنسا ، فضربه
ب(مِروحته )فى حفل عام، ولمّا عُرِضَ عليه أن يعتذر للقُنصل ، رفض الاعتذار، ورفض_
أيضاً_ تقديم أىَّ ترضية لفرنسا.
_ فى ذلك الوقت ، كانت
فرنسا تتطلّع ومنذ أمدٍ بعيد
لاحتلال الجزائر ، ولكن
بعض طوائف الشعب الفرنسى كانت ترفض ذلك، كما كانت انجلترا عقبة
فى طريقها.
_اتخذت فرنسا حادث
" المروحة " ذريعة لاحتلال فرنسا، ولكنها لم تكن تجرؤ فى ذلك الوقت
للأسباب التى ذكرناها، فماذا فعلت ؟
_لجأت إلى (محمد على)
_والى مصر_ودخلت معه فى مفاوضات، ليقوم هو باحتلال الجزائر.
_قدّم القنصل
الفرنسى(دور فيتر)مذكّرة للبرنس
(دى بولنباك)وزير
خارجية فرنسا، يعرض فيها استعداد( محمد على أن يحتل الجزائر بأسطوله
وجيشه، تحت قيادة ابنه
(ابراهيم باشا) على أن
تظل خاضعة للسيادة
العثمانية وتقديم الجزية لها ،
فى مقابل أن تقدّم له
فرنسا أربع بوارج حربية وعشرين مليون فرنك، وهو من شأنه أن يريح كافة الأطراف
المعنية..فيحصل محمد على الممتلكات الجديدة والأربع بوارج، وسيحصل الباب العالي
على جزية مماثلة لماتدفعه مصر، وتنتهى أزمة فرنسا مع الجزائر، وتتحرّر أوربا
نهائياً من خطر القرصنة فى
البحر المتوسط الذى
كانت الجزائر مصدره.
_بطبيعة الأمر، تختلف
الأسباب الظاهرة عن الخفية
فى حالات الاحتلال بصفة
عامة.
_ويواصل(جبرائيل
انكيرى)فى مؤلّفه بالفرنسية عن (ابراهيم باشا) قائلاً:"إن مجلس الوزراء
الفرنسى برئاسة الملك شارل العاشر، قد وافق على جوهر الاقتراح، ولكنه أنقص المبلغ
المطلوب إلى عشرة ملايين فرنك، ورفض تسليم محمد على البوارج الأربعة..وعرضت أن
يتولّى الأسطول الفرنسى مساعدة الجيش المصرى، ولكن محمد على وابنه ابراهيم رفضا
قائلين:" إن هذه مسألة يجب أن تُسوَّى بين المسلمين وبعضهم"، دون اشتراك
سلطة
أجنبية،وأصر على طلباته
السابقة فى البوارج الأربعة والعشرين مليونا من الفرنكات..وسمعت انجلترا بتلك
المفاوضات، فأنذرت محمد على أن يتدخل فى مشكلة الجزائر، وأنها ستقاوم هذا التدخُّل
بكل قوة، فقطع محمد على المفاوضات مع فرنسا، فقامت فرنسا بتنفيذ مشروعها باحتلال
الجزائر سنة١٨٣٠م.
_________________
* فى الحادى عشر من
يونيو عام١٨٨٢م،انفجر
الموقف فى الاسكندرية،
بمذبحةٍ كانت تعتبر نقطة البداية لاحتلال مصر.
_كان عود الثقاب الذى
فجَّر الموقف التهاباً(مشاجرة
وقعت بين رجلٍ
مالطى"من مالطا" من رعايا الإنجليز
وكان قد استأجر
[حماراً] من أحد المواطنين المصريين ، وفى النهاية دفع له قرشاً واحداً فقط، فاحتج
المصرى على المالطى ، فطعنه المالكى بسكّينٍ فقتله ، وهرب إلى أحد مساكن الانجليز،
فتجمّع رفاق القتيل للإمساك بالقاتل، فراح اليونانيون والمالطيون_ الساكنون بالقرب
من مكان الحادث_يطلقون النار على الأهالى من الأبواب والنوافذ، بحجة الدفاع عن
النفس، فسقط كثيرٌ من
الأهالى مابين قتيلٍ
وجريح، فثارت نفوس الأهالى
وبادروا
بالانتقام،ةفراحوا يقتلون من يعثرون عليه
من الأجانب، فى الوقت
الذى كان يطلق فيه الأوروبيون النار على الأهالى.
_ ولما
كان(عرابى)وزيراً للحربية، ومسئول عن أمن البلاد، فسارع الإنجليز والخديو بتوجيه
الاتهام لعرابى باشا وحزبه العسكرى، فى الوقت الذى ألقى فيه الوطنيون التهمة على
الخديو ورجاله باعتبارهم
أرادوا بهذا الحادث،
إحراج مركز عرابى وإظهاره بمظهر العاجز عن حماية الأمن.
_والحقيقة _باعتراف
ممثل انجلترا فى مصر_أنه دخل فى تدبير هذه المذبحة بالاتفاق مع الخديو،إذ كانا
يتوقان لعملٍ يُتّخذ ذريعة للتدخُّل البريطانى.
_وقامت انجلترا بضرب
مدينة الإسكندرية بالمدافع
فى السابعة صباح الحادى
عشر من يوليو١٨٨٢م،ثم الاحتلال .
_لقد أضمر الخديو توفيق
العداء لعرابى منذ وقفته الشهيرة والجريئة أمامه فى عابدين ومن ورائه ضباط الجيش
والوطنيين المصريين، كما كانت انجلترا ترى فى عرابى ورجاله، وشعبيته عائقاً يحول
دون احتلالها لمصر، فدبّرا معا ، الخديو الخائن وبريطانيا ذلك الحادث البسيط،
ليُفجٌر مذبحة ثم مؤامرة تنتهى باحتلال.
_______________
هكذا لعبت المؤامرات
الاستعمارية لعبتها فى احتلال أراضينا ،بكل خبثٍ ودهاء، فهل نستفيد من التاريخ
ونحذر ذلك فى المستقبل
؟
_____________________________________
مَن وعى التاريخَ
بِصدرهِ أضافَ أعماراً إلى عُمرِه
_____________________________________
حامد حبيب_ مصر
