نور الدين زنكي
أعدل الحكام بعد الخلفاء الراشدين
----------------
الملكُ العادلُ أبو
القاسمِ نور الدين محمود بن عمادِ الدِّين زَنْكِي ( 1118-1174م)
ابن عماد الدين زنكي بن
آق سنقر...يُلقَّب بالملك العادل وناصرأمير المؤمنين ونور
الدين الشهيد...رغم
وفاته بسبب المرض وهو الابن الثاني لعماد الدين زنكي حكم حلب
بعد وفاة والده، وقام
بتوسيع إمارته بشكل تدريجي كما ورث عن أبيه مشروع محاربة
الصليبيين...شملت
إمارته معظم الشام..تصدى للحملة الصليبية الثانية ثم قام بضم مصر
لإمارته وإسقاط
الفاطميين والخطبة للخليفة العباسي في مصربعد أن أوقفها الفاطميون
طويلاًوأوقف مذهبهم وبذلك مهَّد الطريق أمام
صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين
وفتح القدس بعد أن توحّدت مصر والشام في دولة
واحدة ....تميَّز عهده بالعدل وتثبيت
المذهب السنّي في بلاد الشام ومصر...كما قام
بنشر التعليم والصحة في إماراته، ويعده
البعض سادس الخلفاء
الراشدين
ينتسب نور الدين إلى
السلاجقة الأتراك فجدّه آق سُنقر بن إلترغان يعود نسبه إلى قبيلة
ساب يوب ...كان جده
مملوكًا للسلطان جلال الدولة ملكشاه، وكان عسكريًا وملاصقًا
للسلطان وفي 1087 م أصدر السلطان السلجوقي
ملكشاه أمرًا بتعيين آق سنقرعلى
حلب بسبب إخلاصه
للسلطان أثناء حروبه وخشية من أطماع أخيه تتش بن ألب أرسلان
في بلادالشام ...كما أوصى سائر الأمراء بطاعته
فسار آق سنقر إلى حلب على رأس
جيش كبيروأقام فيها بعض الوقت ريثما يدبر
أمورهاويصلح أحوالها..لكن بعد وفاة جلال
الدولة ملكشاه حصل قتال
بين تتش بن ألب أرسلان وآق سنقر انتهى بأسروقتل آق سنقر
كان عمر عماد الدين
زنكي 10 أعوام عند وفاة والده آق سنقر...مكث عماد الدين في حلب
عامًا واحدًا عند
مماليك وقادة أبيه وما لبث أن استدعاه والي الموصل كربوقا بعد استلامه
الولاية ليقوم برعايته لإدراكه مكانة آق سنقر في
نفوس التركمان ومايكنونه له من ولاء
وطاعة ...وبقي عماد
الدين مواليا لولاة الموصل الذين عينهم السلطان محمد بن ملكشاه
ورافقهم في معاركهم ثم ولاه السلطان محمود بن
محمد على ولاية الموصل سنة 521 هـ /
1127 م فاستطاع ضم جزيرة ابن عمر وإربل وسنجار
والخابور ونصيبين وجزء من ديار
بكر وعبر الفرات فملك
منبج وحلب وحماة وحمص وبعلبك وبذلك نجح في التوسع بإمارته
لتشمل مناطق شاسعة
كان نور الدين برفقة
أبيه حين قُتل سنة 1146 م عند قلعة جع في حين كان أخوه الأكبر
سيف الدين مقيمًا في شهرزور...أخذ نورالدين خاتم
والده، وذهب مع جنده إلى حلب
فملكها هي وتوابعها في سبتمبر 1146 م وكان عمر
نور الدين زنكي آنذاك ثلاثين عامًا
انقسمت الدولة الزنكية
بذلك إلى قسمين الأول في الموصل والجزيرة وحمص التي سارع
إليها سيف الدين غازي
لتثبيت حكمه فيهاوالثاني في حلب وما جاورها تحت إمرة نور الدين
كما حكم أخوهما نصرة الدين أمير أميران منطقة
حران تابعاٌ لنور الدين في حين بقي الأخ
الرابع قطب الدين مودود
تحت رعاية سيف الدين
-----------------------------
ضم الرها.....بعد وفاة
عماد الدين زنكي خضعت إمارة الرها لحكم سيف الدين غازي
وبقيت حامية صغيرة في
المدينة للدفاع عنهافحاول جوسلين الثاني أمير كونتية الرها
استعادة المدينة مستغلا تمردًا للأرمن قام
بالتحريض عليه..و بعد وفاة عماد الدين زنكي
فخرج على رأس قوة عسكرية متجهًا إلى الرها
وسانده في ذلك بلدوين حاكم مرعش
في حين رفض ريموند الثاني حاكم أنطاكية مساعدته
استطاع جوسلين الثاني الدخول
إلى البلدة في
سبتمبرسنة 1146لكنه لم يستطع دخول القلعةالتي احتمت فيها الحامية
الاسلامية وذلك بسبب
قلّة عدد القوات المرافقة لجوسلين الذي أرسل طالبًا المساعدة
من إمارتي أنطاكية وطرابلس بالمقابل أرسلت الحامية
الاسلامية طلبًا بالمساعدة
والمدد. فخرج جيشان جيش
من حلب وجيش من الموصل بأمر سيف الدين لكن الأخير
وصل متأخراخرج نور الدين من حلب على رأس جيش
تعداده عشرات الآلاف من
الفرسان وحاصر قوات
جوسلين الثانى في نوفمبرمن نفس العام مما
اضطر جوسلين
إلى الهرب طارده نور الدين ووقعت معركة في
سميساط ونجح جوسلين الثاني في
الفرار بعد انتصار نور الدين عاقب نور الدين
أهالي الرها المتمردين بأن جعلهم نهبًا
لجيشه وطرد من بقي فيها من الفرنجةوأقرّ سيف
الدين غازي بحكم نور الدين على
الرها بعد أن حرّرها
ضم دمشق.........كانت
أول محاولة لنور الدين للسيطرة على دمشق في 1150م حين
أرسل قواته لهناك لكن
مسيرها تأخر بسبب هطول الأمطار فسارع مجيرالدين أبق
بالاستنجاد بالصليبيين،
فقرر نور الدين فك الحصارعن دمشق بعد أن وعده مجير
الدين بأن ينقش اسمه على النقود وأن يدعو له في
المساجد....سيطر الصليبيون على
عسقلان عام 1153م وانتزعوها من يد الفاطميين واعترضت دمشق بين
نور الدين
وبينهاوخشي نور الدين على دمشق خاصة بعد أن
استطال الصليبيون على دمشق
بعد ملكهم عسقلان
ووضعوا عليها الجزية واشترطوا عليهم تخيير الأسرى الذين
بأيديهم في الرجوع إلى وطنهم فقام نور الدين
بتكليف نجم الدين أيوب الذي كان حاكم
بعلبك آنذاك بكسب بعض
القواد في دمشق وبث الشائعات ضمن دمشق وتحريض
الشعب على الثورة حتى
ذهب نجم الدين مع بعض من حرسه لمقابلة مجير الدين
والذي خشي بدوره من
المقابلة ورفضها فاعتبرها نور الدين إهانة ...فسير جيشه إلى
دمشق فاستنجد مجير الدين بالصليبيين على أن
يعطيهم الأموال ويسلم لهم بعلبك
فجمعوا واحتشدوا. ....في خلال ذلك عمد نور الدين
إلى دمشق في أبريل 1154 م
وكاتب جماعة من أحداثها
ووعدهم من أنفسهم فلما وصل ثاروا بمجير الدين ولجأ إلى
القلعة وفتح أحد أبواب
دمشق وهو باب شرقي ليدخل نور الدين منه وملك نور الدين
المدينة وحاصر مجير الدين في القلعة وبذل له
إقطاعاً منها مدينة حمص فسار إليها
مجير الدين وملك نور
الدين القلعة ثم عوضه عن حمص بنابلس فلم يرضها فرحل إلى
بغداد وابتنى بها داراً وأقام بها إلى أن توفي
وبعد دمشق ضم شيزروبعلبك وحران
وقلعة جعبروالموصل
ضم مصر.....بعد نجاح
نور الدين في ضم دمشق وأصبحت عاصمة دولته ومنطلق
الحكم وأصبح ملك دمشق
أرسل عدة حملات من دمشق تحت قيادة أسد الدين شيركوه
وبصحبته ابن أخيه الشاب اليافع صلاح الدين
الأيوبي واستمرت نحو خمس سنوات
وفشلت عدة مرات بسبب خيانه شاورالوزير الأول
للخليفة الفاطمي وتعاونه مع
الصليبيين والفساد
المتفشي ولكن أسد الدين لم يتراجع ففي كل مرة كان يُعيد تجهيز
جيشه وينطلق من جديد
بأوامر نور الدين في دمشق حتى نجح بعد سباق محموم مع
الصليبيين في الظفربمصر
سنة 1169 م وتولى شيركوه الوزارة من
العاضد لدين الله
آخر حكام الفاطميين، على أنه لم يلبث أن توفي
فعين نور الدين زنكي صلاح الدين
وزيرا على مصر وضمها لملكه في الشام
وفاته...........بالذبحة الصدرية في eleven شوال 569 هـ
/ 15 مايو 1174م وهو في
التاسعة والخمسين من
عمره ودفن في البيت الذي كان ملازما فيه في قلعة دمشق ثم
نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق
الخواصين بدمشق
----------------
إعداد ..د.أحمد الخواجه