(الكونغو الديمقراطية..ودور المثقفين فى استقلالها)
----------------------( ١ )-------------------------------
{ رابطة المُثقّفين الأفارقة }
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
*نحن ننتمى للقارة الأفريقية..هذا صحيح ، ولكن
مامدى علمنا بقارة
ننتمى إليها....نحن تقريباً لانعرف
إلاّ دول الشمال
الأفريقى والسودان ، باعتبارها دول
عربية ، ولأننا
لم ندرس فى مقرراتنا
التعليمية إلاّ
مايخُص تلك
البلدان وصراعها مع
الاستعمار لِنَيل
الاستقلال ،
وعلى صفحات التواصل
تتميز تلك العلاقة بالتميُّز فى
مجال الأدب والثقافة ، وإن كانت
السودان أقلّ نصيباً فى
ذلك التواصل .
* وحيث أننا ننتمى لتلك
القارة ، نستطيع من خلال
تواصُل فِعلى وجاد أن نقيمَ
جِسراً قوياً للتواصل
الثقافى ، يمكّننا من
جعل تلك القارة قوة كبرى فى
هذا المجال، وإن كُنا
نتمنى أن تحظى تلك العلاقة
بمزيدٍ من التعاون فى
كافّة المجالات الاقتصادية
والسياسية ،
إذ أنَّ هذه
القارة مجالٌ خصب للاستثمار والتعاون فى كافة المجالات ،
ونستطيع
أن نجنى معاً_نحن وهُم_الكثيرَ من ورائه ، وتقوى
الروابط المصرية الأفريقية.
*نستطيع أن
نُكوّن مايُسَمّى ب" رابطة
المثقفين
الأفارقة"...نتعرّف على
عاداتهم ، تقاليدهم ، عموم
ثقافتهم وآدابهم ،
فالأدب الأفريقى غاية فى الأهمية
___________
* بالرغم
من أن القارة الأفريقية تُعتبَر من
قارات
العالم القديم،إلا أنها
لم تُكتَشَف بالكامل إلا فى أواخر
القرن التاسع عشر ،
عندما اكتُشِف ما فيها من ثروات
فصارت مطمعاً
ونهَبَاً لكل دول
أوربا الاستعمارية
فاقتسموا أراضيها
وخيراتها.
* لقد كان نهر الكونغو
آخر الأنهار الأفريقية التى تمَّ
اكتشاف منابعها
ومجاريها ، وارتبط هذا الاكتشاف
باسم (ستانلى) مِن
قِبَل إنجلترا ، وكان
لاكتشاف
هذا النهر وماكتبه
(ستانلى)عن الثروة التى يعِج بها
حوض هذا
النهر آثار بالغة
وخطيرة فى تاريخ أفريقيا الحديث
، حيث تكالبت الدول الاستعمارية
فى صراع طويل للاستحواذ
على القارة وخيراتها.
*استطاعت بلچيكا أن
تسيطر على (زائير _الكونغو
الديمقراطية) لفترة
طويلة.
* ولأن الاستعمار
وضع من ضمن
خططه ، نشر
المسيحية ،
فعلَّم الناس من
خلالها ، أن الجميع
متساوون أمام الله،
وليس هناك سيادة لجنس على
آخر ، فبدأوا يستشعرون
سيئات الاستعمار ، وارتقى
الفِكر ،
وازداد المجتمع القِبلى
ترابطاً روحياّ،
واضطرت البعثات التبشيرية أن
تُنشئَ المدارس
فنشأت بفضلها
نواة جيل جديد مثقّف
، وكان
(لوموبا) الذى
صار فيما بعد رئيساً للوزراء، أحد خريجى هذه المدارس.
*ومع إدخال أساليب
الصناعة الحديثة، عقب الحرب
العالمية الثانية ،
وانتشار طرق النقل وحركة التجارة
الداخلية ،ظهرت نواة
طبقة برجوازية، وبدأت تشعر
بوطأة النُّظُم الاحتكارية ، وتزامن
مع ظهور هذه
الطبقة البرجوازية ،
ظهور طبقة جديدة من العُمّال
الكادحين.
* وأخذ المثقفون
يشعرون بحرمانهم من
خيرات بلادهم ،التى يتمتّع بها الإقطاع من ناحية، والأجانب
والمستعمرون من ناحية
أخرى.
*ورغم أن البلچيكيين لم
يسمحوا بتكوين الأحزاب
السياسية ، كما
كانت بريطانيا تسمح
بذلك فى مستعمراتها ،فقد بدأ
الاتجاه القومى يختمر بين فئة
المتطوّرين مُمَثّلة
فى الجمعيات الثقافية ،
مثل جمعية
"باكونجو" التى أصبحت فيما
بعد حزب
"أباكو".....كما
أصدرت هذه الجمعية جريدة " الوعى
الأفريقى" عام
١٩٥٣م، واشترك فى تحريرها صفوة
من الشباب المُثقف.
* أخذت الفكرة
السياسية تنتشر بين المثقفين من أجل
التحرُّر ، فأيدتها الطبقة
البرجوازية، وطبقة العُمّال
الكادحة ، وأشعلَ الموقفَ
ارتفاعُ مُعدّلات البطالة ،
فتحرّك المجتمع القِبلى
معهم ، وأحسّت
بلچيكا بنموّ حالة
الاختمار، واضطرت أن تسمح بلون
من الحكم المحلى ،فى محاولة للاسترضاء
وتهدئة
الأجواء، وجرت انتخابات فى
ديسمبر ١٩٥٧م ، وفاز
فيها حزب
"أباكوا"_ المنبثق من
جمعية "باكونجو"
الثقافية_بالأغلبية.
*ولأن الاستعمار لايرضى
بالحركات المتطلعة للتحرر
وأنه إنما
فعل ذلك بنيّة
خبيثة لتهدئة الأوضاع ،
وإشعال نار الفتنة بشغل المناصب
والصراع على
الفوز فى الانتخابات،
مما يفتّت نار الوحدة، حرصت
بلچيكا على
تمزيق هذا الاختمار
السياسى ، لكن محاولتها تلك
باءت بالفشل ، إذ استطاعت الحركة
القومية أن تستمر فى
طريقها نحو التحرُّر.
*وأخذت طليعة
الاتجاه القومى تتجلّى فى حزب
جديد أقامه
(لوموبا)المثقّف ،فى مايو ١٩٥٩م ، وهو
حزب"الحركة
الوطنية الكونغوية" الذى استمر فى
كفاحه مع
القوى الأخرى ، حتى أجبروا المستعمر
على الخضوع ،
وأُجريَت الانتخابات بعد اتفاق الجميع على إعلان الاستقلال فى(٣٠
يونية١٩٦٠م)
وفاز فيها
"حزب الحركة الوطنية
الكونغولية"
بالأغلبية، وأصبح
(لومومبا)أحد أبرز المثقفين، أوّل
رئيس للوزراء ، و(جوزيف
كازافوبو)الزعيم المحافظ
وقائد حزب
"أباكوا" رئيساً للجمهورية.
* هكذا
قام المثقفون فى
جمهورية الكونغو الديمقراطية
لتحرير بلادهم ، وتولِّى أحدهم السلطة فى البلاد..مع مزيدٍ من المثقفين الذين
خاضوا النضال الثورى ضد المُحتل.
________________________________________
★جمهورية الكونغو الديمقراطية، كانت تُسَمّى زائير
بين عامَى ١٩٧١م و ١٩٩٧م
، وتقع وسط أفريقيا .....
وتُدعى أحياناً
ب " الكونغو _كينشاسا " نسبة
إلى عاصمتها تمييزاً لها
عن جمهورية الكونغو
التى تُسمّى" الكونغو_برازافيل".
_مساحتها :
٢,٣٤٥,٠٠٠كم٢.
_ رئيسها : مليكس
تشيسكيرى
_عدد سكانها :٤٨,٠٧
مليون نسمة عام ٢٠١٨م.
العُملة :فرنك كونغولى.
_____________________
حامد حبيب _مصر